المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



علاقة «العلم» و«الأخلاق» في الأحاديث الإسلاميّة  
  
46   07:12 مساءً   التاريخ: 2024-10-30
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الأخلاق في القرآن
الجزء والصفحة : ج1 / ص 156 ـ 160
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-3-2022 1827
التاريخ: 25-2-2019 1939
التاريخ: 29-4-2021 1942
التاريخ: 17-5-2021 2226

الأحاديث الإسلاميّة من جهتها، مشحونة بالعبارات الحكيمة الّتي تبيّن العلاقة الوثيقة بين العلم والمعرفة من جهةٍ، وبين الفضائل الأخلاقيّة من جهةٍ اخرى، وكذلك علاقة الجهل بالرّذائل أيضاً. وهنا نستعرض بعضاً منها:

1 ـ بيّن الإمام علي (عليه ‌السلام) علاقة المعرفة بالزهد، الذي يُعدّ من أهمّ الفضائل الأخلاقيّة، فقال: ((ثمرة المعرفة العزوف عن دار الدّنيا)) (1).

2 ـ وَوَرد في حديثٍ آخر عنه (عليه ‌السلام)، قال: ((يسير المعرفة يوجب الزّهد في الدّنيا)) (2).

والمعرفة هنا يمكن أن تكون إشارةً لمعرفة الباري تعالى، فكلّ شيء في مقابل ذاته المقدّسة لا قيمة له، فما قيمة القَطرة بالنسبة للبحر، ونفس هذا المعنى يمثّل أحد أسباب الزهد في الدنيا وزبرجها، أو هو إشارةٌ لعدم ثبات الحياة في الدّنيا، وفناء الأقوام السّابقة، وهذا المعنى أيضاً يحثّ الإنسان على التحرّك في سلوكه وأفكاره، من موقع الزّهد، ويوجّهه نحو الآخرة والنّعيم المقيم، أو هو إشارةٌ لجميع ما ذُكر آنفاً.

3 ـ وَوَرد عنه (عليه ‌السلام) في حديث آخر، بيان علاقة الغِنى الذّاتي، وترك الحرص على الامور الدنيوية، بالعلم والمعرفة، فقال: ((من سكن قلبه العلم باللّه سبحانه سكنه الغنى عن خلق اللّه)) (3).

ومن الواضح أنّ الذي يعيش المعرفة، بالصّفات الجماليّة والجلاليّة للباري تعالى، ويرى أنّ العالم كلّه، هو انعكاسةٌ أو ومضةٌ، من شمس ذاته الأزليّة الغنيّة بالذات، فيتوكّل عليه فقط، ويرى نفسه غنيّاً عن الناس أجمعين، في إطار هذا التوكّل والاعتماد المطلق على الله تعالى.

4 ـ وجاء في حديث عن الرسول الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله)، حول معرفة الله وعلاقتها بحفظ اللّسان من الكلام البذيء، والبطن من الحرام، فقال (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله): ((مَنْ عَرَفَ اللَّهَ وَعَظَّمَهُ مَنَعَ فَاهُ مِنَ الْكَلَامِ وَبَطْنَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَعَفَا نَفْسَهُ بِالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ. قَالُوا: بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ! قَالَ: إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ سَكَتُوا فَكَانَ سُكُوتُهُمْ ذِكْراً وَنَظَرُوا فَكَانَ نَظَرُهُمْ عِبْرَةً وَنَطَقُوا فَكَانَ نُطْقُهُمْ حِكْمَةً وَمَشَوْا فَكَانَ مَشْيُهُمْ بَيْنَ النَّاسِ بَرَكَةً لَوْلَا الْآجَالُ الَّتِي قَدْ كُتِبَتْ عَلَيْهِمْ لَمْ تَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ‌ فِي أَجْسَادِهِمْ خَوْفاً مِنَ الْعَذَابِ وَشَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ)) (4).

