أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2019
2007
التاريخ: 22-3-2016
3439
التاريخ: 13-4-2019
2299
التاريخ: 25-3-2016
4301
|
إن البعض من مدعي العلمانية الجديدة يستنكر قضية السير إلى الإمام الحسين ( ع ) لأنه يسبب تعطيل وتجميد حياة الكثير من الناس والمواطنين حسب ادعائه ، وهذا البعض يرى أن الحضارة والتمدن هو القائم على طلبات البدن والمادة ، وأما ما يتصل بالروح فلا نصيب له في التحضر والتطور ، فتراه يستكثر أن تحصل عطلة مدتها أسبوعان لمهرجان روحي ، تتبدل فيه الأنماط الخلقية الروحية من الأنانية الذاتية إلى روح التكافل الاجتماعي وإيثار الإخاء والتعاون المثالي وذلك في زيارة أربعين الإمام الحسين ( ع ) ، بينما تعطل الدول الغربية قاطبة للأعياد المسيحية ورأس السنة الميلادية لنفس هذه المدة وأكثر فلا يستكثرها وهو قابع في أحضانهم ، مع أن تلك الأعياد عندهم قائمة على التوغل في الفحشاء وانهدام الأسرة ، فها هو الغرب يعاني من خطر يهدد حضارته المادية وهو الشيخوخة وقلة النسل ، المنذرة بانقراض تلك الشعوب وزحف المد البشري الإسلامي ووراثته لبلدان الغرب ، وهذا مؤشر استراتيجي لأن الحضارة لا يمكن أن تقوم على البدن والمادة وحدها ، بل لابد من استيفاء نصيب الروح فيها كذلك ، فإن الخلقة الإلهية قائمة على التركيب بين الطرفين .
ألا يرى هذا المنبهر بالمادة والقائل بأن النجاة هي بالطواف المركزي حول المادة ، ألا يرى أن الباري تعالى شرع موسم الحج لبيته الحرام ثلاثة أشهر من السنة ، وأن مراسم الحج لا تستغرق أكثر من أسبوعين لغالب من يحج من المسلمين ، بل جعل تعالى العمرة مندوبة في كل شهر من أشهر السنة ، وجعل بيته الحرام الكعبة مثابة للناس على طول السنة ، وذلك حفظاً للتوازن بين المادة الروح ، وبين الدنيا والآخرة ، بل إن عمارة المادة والدنيا لا قوام لها إلا بعمارة الآخرة ، كما أن طريق الآخرة يمر عبر الدنيا ، فهلاك الروح هلاك للمادة الذي يحرص عليها كل الحرص هذا البعض .
إن النشاط والعمل والجدية لا تنحصر ببرامج الدنيا والمادة ، فإن للروح برامج وعملًا ونشاطاً ، فهل توزيع الوقت على كلا الطرفين يعتبر كسلًا وعطلًا وفشلًا ؟ ألا يعلم هذا البعض أن أسباب الأزمة المالية التي يعاني منها الغرب والعالم عدة سنين حالياً ترجع أسبابها الخلفية إلى انعدام فلسفة الفضيلة في الاقتصاد الرأسمالي القائم على الشره والحرص والطمع اللا محدود ، والاستهلاك المادي المفرط بلا قناعة ، وانفجار الغرائز الحيوانية بشراسة ، الأمر الذي يبدو كأنه يروق لهذا البعض ، فيعتبر ذلك نجاة للأمة ، وأما نمو وازدهار الفضيلة الروحية عبر أسبوعين من مراسم ذكر الصالحين من البشرية فيراه هلاك للأمة ، نعم إنه هلاك ولكنه لعنف الشره الغريزي الحيواني إنه هلاك لشراسة الأخلاق المادية ، لكنه نجاة للفضيلة الروحية والتربية السامية ، ألا يرى كم تصرف الدول على التربية من الأوقات والأموال ، أفي ذلك هلاك ؟ ! نعم في ذلك هلاك للرذائل المزيلة لأمن المجتمع واستقراره ورقيه .
ألا يرى هذا كم تصرف الدول في جانب الثقافة ، من الأوقات والأموال ، أفي ذلك هلاك ؟ ! وكم ينعجن ثقافياً من يتردد على مجالس الوعظ والخطابة ، ألا يرى كم تصرف الدول في جانب التربية التعبوية العسكرية والأمنية لمجتمعاتها ، كي تزيد من تنصيب القوة الروحية الدفاعية لها ، وكم يتعبأ روحياً وحماسة الذي يشترك في مجالس العزاء على قادة الفضيلة والصلاح من أئمة أهل البيت عليهم السلام فتزيد من صموده وثباته وشجاعته وإعداده الروحي للمقاومة ، ألم تنتصر المقاومة من أتباع أهل البيت عليهم السلام الإسلامية في جنوب لبنان على الأسطورة الإسرائيلية التي هزمت جيوش كل أنظمة العرب طيلة خمسين عاماً ؟ وذلك بفضل كل من الإعداد الروحي المقام والإعداد العسكري الآلي ، والإعداد الروحي ألم يكن ذلك بشعار ( يا حسين ) ( يا أبا الفضل العباس ) فلماذا يتعامى هذا البعض عن كل هذه البركات لشعائر ومراسم العزاء ؟
ألم تبق هذه الشعائر في مقاومة ومواجهة البعث وصدام حتى أطاحت به ؟ ألم ير هذا البعض أن قوة روح شعب العراق في مواجهة الإرهاب والتكفيريين إنما هي ببركات المشاركات في هذه الشعائر ، فلماذا يريد أن يخسر الشعب كل هذه القوة والعظمة والمجد ؟ ولماذا يغيضه قوة الأمة الإيمانية وها هي تنتشر في أرجاء الأرض ناشرة بذلك ما يسعد البشر من روح السلم والتآخي والمودة والألفة .
ثم ألا يرى إلى القرآن الكريم كم يمتدح البكاء والحزن ويذم الفرح والبطر ، فإن الحالة الأولى كفيلة بردع غرائز الإنسان عن الطغيان والعتو فيأمن المجتمع من الفراعنة والطواغيت ، بينما الحالة الثانية تولد في المجتمع الأنانية والذاتية والطغيان ، فإن الإنسان يحتاج إلى دوام التذكير والوعظ كي لا يفشو التكالب والتقاتل على الأموال ، وعلى القدرة ، بل أن البكاء والحزن يبث روح المسؤولية والخدمة للآخرين فيا أبيها البعض لا تغتض من هلاك الرذيلة وهلاك الضعف الروحي في الأمة .
ولا تغتض من نجاة الفضيلة وأسباب القوة وازدهار الحضارة .
والغريب من هذا البعض الذي يتخوف على المتدينين والمقيمي العزاء لأهل البيت عليهم السلام يخاف عليهم ردة الفعل والتحلل من ثوابت الدين مع أن هذا البعض وجملة من رفقائه في فكره قد تبنوا العلمانية الجديدة ( الحداثويات ) طولًا وعرضاً حتى تملص كثير منهم من الثوابت القرآنية .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|