صعود وسقوط المنظمات في نظرية التنظيم 

إن نمو وازدهار المنظمات أمر غير مضمون في كل الأحوال، فقد تضطر المنظمة للتوقف عن النمو، بل قد تضطر إلى تقليص نشاطها . فهناك جامعات تقلل عدد الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وشركات تغلق، ومصانع تسرح العاملين فيها.

وتقدم نظرية الفناء التنظيمي Organizational Decline محاولة جيدة لتفسير سبب سقوط وفناء المنظمات، ومراحل هذا السقوط والفناء. فمعرفة أسباب الفناء تمكن الممارسين من تجنبها للتوصل إلى تحسين الأداء ، ولمعرفة كيفية تجنب هذه الأسباب، وهو ما قد يمهد لاستخدام أشكال وطرق إعادة الهيكلة. كما أن التعرف على مراحل الفناء يقدم تشخيصاً جيداً لأمراض المنظمات سعياً إلى العلاج (أو إعادة الهيكلة) .  

أسباب الفناء التنظيمي

يشير الفناء التنظيمي إلى تدهور واضح في أداء المنظمة ومواردها. ويرتبط ذلك بتدهور مماثل في البيئة التي تعمل فيها المنظمة. ومن أمثلة ذلك انخفاض عدد العملاء والطلب)، وزيادة حدة المنافسة. وعموماً هناك ثلاثة أسباب رئيسة للفناء التنظيمي : هي كالآتي ( 2012 ,Daft ) .

(1) شيخوخة التنظيم : حينما تكبر المنظمة في عمرها، وبعد سنوات من العمل الناجح وصعود المنظمة إلى أعلى، تشيخ الأنظمة وتتراكم وتصبح في شكل معقد، كما تصبح المنظمة غير متوافقة مع البيئة من حولها. بل إن بعض المنظمات تعيش على ماضيها الناجح، وتبكي على اللبن المسكوب ، ومن ملامح هذه الشيخوخة زيادة عدد العاملين، وتعقد الإجراءات وعدم مرونتها ، وافتقاد الاتصالات الفعالة وضعف الاتصالات وعمل الوحدات في جزر منعزلة.

(2) هشاشة المنظمة: حينما تكون المنظمة صغيرة الحجم وصغيرة العمر قد تتسم بعدم القدرة على النمو في البيئة التي تعمل بها، وعدم القدرة على التعامل مع التغير في أذواق العملاء، وعدم وجود استراتيجية ملائمة لمواجهة البيئة وتحتاج مثل هذه المنظمات إلى إعادة تعريف ودراسة البيئة الجديدة التي ستدخل فيها.

(3) البيئة المعادية والمنافسة الشديدة : حينما تكون البيئة غير قادرة على دعم المنظمة بمنحها ما ترغبه من موارد مادية وقانونية واقتصادية تصبح البيئة معادية، على الأخص بما قد تفرضه من ضرائب. كما أن المنافسة المستعرة مع شركات أقوى قادرة على خفض تكاليفها وخفض أسعار بيعها تمثل سبباً كبيراً لضعف الشركات الأصغر حجماً والأحدث عمراً وربما خروجها من الأسواق. كما أن المنافسة في سوق عالمي قد يؤدي إلى أن المنظمات الأقوى في الاقتصاديات الأقوى قد تقوم باتباع سياسات الإغراق لمنتجاتها في الأسواق الضعيفة، فلا تستطيع الشركات المحلية المنافسة ما لم تتدخل الدولة بحمايتها.