5 ـ وَرَد عن الإمام الصّادق (عليه ‌السلام)، علاقة المعرفة بالخوف منه تبارك وتعالى، الذي هو بدوره مصدر لكلّ أنواع الفضائل، فقال: ((مَنْ عَرَفَ اللَّهَ خَافَ اللَّهَ وَمَنْ خَافَ اللَّهَ سَخَتْ نَفْسُهُ عَنِ الدُّنْيَا)) (5).

6 ـ بالنّسبة للعفو وقبول العذر من الناس، قال أمير المؤمنين (عليه ‌السلام): ((أعرف النّاس باللّه سبحانه أعذرهم للنّاس وإن لم يجد لهم عذرًا)) (6).

(ومن البديهي أنّ هذا الحديث ناظرٌ إلى المسائل الشخصيّة، لا المسائل الإجتماعيّة).

7 ـ حول معرفة الله وترك التكبّر، قال (عليه ‌السلام): ((وَإِنَّهُ لا يَنبَغِي لَمَنْ عَرَفَ عَظَمَةَ اللهِ أنْ يَتَعَظَّمُ)) (7).

8 ـ حول العلم والعمل، قال (عليه ‌السلام): ((لن يزكّى العمل حتّى يقارنه العلم))(8).

ومن المعلوم أنّ طهارة العمل لا تنفكّ عن طهارة الأخلاق.

9 ـ ونقرأ في حديثٍ آخر عن الرسول الأكرم (صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله)، حول هذا الموضوع: ((بالعلم يطاع الله ويعبد، وبالعلم يعرف الله ويوحّد، وبه توصل الأرحام، ويعرف الحلال والحرام، والعلم أمام العقل)) (9).

ففي هذا الحديث، اعتبر كثيراً من السّلوكيّات الأخلاقيّة الإيجابيّة، هي ثمرةٌ من ثمار العلم والمعرفة.

10 ـ ورد نفس هذا المعنى أيضًا عن أمير المؤمنين (عليه ‌السلام)، فقال: ((ثمرة العقل مداراة النّاس)) (10).

وفي مقابل الأحاديث التي تتحدّث عن العلم والمعرفة، وعلاقتها بالفضائل الأخلاقيّة توجد أحاديث شريفة اخرى، وردت في المصادر الإسلاميّة حول علاقة الجهل بالرذائل، وهي تأكيد آخر لموضوع بحثنا هذا ومنها:

1 ـ في حديثٍ عن علي (عليه ‌السلام) قال: ((الجَهلُ أَصلُ كُلِّ شرٍّ)) (11).

2 ـ وورد أيضاً عنه (عليه ‌السلام): ((الحِرصُ وَالشَّرَهُ والبُخلُ نَتِيجَةُ الجَهلِ)) (12).

لأنّ الحريص أو الطّماع، غالباً ما يتحرك في طلب أمورٍ زائدةٍ عن احتياجه، وفي الحقيقة فإنّ ولعه بالمال والثّروة والمواهب الماديّة، ولعٌ غير منطقي وغير عقلائي، وهكذا حال البخيل أيضاً فبِبُخله يحرص، ويحافظ على أشياء لن يستفيد منها في حياته، بل يتركها لغيره بعد موته.

3 ـ ونقل عنه (عليه ‌السلام) في تعبيرٍ جميلٍ: ((الجَاهِلُ صَخْرَةٌ لا يَنْفَجِرُ ماؤها! وَشَجَرَةٌ لا يَخْضَرُّ عُودُها! وَأَرْضٌ لا يَظهَرُ عُشْبُها)) (13).

4 ـ وَوَرد عنه (عليه ‌السلام) أيضاً، في إشارةٍ إلى أنّ الجاهل يعيش دائماً في حالة إفراطٍ أو تفريطٍ، فقال: ((لَا تَرَى الْجَاهِلَ إِلَّا مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً)).

