المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مرحلـة خلـق الرغبـة علـى الشـراء فـي سلـوك المـستهـلك 2
2024-11-22
مراحل سلوك المستهلك كمحدد لقرار الشراء (مرحلة خلق الرغبة على الشراء1)
2024-11-22
عمليات خدمة الثوم بعد الزراعة
2024-11-22
زراعة الثوم
2024-11-22
تكاثر وطرق زراعة الثوم
2024-11-22
تخزين الثوم
2024-11-22



مرحلة ما قبل الاقتران  
  
245   09:31 صباحاً   التاريخ: 2024-09-25
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 121 ــ 125
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مقبلون على الزواج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2022 2346
التاريخ: 2024-10-29 126
التاريخ: 23-12-2018 2184
التاريخ: 2023-12-14 974

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

العلاقة بين الزوج والزوجة وبينهم وبين الأولاد وبينهم وبين الوالدين علاقة مودة ورحمة، وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوء للأعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد... هذا فيما إذا كانت الحياة الزوجية تسير وفق المعايير الإسلامية وتأخذ بنصائح وتوجيهات النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة الأطهار (عليهم السلام).

الأخذ بالتعاليم الإسلامية والعمل بها، هي الرابط الذي يؤدي إلى تماسك الأسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموحد، وهذا الاحترام المتبادل والتعاون والتماسك الواقعي من أهم الطرق الى حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الأسرة، وهي أيضاً ضرورية للتوازن الإنفعالي عند الطفل.

يقول الدكتور (سبوك): (اطمئنان الطفل الشخصي والأساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة).

ومن أجل تربية الأولاد تربية اسلامية صحيحة، ومن أجل ادامة المودة والرحمة بين الزوجين، ومن أجل سعادة الأسرة وسعادة المجتمع الاسلامي ورقيه، يجب مراعاة المراحل ما قبل الزواج وما قبل الحمل وانعقاد النطفة وما بعدهما: والمراحل التي يجب مراعاتها عزيزي الشاب هي: مرحلة ما قبل الاقتران

حرص الإسلام على العناية بالطفل، والحفاظ على صحته البدنية والنفسية قبل ان يولد، اهتم على تهيئة العوامل اللازمة التي تقي الطفل من كثير من عوامل الضعف الديني والعقائدي والانحرافات الأخلاقية والإجتماعية والدينية في مرحلة شبابه ودخوله في معترك الحياة الإجتماعية والثقافية والسياسية وغير ذلك.

وقد أثبت الواقع الإجتماعي والواقع العلمي بدراسته المستفيضة الأثر الحاسم للوراثة والمحيط الإجتماعي في تكوين الطفل ونشوئه، فأغلب الصفات السلبية والإيجابية تنتقل من الآباء والأمهات والأجداد إلى الأبناء، كالذكاء والاضطراب السلوكي وانفصام الشخصية والأمراض العقلية وغير ذلك من الصفات والعادات التقليدية التي يتاورثها الأبناء من الآباء.

اختيار الزوجة: أكد الإسلام على انتخاب الزوجة الصالحة ومن أسرة صالحة وبيئة صالحة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين) (1).

وقال (صلى الله عليه وآله): (تخيروا لنطفكم فان العرق دسّاس) (2).

فالرسول (صلى الله عليه وآله) يؤكد على اختيار الزوجة من الأسر التي تحمل الصفات النبيلة، والشجاعة، والسّخاء، لتأثير الوراثة على تكوين المرأة وعلى تكوين الطفل الذي تلده، وكذلك حذر رسول الله (صلى الله عليه وآله) الزواج من الأسر غير الصالحة، ومن أجل جمالها حيث قال (صلى الله عليه وآله): (إياكم وخضراء الدمن.. المرأة الحسناء في منبت السوء).

وحذر الإمام علي (عليه السلام) من تزوج الحمقاء لانتقال هذه الصفة إلى الطفل، ولعدم قدرتها على تربية الطفل تربية سويّه فقال: (إياكم وتزويج الحمقاء فان صحبتها بلاء وولدها ضياع) (3).

فالمرأة المنحدرة من سلالة صالحة ومن أسرة صالحة، وكان التدين صفة ملازمة لها، سوف تكون تربيتها للأطفال ناجحة ومنسجمة مع التربية الإسلامية، حيث أكدت الروايات على أن يكون التدين والأخلاق مقياساً لأختيار الزوجة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشجع على ذلك، فقد أتاه رجل يستشيره في الزواج فقال (صلى الله عليه وآله): (عليك بذات الدين تربت يداك) (4).

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إن خير نسائكم الولود الودود العفيفة، العزيزة في أهلها الذليلة مع بعلها، المتبرّجة (5) زوجها، الحصان (6) على غيره، التي تسمع قوله وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها...) (7).

وقال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (إنما المرأة قلادة، فلينظر أحدكم بما يتقلد).

وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو لمالها وكل إلى ذلك، وإذا تزوجها لدينها رزقه الله المال والجمال) (8).

وحرم الإسلام كما هو مشهور من تزويج غير المسلمة حفاظاً على سلامة الأطفال وسلامة العائلة من جميع الجوانب العقائدية والروحية والسلوكية والنفسية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي، 5 / 332.

2ـ المحجة البيضاء، 3 / 93.

3ـ الكافي، 4 / 324.

4ـ المصدر السابق.

5ـ التبرج، إظهار الزينة.

6ـ الحصان، العفيفة.

7ـ التهذيب، 7 / 400.

8ـ الكافي، 5 / 333. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.