المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الأخلاق الفردية والاجتماعية  
  
2850   11:17 صباحاً   التاريخ: 27-5-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص15ــ16
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2016 2833
التاريخ: 2023-12-21 1012
التاريخ: 20-11-2018 2598
التاريخ: 24-6-2016 26309

يرى البعض أن جميع الصفات الأخلاقية تقيم على أساس معاشرة الإنسان للآخرين، بحيث لو تجرد عن المجتمع بصورة تامة وعاش منفصلاً عن الآخرين تماماً، وبصورة مجردة عن الوجود لفقدت الأخلاق معناها بالمرة!

لأن الغبطة والحسد والتواضع والتكبر وحسن الظن والعدالة والفجور والعفة والسخاء والبخل وما شاكل ذلك، كلها صفات تعكس معناها من خلال المجتمع واحتكاك الفرد بالآخرين فقط، فتجريد الإنسان من المجتمع معناه تجريده من الأخلاق.

ومع اعترافنا بأن الكثير من الفضائل والرذائل الأخلاقية ترتبط بالحياة الاجتماعية للإنسان، إلا أن هذه النظرة غير شاملة؛ لأن لبعض الصفات الأخلاقية جوانب فردية، وهي مصداق صحيح في الإنسان المنفرد أيضاً، كالصبر والجزع على المصائب والشجاعة والجبن في الحوادث الواقعة واستعانة شخص أو تكاسله في الوصول إلى هدفه والغفلة والذكر لله سبحانه وتعالى والشكر أو الكفر بالنعم الإلهية اللامتناهية وغيرها، مما بحثه علماء الأخلاق في كتبهم وعدوها من الفضائل أو الرذائل الأخلاقية، فقد يمكن أن يكون لها جانب فردي يصدق حتى على فرد منعزل تماماً عن المجتمع.

ومن هنا تتضح ضرورة تقسيم الأخلاق إلى أخلاق فردية وأخلاق اجتماعية وغني عن الإشارة أن للأخلاق الاجتماعية ثقلاً أكبر في علم الأخلاق، وتتمركز شخصية الإنسان حولها بصورة أكثر، رغم أن للأخلاق الفردية حصة ملحوظة في مجالها أيضاً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.