المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17980 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

خصائص المادّة
28-11-2019
عُبيد بن مَسعدة
26-06-2015
وحيدات النوى / البلعميات الكبيرة Monocytes / Macgrophages
13-3-2017
حق الاجنبي الانتفاع بالمرافق العامة
2023-05-08
جواز الحلف بغير الله سبحانه
25-02-2015
The Chemical Nature of DNA
24-8-2018


وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ  
  
158   01:00 صباحاً   التاريخ: 2024-12-02
المؤلف : الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
الكتاب أو المصدر : التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة : ج1، ص 170-174.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / مقالات عقائدية عامة /

وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ

 ما هو تفسير قوله تعالى : [ سورة البقرة ( 2 ) : الآيات 102 إلى 103 ].

قال تعالى { وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُما ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ ( 102 ) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ } ؟ !

قال الصادق عليه السّلام : وَاتَّبَعُوا هؤلاء اليهود والنواصب وَما تَتْلُوا ما تقرأ الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وزعموا أن سليمان بذلك السحر والتدبير والنّيرنجات « 1 » ، نال ما ناله من الملك العظيم ، فصدّوهم به عن كتاب اللّه ، وذلك أنّ اليهود الملحدين والنواصب المشاركين لهم في إلحادهم لمّا سمعوا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ، وشاهدوا منه ومن عليّ عليه السّلام المعجزات التي أظهرها اللّه تعالى لهم على أيديهما ، أفضى بعض اليهود والنصّاب إلى بعض ، وقالوا : ما محمّد إلّا طالب الدنيا بحيل ومخاريق وسحر ونيرنات تعلّمها ، وعلّم عليّا بعضها ، فهو يريد أن يتملّك علينا في حياته ، ويعقد الملك لعليّ بعده ، وليس ما يقوله عن اللّه بشيء ، إنّما هو قوله ، فيعقد علينا وعلى ضعفاء عباد اللّه بالسحر والنّيرنجات التي يستعملها .

وأوفر الناس كان حظّا من هذا السحر سليمان بن داود ، الذي ملك بسحره الدنيا كلّها من الجنّ والإنس والشياطين ، ونحن إذا تعلّمنا بعض ما كان تعلّمه سليمان بن داود ، تمكّنا من إظهار مثل ما يظهره محمّد وعليّ ، وادّعينا لأنفسنا بما يجعله محمّد لعليّ ، وقد استغنينا عن الانقياد لعليّ .

فحينئذ ذمّ اللّه تعالى الجميع من اليهود والنواصب ، فقال اللّه عزّ وجلّ :

نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ الآمر بولاية محمد وعليّ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ كِتابَ اللَّهِ الأمر بولاية محمّد وعليّ {وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [البقرة : 101] فلم يعملوا به وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا كفرة الشَّياطِينُ من السحر والنّيرنجات عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ الذين يزعمون أن سليمان به ملك ، ونحن أيضا به نظهر العجائب حتى ينقاد لنا النّاس ، ونستغني عن الانقياد لعليّ .

قالوا : وكان سليمان كافرا ساحرا ماهرا ، بسحره ملك ما ملك ، وقدر على ما قدر ، فردّ اللّه تعالى عليهم ، وقال : وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ ولا استعمل السحر ، كما قال هؤلاء الكافرون وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ أي بتعليمهم الناس السحر الذي نسبوه إلى سليمان كفروا .

ثمّ قال عزّ وجلّ : وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ قال : كفر الشياطين بتعليمهم النّاس السحر ، وبتعليمهم إيّاهم بما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ، اسم الملكين .

قال الصّادق عليه السّلام : وكان بعد نوح عليه السّلام قد كثر السحرة والمموّهون ، فبعث اللّه تعالى ملكين إلى نبيّ ذلك الزمان بذكر ما يسجر به السحرة ، وذكر ما يبطل به سحرهم ، ويردّ به كيدهم ، فتلقّاه النبيّ عن الملكين ، وأدّاه إلى عباد اللّه بأمر اللّه ، وأمرهم أن يقفوا به على السحر وأن يبطلوه ، ونهاهم أن يسحروا به النّاس ، وهذا كما يدلّ على السّمّ ما هو ، وعلى ما يدفع به غائلة « 2 » السّمّ ، ثمّ يقال لمتعلّم ذلك : هذا السّمّ فمن رأيته سمّ دافع غائلته بكذا ، وإيّاك أن تقتل بالسمّ أحدا .

