أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-03
286
التاريخ: 18-10-2016
763
التاريخ: 17-10-2016
2308
التاريخ: 2024-08-23
198
|
روى الشيخ أبو جعفر محمّد بن أحمد بن علي القمي نزيل الري في كتابه المنبئ عن زهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، عن عبد الواحد عمن حدثه عن معاذ بن جبل قال : « قلت : حدثني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفظته من دقة ما حدثك به. قال : نعم ، وبكىٰ معاذ ثم قال : بأبي وأمي حدثني وأنا رديفه فقال : بينا نسير إذ رفع بصره الىٰ السماء فقال : الحمدلله الذي يقضي في خلقه ما أحب ، ثم قال : يا معاذ ، قلت : لبيك يا رسول الله وسيّد المؤمنين. قال : يا معاذ ، قلت : لبيك يا رسول الله امام الخير ونبي الرحمة ، فقال : اُحدثك شيئاً ما حدث به نبي امته إن حفظته نفعك عيشك ، وإن سمعته ولم تحفظه انقطعت حجتك عند الله ، ثم قال : إن الله خلق سبعة املاك قبل أن يخلق السماوات فجعل في كل سماء ملكاً قد جللها بعظمته ، وجعل علىٰ كل باب من أبواب السماوات ملكاً بواباً ، فتكتب الحفظة عمل العبد من حين يصبح الىٰ حين يمسي ، ثم ترتفع الحفظة بعمله وله نور كنور الشمس حتىٰ إذا بلغ سماء الدنيا فتزكيه وتكثره فيقول الملك : قفوا واضربوا هذا العمل وجه صاحبه ، انا ملك الغيبة ، فمن اغتاب لا أدع عمله يجاوزني الىٰ غيري. أمرني بذلك ربي.
قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : ثم تجيء الحفظة من الغد ومعهم عمل صالح ، فتمر به فتزكيه وتكثره حتىٰ تبلغ السماء الثانية فيقول الملك الذي في السماء الثانية : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه انما أراد بهذا عرض الدنيا ، انا صاحب الدنيا لا أدع عمله يتجاوزني الیٰ غيري.
قال : ثم تصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجاً بصدقة وصلوة فتعجب به الحفظة ، وتجاوز به الىٰ السماء الثالثة ، فيقول الملك : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وظهره ، انا ملك صاحب الكبر ، فيقول : إنه عمل وتكبر علىٰ الناس في مجالسهم. امرني ربي ان لا أدع عمله يتجاوزني الىٰ غيري.
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كالكوكب الدري في السماء له دوي بالتسبيح والصوم والحج ، فتمر به الىٰ السماء الرابعة فيقول له الملك : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وبطنه ، انا ملك العجب ، انه كان يعجب بنفسه أنه عمل وأدخل نفسه العجب. امرني ربي أن لا أدع عمله يتجاوزني الىٰ غيري.
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد كالعروس المزفوفة الىٰ اهلها ، فتمر به الىٰ ملك السماء الخامسة بالجهاد والصلوة [والصدقة] ما بين الصلاتين ، ولذلك العمل رنين كرنين الابل وعليه ضوء كضوء الشمس ، فيقول الملك : قفوا انا ملك الحسد ، واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه ، واحملوه علىٰ عاتقه ؛ انه كان يحسد من يتعلم أو يعمل لله بطاعته ، وإذا رأىٰ لأحد فضلاً في العمل والعبادة حسده ووقع فيه ، فيحمله علىٰ عاتقه ويلعنه عمله.
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد من صلاة وزكاة وحج وعمرة فيتجاوزون به الىٰ السماء السادسة، فيقول الملك : قفوا انا صاحب الرحمة واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه ، واطمسوا عينيه لأن صاحبه لم يرحم شيئاً. إذا اصاب عبداً من عباد الله ذنب للآخرة أو ضر في الدنيا شمت به. امرني به ربي أن لا أدع عمله يجاوزني.
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد بفقه واجتهاد وورع وله صوت كالرعد ، وضوء كضوء البرق ، ومعه ثلاثة آلاف ملك ، فتمر به الىٰ ملك السماء السابعة ، فيقول الملك : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه انا ملك الحجاب أحجب كل عمل ليس لله : إنه أراد رفعة عند القواد ، وذكراً في المجالس وصيتاً في المدائن، امرني ربي أن لا أدع عمله يتجاوزني الىٰ غيري ما لم يكن لله خالصاً.
قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجاً به من صلوة وزكوة وصيام وحج وعُمرة وحسن الخلق وصمت وذكر كثير ، تشيعه ملائكة السماوات والملائكة السبعة بجماعتهم ، فيطؤون الحجب كلّها حتىٰ يقوموا بين يديه سبحانه ، فيشهدوا له بعمل ودعاء فيقول : انتم حفظة عمل عبدي ، وانا رقيب علىٰ ما في نفسه. إنه لم يردنى بهذا العمل. عليه لعنتي. فيقول الملائكة : عليه لعنتك ولعنتنا. قال : ثم بكىٰ معاذ قال : قلت : يا رسول الله ، ما اعمل وأخلص فيه ؟ قال : اقتد بنبيك يا معاذ في اليقين. قال : قلت : انت رسول الله وانا معاذ. قال : وإن كان في عملك تقصير يا معاذ فاقطع لسانك عن اخوانك ، وعن حملة القرآن ، ولتكن ذنوبك عليك لا تحملها علىٰ اخوانك ، ولا تزك نفسك بتذميم اخوانك ، ولا ترفع نفسك بوضع اخوانك ، ولا تراء بعملك ، ولا تدخل من الدنيا في الآخرة ، ولا تفحش في مجلسك لكى يحذروك لسوء خلقك ، ولا تناج مع رجل وانت مع آخر ، ولا تعظم علىٰ الناس فتنقطع عنك خيرات الدنيا ، ولا تمزق الناس فتمزقك كلاب أهل النار ؛ قال الله تعالىٰ : ( وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ) ([1]) أفتدري ما الناشطات ؟ إنها كلاب أهل النار تنشط اللحم والعظم. قلت : ومن يطيق هذه الخصال ؟ قال : يا معاذ ، إنه يسير علىٰ من يسره الله تعالىٰ عليه. قال : وما رأيت معاذاً يكثر تلاوة القرآن كما يكثر تلاوة هذا الحديث » ([2]).
[1] النازعات : 2.
[2] نقلنا هذا الحديث بطوله عن كتاب عدة الداعي 228 ـ 230 ، والتعليق أيضاً من نفس الكتاب « عن سلمان بن خالد قال : سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ : ( وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ). قال : أما والله وإن كانت اعمالهم اشد بياضاً من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه ». قال في (مرآة العقول) : « وفيه دلالة علىٰ حبط الطاعات بالفسوق ؛ والاحباط عبارة عن ابطال الحسنة بعدم ترتب ما يتوقع منها عليها ، ويقابله التكفير وهو اسقاط السيئة بعدم جريان مقتضىٰ ما عليها ».
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|