المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



ترجمة أبي عبد الله اليتيم  
  
401   03:39 مساءً   التاريخ: 2024-08-12
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص:95
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2023 1205
التاريخ: 2024-05-11 718
التاريخ: 2023-05-15 1355
التاريخ: 4-7-2016 3246

ترجمة أبي عبد الله اليتيم

ثم قال : ومن المداعبة التي وقعت إليها الإشارة ما كتب به إليه صديقه

أبو علي ابن عبد السلام

أبا عبد الإله نداء خل وفي جاء يمنحك النصيحة إلى كنم تألف الشبان غيا وخذلاناً ، أما تخشى الفضيحة ؟

فأجابه بقوله:

فديتك صاحب السمة المليحة ومن طابت أرومته الصريحة ومن قلبي وضعت له محلا فما عنه يحل بأن أزيحه نأيت فدمع عيني في انسكاب وأكبادي لفرقتكم قريحه وطرفي لا يُتاح له رقاد وهل نوم لأجفان جريحه

وزاد تشوقي أبيات شعر أنت منكم بألفاظ فصيحه ولم تقصد بها جدا ، ولكن قصدت بها مداعبة وقيحه فقلت: أتألف الشبان غيّاً وخذلاناً ، أما تخشى الفضيحة ؟ ففيهم حرفتي وقوام عيشي وأحوالي بخلطتهم نجيحه وأمري فيهم أمر مطاع وأوجههم مصابيح صبيحه وتعلم أنني رجل حصور وتعرف ذاك معرفة صحيحه

قال لسان الدين - بعد إيراده ما مر - ما صورته : ولما اشتهر المشيب بعارضه ولمته ، وخفر الدهر بعهود صباه وأذمته ، أقلع واسترجع ، وتألم لما

فتوح، وهو الآن من حلة 2 الخطباء طاهر العرض والثوب

خالص

                                                             95



 

من الشوب ، باد عليه قبول قابل التوب ، وتوفي في أخريات صفر سنة

خمسين وسبعمائة في الطاعون ، رحمه الله تعالى وغفر له ؛ انتهى واليتيم المذكور هو أبو عبد الله محمد بن علي العبدري المالقي ، وفي حقه يقول لسان الدين في التاج» ما مثاله : هو مجموع أدوات حسان ، من خط ونغمة لسان ، أخلاقه روض تتضوع نسماته ، وبشره صبح تتألق قسماته ، ولا تخفى سيماته ، يقرطيس أغراض الدعابة ويضميها ، ويفوق سهام الفكاهة إلى مراميها ، فكلما صدرت في عصره قصيدة هازلة ، أو أبيات منحطة عن الإجادة نازلة ، خمس أبياتها وذيلها ، وصرف معانيها وسيلها ، وتركها سمر الندمان ، وأضحوكة الأزمان ، وهو الآن خطيب المسجد الأعلى بمالقة متحل بوقار وسكينة ، حال من أهلها بمكانة مكينة ، لسهولة جانبه ، واتضاح مقاصده في الخير ومذاهبه ، واشتغل لأول أمره بالتكتيب ، وبلغ الغاية في التعليم والترتيب ، والشباب لم ينصل خضابه ، ولا سلت للمشيب عضابه ، ونفسه بالمحاسن كلفة صبة ، وشأنه كله هوى ومحبة ، ولذلك ما خاطبه بعض أو دائه ، وكلاهما رمى أخاه بدائه ، حسبما يأتي خلال هذا المقول وفي أثنائه ؛وذكر نحو ما تقدم ذكره ، سامح الله الجميع بفضله.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.