فطبقاً للرأي المعروف عن علماء الأخلاق، أنّ الفضائل الأخلاقيّة هي الحد الأوسط بين الإفراط والتفريط، الذي ينتهي إلى السّقوط في الرذائل، ويُستفاد من الحديث أعلاه، أنّ العلاقة بين الجهل من جهة والرذائل الأخلاقيّة، من جهةٍ اخرى، هي علاقةٌ وطيدةٌ جدّاً.

5 ـ يقول كثير من علماء الأخلاق، أنّ الخُطوة الاولى لإصلاح الأخلاق، وتهذيب النّفس، هي المحافظة على اللّسان والاهتمام بإصلاحه، وقد ورد في الأحاديث الإسلاميّة، تأكيد على علاقة الجهل ببذاءة اللّسان، فنقرأ في حديثٍ عن الإمام الهادي (عليه ‌السلام): الجَاهِلُ أَسِيرُ لِسانِهِ (14).

وخُلاصة القول، أنّ الرّوايات الإسلاميّة الكثيرة أكّدت على علاقة العلم بالأخلاق الحسنة، والجهل بالأخلاق السيّئة، وكلّها تؤيد هذه الحقيقة، وهي أنّ إحدى الطّرق المؤثّرة لتهذيب النّفوس، هو الصّعود بالمستوى العلمي والمعرفي لِلأفراد، ومعرفة المبدأ والمعاد، والعلم بمعطيات الفضائل والرذائل الأخلاقيّة، في واقع الإنسان والمجتمع.

وهذا الصعود بالمستوى العلميّ للأفراد على نحوين:

النحو الأول: زيادة المعرفة بسلبيّات السّلوك المنحرف، والاطّلاع على أضرار الرذائل الأخلاقيّة بالنسبة للفرد والمجتمع، فمثلاً عندما يُحيط الإنسان علماً، بأضرار المواد المخدّرة أو المشروبات الكحوليّة، وأنّ أضرارها لا يمكن اصلاحها على المستوى القريب، فذلك العلم سيهيّىء الأرضيّة في روح الإنسان، للإقلاع عن تلك السلوكيّات المضرّة، وبناءً عليه فكما أنّه يجب تعريف النّاس بمضرّات المخدّرات، والمشروبات الكحوليّة، وعلينا تعريف النّاس بطرق مُحاربة الرّذائل وإحصاء عُيوبها، وأساليب تنمية الفضائل، واستجلاء محاسنها، ورغم أنّ ذلك لا يُمثّل العلّة التّامّة لإحداث حالة التغيير، والتّحول في الإنسان، ولكّنه بلا شك يمهّد ويهيّئ الأرضيّة المساعدة لذلك.

[النحو الآخر]: الصّعود بالمستوى العلميّ بصورةٍ عامّةٍ، فعندما يطّلع الإنسان على المعارف الإلهيّة، ومنها المبدأ والمعاد، وأقوال الأنبياء والأولياء، وما شابه ذلك، فإنّ الإنسان سيجد في نفسه ميلاً نحو الفضائل، ورغبةً في الابتعاد عن الرّذائل.

وبعبارةٍ أخرى: إنّ تدنّي المستوى العلميّ بالأمور العقائديّة، كفيل بخلق محيطٍ مناسب لنمو الرذائل، والعكس صحيحٌ فإنّ زيادة المعرفة تبعث في روح الإنسان الرّغبة والشّوق نحو ممارسة الفضيلة.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) غرر الحِكم.

(2) المصدر السابق.

(3) المصدر السابق.

(4) أصول الكافي، ج 2، ص 237.

(5) المصدر السابق، ص 68.

(6) غُرر الحِكم.

(7) نهج البلاغة، الخطبة 147.

(8) غُرر الحِكم.

(9) تحف العقول، ص 28.

(10) غُرر الحِكم.

(11) المصدر السابق.

(12) المصدر السابق.

(13) المصدر السابق.

(14) بحار الأنوار، ج 75، ص 368.

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.