المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

M3+ Aqua ions (M = Al, Ga, In, Tl)
31-1-2018
شدة التحمل = مقاومة الكلال fatigue strength = endurance strength
3-4-2019
electrokymograph (n.)
2023-08-21
معنى كلمة خذل
4-06-2015
هجرة الاسماك
12-8-2021
مكافحة الطيور في مخازن المواد الغذائية
5-2-2016


بعث سورة براءة مع علي (عليه السلام)  
  
4528   08:32 صباحاً   التاريخ: 22-11-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص148-149
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كانت في ذي الحجة سنة تسع من الهجرة ؛ قال الشيخ الطوسي في المصباح : في أول يوم من ذي الحجة سنة 9 من الهجرة بعث النبي (صلى الله عليه واله) سورة براءة حين أنزلت عليه مع أبي بكر ثم نزل عليه انه لا يؤديها عنك الا أنت أو رجل منك فانفذ عليا حتى لحق أبا بكر فاخذها منه .

وروى الطبري في تفسيره بسنده عن زيد بن يثيغ قال نزلت براءة فبعث بها رسول الله أبا بكر ثم ارسل عليا فاخذها منه فلما رجع قال هل نزل في شئ قال لا ولكن امرت ان ابلغها انا أو رجل من أهل بيتي فانطلق علي إلى مكة فقام فيهم بأربع : ان لا يدخل مكة مشرك بعد عامه هذا  ولا يطوف بالبيت عريان  ولا يدخل الجنة الا نفس مسلمة  ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده إلى مدته اه وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن ابن عباس ان رسول الله (صلى الله عليه واله) بعث أبا بكر وأمره ان ينادي بهؤلاء الكلمات فاتبعه عليا فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله (صلى الله عليه واله) فخرج فزعا فظن أنه رسول الله (صلى الله عليه واله) فإذا هو علي إلى أن قال فنادى علي ان الله برئ من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخلن الجنة الا مؤمن وبسنده عن زيد بن يثيغ : سألنا عليا بأي شئ بعثت في الحجة قال بعثت بأربع : لا يدخلن الجنة الا نفس مؤمنة  ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامهم هذا ومن كان بينه وبين النبي (صلى الله عليه واله) عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فاجله أربعة أشهر  وروى النسائي في الخصائص بسنده عن سعد : بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق ارسل عليا فاخذها منه فوجد أبو بكر في نفسه فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) لا يؤدي عني الا انا أو رجل مني  وفي رواية أخرى للنسائي : لا ينبغي ان يبلغ هذا الا رجل من أهلي وبسنده عن زيد بن يثيغ : بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي فلحقه فاخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال أ نزل في شئ قال لا إلا اني امرت ان ابلغه انا أو رجل من أهل بيتي اه ولحقه علي بذي الحليفة على ناقة رسول الله (صلى الله عليه واله) العضباء وذو الحليفة ميقات أهل المدينة بينه وبينها ستة أميال وقيل لحقه بالعرج موضع بين مكة والمدينة وقيل بالروحاء من عمل الفرع  والأقرب إلى الاعتبار ان يكون لحقه بذي الحليفة  قال المجلسي أجمع المفسرون ونقلة الاخبار انه لما نزلت براءة دفعها رسول الله (صلى الله عليه واله) إلى أبي بكر ثم اخذها منه ودفعها إلى علي بن أبي طالب واختلفوا فقيل اخذها منه فقرأها على الناس وكان أبو بكر أميرا على الموسم وروى أصحابنا انه ولى عليا الموسم أيضا.

وقال المفيد في الارشاد : ومن ذلك ما جاء في قصة براءة  وقد دفعها النبي (صلى الله عليه واله) فقال له ان الله يقرئك السلام ويقول لك لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك فاستدعى عليا وقال له اركب ناقتي العضباء والحق أبا بكر فخذ براءة من يده وامض بها إلى مكة وأنبذ بها عهد المشركين إليهم وخير أبا بكر بين ان يسير مع ركابك أو يرجع إلي فركب أمير المؤمنين ناقة رسول الله (صلى الله عليه واله) العضباء وسار حتى لحق بأبي بكر فلما رآه فزع من لحوقه به واستقبله فقال فيم جئت يا أبا الحسن أ سائر أنت أم لغير ذلك فقال إن رسول الله امرني ان ألحقك فاقبض منك الآيات من براءة وأنبذ بها عهد المشركين إليهم وأمرني ان أخيرك بين ان تسير معي أو ترجع إليه فقال بل ارجع إليه وعاد إلى النبي (صلى الله عليه واله) فلما دخل عليه قال يا رسول الله انك أهلتني لأمر طالت الأعناق إلي فيه فلما توجهت له رددتني عنه ما لي أ نزل في قرآن فقال لا ولكن الأمين جبرئيل هبط إلي عن الله عز وجل بأنه لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك وعلي مني ولا يؤدي عني إلا علي في حديث مشهور  وكان نبذ العهد مختصا بمن عقده أو بمن يقوم مقامه في فرض الطاعة وجلالة القدر وعلو الرتبة وشرف المقام  ومن لا يرتاب بفعاله ولا يعترض عليه في مقامه  ومن هو كنفس العاقد وأمره امره فإذا حكم بحكم مضى واستقر وامن الاعتراض فيه  وكان بنبذ العهد قوة الاسلام وكمال الدين واصلاح أمر المسلمين وفتح مكة واتساق أمر الصلاح فأحب الله تعالى ان يجعل ذلك في يد من ينوه باسمه ويعلي ذكره وينبه على فضله ويدل على علو قدره ويبينه به ممن سواه وكان ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يكن لأحد من القوم فضل يقارب الفضل الذي وصفناه ولا يشرك فيه أحد منهم على ما بيناه اه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.