ثمّ قال : وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ وهو أنّ ذلك النبيّ أمر الملكين أن يظهرا للنّاس بصورة بشرين ، ويعلّماهم ما علّمهما اللّه تعالى من ذلك ويعظاهم ، فقال اللّه تعالى : وَما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ ذلك السحر وإبطاله حَتَّى يَقُولا للمتعلّم : إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ امتحان للعباد ، ليطيعوا اللّه تعالى فيما يتعلّمون من هذا ، ويبطلوا به كيد السّحرة ، فلا يسحرونهم .

قوله تعالى : فَلا تَكْفُرْ باستعمال هذا السحر وطلب الإضرار به ودعاء الناس إلى أن يعتقدوا به إنّك تحيي وتميت ، وتفعل ما لا يقدر عليه إلا اللّه تعالى ، فإنّ ذلك كفر .

قال اللّه تعالى : فَيَتَعَلَّمُونَ يعني طالبي السحر مِنْهُما يعني ممّا كتبت الشياطين على ملك سليمان من النّيرنجات ، وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ، فيتعلّمون من هذين الصنفين ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ هذا يتعلّم للإضرار بالنّاس ، يتعلّمون التفريق بضروب من الحيل والتمائم « 3 » ، والإيهام أنّه قد دفن كذا وعمل كذا ، ليغضب قلب المرأة على الرجل ، وقلب الرجل على المرأة ، ويؤدّي إلى الفراق بينهما .

ثمّ قال اللّه عزّ وجلّ : وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ أي ما  المتعلّمون لذلك بضارّين به من أحد إلّا بإذن اللّه ، بتخلية « 4 » اللّه وعلمه ، فإنّه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر .

ثمّ قال : وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ لأنّهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا به ويضرّوا ، فقد تعلّموا ما يضرّهم في دينهم ولا ينفعهم فيه ، بل ينسلخون عن دين اللّه بذلك وَلَقَدْ عَلِمُوا هؤلاء المتعلّمون لَمَنِ اشْتَراهُ بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلّمه ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ نصيب في ثواب الجنّة .

وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ رهنوها بالعذاب لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ أي لو كانوا يعلمون أنّهم قد باعوا الآخرة ، وتركوا نصيبهم من الجنّة ، لأنّ المتعلّمين لهذا السحر هم الذين يعتقدون أن لا رسول ، ولا إله ، ولا بعث ، ولا نشور .

فقال : وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ لأنّهم يعتقدون أن لا آخرة ، وهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا ، وإن كانت آخرة فهم مع كفرهم بها لا خلاق لهم فيها .

ثم قال : وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ باعوا به أنفسهم ، إذ باعوا الآخرة بالدنيا ، ورهنوا بالعذاب أنفسهم لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ أنّهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب ، ولكن لا يعلمون ذلك لكفرهم به ، لما تركوا النظر في حجج اللّه تعالى حتى يعلموا ، عذّبهم على اعتقادهم الباطل ، وجحدهم الحقّ » « 5 » .

------------------------------

( 1 ) النّيرنج : أخد كالسحر وليس به ، أي ليس بحقيقته ولا كالسحر ، إنما هو تشبيه وتلبيس . « تاج العروس - نرج 2 : 105 » .

( 2 ) الغائلة : الشر ، والمراد هنا : المضرّة .

( 3 ) التمائم : جمع تميمة ، وهي عوذة تعلّق على الإنسان ، « الصحاح - تمم - 5 : 1878 » .

( 4 ) التخلية : الترك . « مجمع البحرين - خلا - 1 : 129 » .

( 5) تفسير الإمام العسكري عليه السّلام : 471 / 304 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .