المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تأثير منظمات النمو على النسبة الجنسية للكوسة
29-4-2021
Will health insurance cover the costs of genetic testing
25-10-2020
المقصود بالأشهاد
22-10-2014
انتشار propagation
24-6-2017
الإطراد وعدم الإطراد
11-6-2019
الكواكب المديشية
2023-09-16


التدرّج في التنزيل *  
  
2318   07:33 مساءاً   التاريخ: 12-10-2014
المؤلف : محمد باقر الحكيم
الكتاب أو المصدر : علوم القرآن
الجزء والصفحة : ص28-31 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / تاريخ القرآن / نزول القرآن /

استمرّ التنزيل التدريجي للقرآن الكريم طيلة ثلاث وعشرين سنة ، وهي المدّة التي قضاها النبي (صلّى الله عليه وآله) في أُمّته منذ بعثته إلى وفاته ، فقد بُعث (صلّى الله عليه وآله) لأربعين سنةٍ من ولادته ، ومكث بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه ، ثمّ هاجر إلى المدينة وظل فيها عشر سنين ، والقرآن يتعاقب ويتواتر عليه ، حتّى مات وهو في الثالثة والستّين من عمره الشريف.

وقد امتاز القرآن عن الكتب السماوية السابقة عليه بإنزاله تدريجاً ، بخلاف ما يشير إليه القرآن الكريم من إنزال التوراة على شكل ألواح دفعةً واحدة ، أو في مدةٍ زمنيّة محدودة.

وكان لهذا التدرّج في إنزاله أثرٌ كبير في تحقيق أهداف وإنجاح الدعوة وبناء الأُمّة.

كما أنّه كان آيةً من آيات الإعجاز في القرآن الكريم ، ويتضح كلّ ذلك في النقاط التالية :

1ـ مرّت على النبي والدعوة حالات مختلفة جدّاً خلال ثلاث وعشرين سنة ، تبعاً لما مرّت به الدعوة من محن ، وقاسته من شدائد ، وما أحرزته من انتصار ، وسجّلته من تقدّم ، وهي حالات يتفاعل معها الإنسان الاعتيادي ، وتنعكس على روحه وأقواله وأفعاله ويتأثّر بأسبابها وظروفها والعوامل المؤثّرة فيها ، ولكنّ القرآن الذي واكب تلك السنين بمختلف حالاتها في الضعف والقوّة ، في العسر واليسر ، في لحظات الهزيمة ولحظات الانتصار ، والتنزيل تدريجاً خلال تلك الأعوام كان يسير دائماً على خطّه الرفيع ، لم ينعكس عليه أيّ لونٍ من ألوان الانفعال البشري الذي تثيره تلك الحالات.

وهذا من مظاهر الإعجاز في القرآن ، التي تبرهن على تنزيله من لدن عليٍّ حكيم؛ حيث لا يمكن أن توجد الانفعالات أو التأثيرات الأرضيّة على الذات الإلهيّة ، ولم يكن القرآن ليحصل على هذا البرهان لولا إنزاله تدريجاً ، في ظروف مختلفة وأحوالٍ متعددة (1).

2ـ إنّ القرآن بتنزيله تدريجاً كان إمداداً معنويّاً مستمرّاً للنبي (صلّى الله عليه وآله) كما قال الله تعالى :

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } [الفرقان : 32].

فإنّ الوحي إذا كان يتجدّد في كلِّ حادثةٍ كان أقوى للقلب ، وأشدّ عناية بالمرسَل إليه ، ويستلزم ذلك : نزول المَلَك إليه ، وتجدّد العهد به ، وتقوية أمله في النصر ، واستهانته بما يستجدّ ويتعاقب من محنٍ ومشاكل.

ولهذا نجد أنّ القرآن ينزل مسلّياً للنبي مرةً بعد مرة ، مهوّناً عليه الشدائد كلّما وقع في محنة ، يأمره تارةً بالصبر أمراً صريحاً ، فيقول :

{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} [المزمل : 10] .

وينهاه تارةً أُخرى عن الحزن ، كما في قوله :

{وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [يونس : 65].

ويذكّره بسيرة الأنبياء الذين تقدموه من أولي العزم ، فيقول :

{فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ...} [الأحقاف : 35] .

ويخفّف عنه أحياناً ، ويعلمه أنّ الكافرين لا يجرحون شخصه ولا يتهمونه بالكذب لذاته ، وإنّما يعاندون الحقَّ بغياً كما هو شأن الجاحدين في كلّ عصر ، كما في قوله :

{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام : 33].

3ـ إنّ القرآن الكريم ليس كتاباً كسائر الكتب التي تؤلَّف للتعليم والبحث العلمي ، وإنّما هو عملية تغيير الإنسان تغييراً شاملاً كاملاً في عقله وروحه وإرادته ، وهدفه الأساس هو صنع أُمّة وبناء حضارة ، وهذا العمل لا يمكن أن يوجد مرةً واحدة وإنّما هو عمل تدريجي بطبيعته ، ولهذا كان من الضروري أن ينزل القرآن الكريم تدريجاً؛ ليُحْكِم عملية البناء وينشئ أساساً بعد أساس ، ويجتذّ جذور الجاهليّة ورواسبها بأناةٍ وحكمة.

وعلى أساس هذه الأناة والحكمة في عمليّة التغيير والبناء ، نجد أنّ الإسلام تدرّج في علاج القضايا العميقة بجذورها في نفس الفرد أو نفس المجتمع ، وقاوم بعضها على مراحل حتّى استطاع أن يستأصلها ويجتث جذورها ، وقصّة تحريم الخمر وتدرّج القرآن في الإعلان عنها من أمثلة ذلك ، وكذلك الموقف من مختلف قضايا الأخلاق والقتال والشريعة؛ فلو أنّ القرآن نزل جملةً واحدة بكلِّ أحكامه ومعطياته الجديدة ، لنفر الناس منه ، ولما استطاع أن يحقّق الانقلاب العظيم الذي أنجزه في التأريخ.

4ـ إنّ الرسالة الإسلامية كانت تواجه الشبهات والاتهامات والمواقف السياسية والأطروحات الثقافية والإثارات والأسئلة المختلفة من قِبَل المشركين ، وكان النبي (صلّى الله عليه وآله) بحاجة إلى أن يواجه كلَّ ذلك بالموقف والتفسير المناسبَين ، وهذا لا يمكن أن يتمّ إلاّ بشكلٍ تدريجي؛ لأن طبيعة هذه المواقف والنشاطات المعادية هي طبيعة تدريجيّة ، وتحتاج إلى معالجة ميدانية مستمرة ، وهذا لعلّه المراد من سياق قوله تعالى : {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان : 33].

____________________

(*) كتبه الشهيد الصدر(قُدِّس سرّه).

(1) سوف نتعرّف على مزيد من التوضيح لهذا المعنى في بحث إعجاز القرآن.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .