أدلّة القائلين بعدم حجّيّة التفسير بالرأي

أ- آيات القرآن الكريم:

- قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: 33].

- قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } [الإسراء: 36].

بيان الاستدلال(1):

- إنّ التفسير بالرأي كلام غير علميّ ينسب إلى الله تعالى، لأنّ المفسّر بالرأي لا يملك اليقين بالوصول إلى الواقع، وغاية ما يتوصّل إليه هو الظنّ.

- إنّ نسبة الكلام غير العلميّ إلى الله حرام، للنهي عن ذلك في القرآن، كما في الآيتين المتقدّمتين، فالنتيجة هي حرمة التفسير بالرأي.

ب- روايات المنع من التفسير بالرأي:

ثمّة روايات متعدّدة وردت في مصادر الشيعة والسنّة بصدد النهي عن التفسير بالرأي، ويمكن تقسيمها إلى عدّة مجموعات:

- الروايات الّتي تُدين التفسير بالرأي وتذمّه فقط وتذكر جزاءهم، منها:

* ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار"(2).

* ما روي عنه صلى الله عليه وآله وسلم -أيضاً- قال: "قال الله جلّ جلاله: ما آمن بي مَنْ فسّر برأيه كلامي"(3).

* روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "من فسّر برأيه آية من كتاب الله فقد كفر"(4).

- الروايات الّتي تعدّ التفسير بالرأي نوعاً من أنواع الكذب والقول بغير علم، منها:

* ما روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "من فسَّر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب"(5).

* ما رواه الإمام الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن الحسين بن علي عليهما السلام أنّه قال: "سمعت جدّي رسول الله يقول: من فسَّر القرآن برأيه فقد افترى على الله الكذب"(6).

- الروايات الّتي تدين التفسير بالرأي من جهة كونه ضلالاً، منها:

* ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال: "ويحك يا قتادة إن كنت إنّما فسّرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت"(7).

- الروايات الّتي تدين التفسير بالرأي وإن كانت النتيجة صحيحة، منها:

* ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: "من فسّر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ فهو أبعد من السماء"(8).

* ما روي عنه عليه السلام -أيضاً- أنّه قال: "من فسّر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر، وإن أخطأ كان إثمه عليه"(9).

_______________
1.انظر: الإتقان في علوم القرآن، السيوطي، ج 4، ص 210، الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، م.س، ج2، ص61.

2.الإحسائي، ابن أبي جمهور: عوالي اللآلي، تحقيق: مجتبى العراقي، ط1، قم المقدّسة، مطبعة سيد الشهداء، 1405هـ.ق/ 1985م، ج4، ص104.

3.ابن بابويه، محمد بن علي بن الحسين (الصدوق): التوحيد، تصحيح وتعليق: هاشم الحسيني الطهراني، قم المقدّسة، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، لا.ت، ح23، ص68.

4.العياشي، تفسير العياشي، م.س، ج1، في من فسّر القرآن برأيه، ح6، ص18.

5.ابن بابويه، محمد بن علي بن الحسين (الصدوق): كمال الدين وتمام النعمة، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، لا.ط، قم المقدّسة، مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، 1405هـ.ق/ 1363هـ.ش، باب24، ح1، ص257.

6.الصدوق، التوحيد، م.س، باب4، ح5، ص90-91.

7.الكليني، الكافي، م.س، ج8، ص311.

8..العياشي، تفسير العياشي، م.س، ج1، في من فسّر القرآن برأيه، ح4، ص17.

9.م.ن،ح2،ص17.