التلقيح insemination والإخصاب fertilization في الابقار

يُطلق على إدخال السائل المنوي في الأعضاء التناسلية للأنثى التلقيح، وإذا أجرى التلقيح طبيعيا يسمى التزاوج coupling أو pairing، وإذا أجرى بالاستعانة بالأجهزة بدون تزاوج بين الذكر والأنثى يسمى التلقيح الصناعي artificial insemination. ولكي يحدث الإخصاب لابد من توفر ظروف معينة. أي أولا يجب أن ندخل الحيوانات المنوية في الجهاز التناسلي للبقرة في فترة أثناء الشبق ورغبة الأنثى في التلقيح مع مراعاة أن تكون كمية المني كافية، وثانيًا لابد أن تكون أعضاء الجهاز التناسلي للأنثى بحالة جيدة صحيا، وأخيرًا أن تتصف الحيوانات المنوية بالحيوية العالية ومقاومة الظروف الضارة بها، وتكون درجة قدرتها على الإخصاب عالية.

والماشية تنتمي إلى الحيوانات التي لها مهبل ومن النوعية التي تتلقح طبيعيا، ويقذف الثور المني في مهبل البقرة، وتمر الحيوانات المنوية من خلال عنق الرحم اعتمادًا على قدرتها على التحرك. وفى وقت التلقيح الطبيعي يقذف الثور من 3-10 مليار خلية منوية في الجهاز التناسلي للبقرة، ولكن جزء كبير منها يموت في المهبل إذا كانت ظروف الحياة لها غير ملائمة، ويصل إلى عنق الرحم فقط حوالى 1/10 من الحيوانات المنوية، ولكن مع استخدام التلقيح الصناعي فإن السائل المنوي يدخل مباشرة في قناة عنق الرحم، وبهذه الطريقة نتجنب موت جزء كبير من الحيوانات المنوية، وفى عنق الرحم تجد الحيوانات المنوية ظروف ملائمة لبقائها على قيد الحياة، وبذلك تستطيع التحرك بالتدريج خلال جسم وقرن الرحم ثم إلى قناتي البيض oviducts والمبيضين، وفي قرن الرحم يمكن أن تعيش الحيوانات المنوية مدة تصل إلى ليلة كاملة ولكن كثير منها يموت نتيجة لوقوعه في فوهة الغدد الرحمية.

ويحدث الإخصاب في قناة البيض أو الثلث العلوي من قناة البيض، وتدخل خلية البيض هذا الموضع من قناة البيض سريعة نسبيًا (أي خلال 6-12 ساعة) وتفقد سريعا القدرة على الإخصاب حتى ولو تقابلت مع الحيوانات المنوية، ولهذا يراعى عدم التأخير في إجراء التلقيح أو التزاوج للبقرة التي تدخل في فترة الشبق.

والإخصاب عملية انتخابية electoral فإذا لقحت بقرة بالسائل المنوي لاثنين أو ثلاثة ذكور فإن البويضة لا تندمج مع أول حيوان منوي يقابلها ولكنها تنتقى الحيوانات المنوية من ذكر معين، وهذه الخاصية في حرية الاختيار توفر حيوية عالية للجنين نتيجة لحدوث الإخصاب، ولذلك ينصح بعض الدارسين في هذا المجال في المزارع التجارية بتلقيح الأبقار التي تبقى عقيمة في حالة التلقيح العادي باستخدام خليط من السوائل المنوية لأكثر من ذكر أو التلقيح بذكرين في وقت واحد.

مراحل الإخصاب :

تتلخص المرحلة الأولى للإخصاب في تخلص البويضة من خلايا الإكليل الشعاعية لتعطى الفرصة لدخول عدة مئات من الحيوانات المنوية متجهة برؤوسها إلى مركز البويضة، وتبدأ في إفراز انزيم Hyalorinedase ، الذي يعمل على تحلل الكبسوية الجيلاتينية المغلفة للبويضة وعندئذ ينفذ حيوان منوي واحد حيث يندمج بالبويضة وتتم عملية أول خطوة في الإخصاب ويقل ارتباط خلايا الاكليل الإشعاعية نتيجة لتأثير هذه المادة، وبذلك تتفكك هذه الخلايا وتزول الطبقة الشفافة للبويضة، وبذلك يكون لهذه الخميرة دورًا هاما في الخطوات التالية للإخصاب.

المرحلة الثانية من الإخصاب يدخل عدد يصل إلى بضع عشرات من الحيوانات المنوية من خلال الطبقة الشفافة للبويضة في مجال الطبقة المحية، والانتخاب لحدوث الإخصاب في هذه المرحلة يُعبر عنه جيدا كقاعدة من خلال الطبقة الشفافة التي تسمح بدخول الحيوانات المنوية الخاصة بهذا الجنس فقط.

المرحلة الثالثة للإخصاب تتلخص في دخول بعض الحيوانات المنوية من خلال الطبقة المخية في بروتوبلازم البويضة. والخلايا المنوية التي دخلت في بروتوبلازم البويضة يحدث لها ارتباط معها، ونواة أحد الحيوانات المنوية تزداد في الحجم كثيرا على حساب امتصاص بروتوبلازم البويضة كما يحدث تقارب مع نواة البويضة وتندمجا مع بعضهما مكونة الزيجوت وهذا يحدث في الربع الأخير لمرحلة الإخصاب، ومن لحظة اندماج النواتين يقف عمل كل من الحيوان المنوي والبويضة ويبدأ نمو وتطور كائن جديد. ويبدأ الزيجوت في الانقسام ويبدأ تكوين الجنين الذي يتكون في البداية من خليتين ثم أربعة خلايا ثم ثمانية... وهكذا.