أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-11-2014
30163
التاريخ: 15-11-2015
3162
التاريخ: 15-11-2015
4941
التاريخ: 10-1-2016
42272
|
قوله تعالى : {قَدْ سَمِعَ اللّٰهُ} [المجادلة : 1] الآية .
نزلت في أوس بن الصامت (1) ، لما ظاهر زوجتهُ .
ابن مسعود (2) ، قال : تكلم صفوان بن أمية ، وعبد ياليلٍ : أن الله يسمع ما تقول ، فقال أحدهما : إنه يسمع القديد دون الهمس . وقال الآخر : إن من سمع القديد سمع الهمس . فأخبرت النبي -عليه السلام- بذلك ، فنزل : {ومٰا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ} [فصلت : 22-25] الآيات .
المفسرون عن أمير المؤمنين (3) -عليه السلام- في قوله : {ولَقَدْ آتَيْنٰا دٰاوُدَ مِنّٰا فَضْلًا} [سبأ : 10] ، أنه سرى داود منفرداً إلى جبل للتعبد فكان يناجي ربه فعرض له وحشة فقال الله تعالى : {يٰا جِبٰالُ أَوِّبِي مَعَهُ والطَّيْرَ} [سبأ : 10] ، فسبحوا الله وهللوه فهجس في ضميره رجمتهم ، فأخذ ملك عضده وأتى به إلى الساحل وركض البحر برجله فانشق البحر وظهر الحيتان فطردهم فأبدى صخرة عليها دودة ، فقال : يا داود إن الله يسمع نفس هذه الدودة في هذا المكان .
واعلم : أن إسماع الكلام ، يشتمل في اللغة على ثلاثة أوجه : على الإدراك بحاسة السمع . وهو حقيقة فيهِ .
وفي العلم بالكلام على ما ذكر جماعة من المفسرين وأهل العدل من البغداديين (4) في قوله : {قَدْ سَمِعَ اللّٰهُ قَوْلَ الَّتِي تُجٰادِلُكَ فِي زَوْجِهٰا} [المجادلة : 1] ، وقول القائل : أنا بمسمع منك وأنا سامع لكلامك ومشاهد لفعالك إذا كان يراعي أخباره حتى يصل إليه ويعلمها .
وفي الكلام الذي تحصل فائدة . يقال : كلامُ فلانٍ مسموعٌ . والسلطان يسمع قول فلان . فيتبعون الوصف بالسماع .
ويستعمل - في اللغة أيضاً - رد الجوابِ على ثلاثة أوجُهِ :
في رده بالكلام .
وفي فعل ما تضمنه السؤالُ ، كالذي يسألُ غيره فعلاً ، فيفعلُ المسؤولُ ما تضمنهُ سؤالُهُ ، فيقالُ : قد أجابهُ ، وإن لم يتكلّم .
وفي فعل ما يقتضيه الحال من الأفعال . وهذا مثل قول الحاج عند الاستلام : أمانتي أديتها ، وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة غداً . مودعاً لله تعالى وخطابا له وهو المستمع له والمجازي به . وإنما أضافه إلى الحجر ، لأنه عمل عنده وعبادةٌ فيه وقربه إلى الله به . فكأنه قال : أمانتي في استلامك أديتها .
ومعنى : " لتشهد ليَ بالموافاة " . أي : ليكونَ عملي عندك شاهداً عند الله تعالى لموافاتي بما ندبت إليه من العبادةِ المتعلقة بكَ المفعولة فيك .
وأما قولُ الزائرِ (5) لمشاهد الأئمة : أشهد أنك تسمع كلامي ، وترد جوابي . فيكون معنى ذلك : قبول الله تعالى دعاء زائرهم وإجابة مسائلهم . فصار قبوله تعالى من أجلهم كأنه قبولٌ منهم .
ويجري ذلك مجرى قولهم : سمع الله لمن حمدهُ . في أن معناهُ القبولُ ، لا مجرد الإدراك . ومنه قولهُم : خاطبت فلاناً ، فما سمع كلامي . أي : ما قبلهُ . قال الشاعر (6) :
دعوت الله حتى خفت ألا يكون الله يسمع ما أقول
أي : لا يقبلُ .
وغير منكر أن يكون الله تعالى بلغهم دعاء زائرهم فيسمعونه على الحقيقة . وقد صح بإجماع الطائفة المحقة ، والأخبار المتواترة : أنهم بعد وفاتهم في الجنان . وقال الله تعالى : {ولٰا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوٰاتاً بَلْ أَحْيٰاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ} [آل عمران : 169 ،170] . وهذا في الشهداء ، فكيف في الأوصياء ؟ وقول النبي -عليه السلام- : من صلى علي عند قبري سمعتهُ ، ومن صلى عليَّ في أقطار الأرض بُلغتُ .
____________________________
1. جامع البيان 28 : 1 . مجمع البيان 5 : 246 . أسباب النزول : 237 . الدر المنثور 8 : 70-74 . التفسير الكبير 29 : 249 . الجامع لأحكام القرآن 17 : 219 .
2. جامع البيان 24 : 109 . باختلاف الرواية واللفظ . مجمع البيان 5 : 10 : أسباب النزول : 250 باختلاف اللفظ ودون ذكر أسمى المتكلمين .
3. مجمع البيان 4 : 382 .
4. الملل والنحل 1 : 117 ، 126 . مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين 1 : 175 .
5. انظر مفاتيح الجنان : 349 ، 417 .
6. النّوادر : 318 منسوباً الى شُمير بن الحارث . الزّاهر 1 : 154 . الأضداد : 137 أمالي المرتضى 1 : 603 . لسان العرب " مادّة - سمعَ " .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|