أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-19
349
التاريخ: 2024-10-21
149
التاريخ: 2024-10-19
345
التاريخ: 2024-10-21
164
|
ما هو رأيكم حول حديث الضحضاح ، وهو ما نقله بعض كتب العامّة مستدلاً به على عدم إيمان أبي طالب ، وهو كالآتي : قال رسول الله صلى الله عليه وآله عن أبي طالب : « وجدته في غمرات من النار فأخرجته إلى ضحضاح » أو : « لعلّه تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه » (1)؟
الجواب : هذا الحديث مردود وغير مقبول سنداً ودلالة لأمرين :
الأوّل : رواة هذا الحديث ضعفاء في غاية الضعف ، وهم سفيان بن سعيد الثوري ، وعبد الملك بن عمير ، وعبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، وهم بين مدلّس ، وسيء الحفظ ، وضعيف ، وكثير الغلط ، ومخلّط و ... (2).
إذاً ، هذا الحديث ساقط من حيث السند ، ولا يمكن الاستدلال به على المدّعى.
الثاني : مضمون هذا الحديث يصطدم مع دلالة عشرات الأحاديث والأخبار التي تصرّح وتشير إلى إيمان أبي طالب عليه السلام ، وبهذا تسقط دلالته عن الحجّية لأجل التعارض المذكور.
وبالجملة : فالحديث المذكور هو من وضع النواصب ، يظهرون به حقدهم للنيل من شخصية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ، فلو كان أبو طالب عليه السلام أباً لأحد خلفاء الجور لم تثار حوله هذه التهم والأكاذيب.
والذي نرويه في أبي طالب : أنّ النبيّ صلى الله عليه وآله قال على جنازته : « وصلت رحماً وجزيت خيراً يا عم ، فلقد ربّيت ، وكفلت صغيراً ، ونصرت وأزرت كبيراً » (3) ، وتألّم كثيراً على موته.
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « يا يونس ما يقول الناس في إيمان أبي طالب »؟ قلت : جعلت فداك يقولون : هو في ضحضاح من نار يغلي منها أُمّ رأسه ، فقال : « كذب أعداء الله ، أنّ أبا طالب من رفقاء النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أُولئك رفيقا » (4).
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه كان جالساً في الرحبة ، والناس حوله ، فقام إليه رجل فقال له : يا أمير المؤمنين إنّك بالمكان الذي أنزلك الله ، وأبوك معذّب في النار ، فقال له : « مه ، فضَّ الله فاك ، والذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً ، لو شفع أبي في كلّ مذنب على وجه الأرض لشفّعه الله ، أبي معذّب في النار وابنه قسيم الجنّة والنار ، والذي بعث محمّداً بالحقّ إنّ نور أبي طالب يوم القيامة ليطفئ أنوار الخلائق إلاّ خمسة أنوار ، نور محمّد ونور فاطمة ، ونور الحسن والحسين ، ونور ولده من الأئمّة ، إنّ نوره من نورنا ، خلقه الله من قبل خلق آدم بألفي عام » (5).
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام قيل له : إنّ الناس يزعمون أنّ أبا طالب في ضحضاح من نار ، فقال : « كذبوا ، ما بهذا نزل جبرائيل على النبيّ صلى الله عليه وآله » ، قلت : وبما نزل؟ قال : « أتى جبرائيل في بعض ما كان عليه ، فقال : يا محمّد إنّ ربّك يقرؤك السلام ، ويقول لك : إنّ أصحاب الكهف اسرّوا الإيمان واظهروا الشرك ، فآتاهم الله أجرهم مرّتين ، وإنّ أبي طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك ، فأتاه أجره مرّتين ، وما خرج من الدنيا حتّى أتته البشارة من الله تعالى بالجنّة ».
ثمّ قال عليه السلام : « كيف يصفونه بهذا وقد نزل جبرائيل ليلة مات أبو طالب : يا محمّد أخرج عن مكّة ، فما لك بها ناصر بعد أبي طالب » (6).
فهل من الصحيح أن نصدّق هؤلاء الرواة الكذّابين والمدلّسين في روايتهم هذه؟ ونكذّب أهل البيت عليهم السلام الذين طهّرهم الله تطهيراً؟
______________________
1 ـ صحيح مسلم 1 / 135 ، المستدرك على الصحيحين 4 / 581.
2 ـ ميزان الاعتدال 2 / 169 و 660 و 633.
3 ـ شرح الأخبار 2 / 557 ، إعلام الورى 1 / 282.
4 ـ كنز الفوائد : 80.
5 ـ الأمالي للشيخ الطوسي : 305 و 702.
6 ـ بحار الأنوار 35 / 112.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|