أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-14
572
التاريخ: 2024-02-23
1017
التاريخ: 2023-07-27
1262
التاريخ: 2024-09-09
329
|
وتدل المصادر التي في متناولنا على أن «سيتي الأول» لم تهيأ له الفرص لمتابعة انتصاراته عند «قادش» بالتقدم شمالًا، فقد وصلت إليه أخبار اضطرابات وقلاقل على حدود بلاده الغربية؛ حيث كان اللوبيون يرسمون خططهم للإغارة على بلاد الدلتا، كما فعلوا فيما بعد في عهد الفرعون «مرنبتاح» حفيده، وقد خصص «سيتي» لحملته الرابعة هذه على بلاد لوبيا الجزء الأوسط من الجهة اليمنى من السجل الذي دوَّنه على جدران معبد الكرنك، وقد انتهت هذه الحروب بهزيمة منكرة، انتصر فيها على اللوبيين في واقعتين، غير أن الأستاذ «برستد» يقول: «إن اللوحة التي عُثر عليها منقوشة في معبد الكرنك، وهي التي نصبها بعد عودته من حملته الأولى، كان الغرض منها إعلان ما كان يجري على حدود بلاد «لوبيا» من مناوشات«(1). وهاك ما جاء عليها:
السنة الأولى من عهد جلالة «سيتي الأول» — يذكر بعد ذلك ألقابه — لقد عاد بقلب فرح من أول حملاته المظفرة عندما كانت إغارته تقتحم كل إقليم، واستولى على الممالك الثائرة أسرى بقوة والده «آمون» الذي كتب له القوة المظفرة، وإنه يضع نفسه أمامه بقلب منشرح، مقدمًا الحماية لابنه، وواهبًا إياه الجنوب والشمال، والغرب والشرق، وأولئك الذين يغيرون على تخومه قد جمعوا سويًّا، وأسلموا ليده، ولا يوجد من يضع يديه جانبًا؛ أي كانوا جميعًا في الأغلال؛ سيق رؤساؤهم أسرى أحياء، وجزيتهم على ظهورهم، وقدمهم لوالده الفاخر «آمون»، ولجماعة الآلهة لأجل أن يملئوا مستودعاتهم بالعبيد والإماء من أسارى كل مملكة. تأمل لقد كان جلالته في المدينة الجنوبية «طيبة» يقوم بالأحفال السارة لوالده آمون رع رب طيبة …
(الجزء الباقي من اللوحة ضائع).
والمدهش هنا أن الأستاذ «برستد» قد استنبط بسهولة من مخيلته أن الجزء الضائع لا بد قد ذُكر فيه: أن رسولًا أتى إلى الفرعون وأعلنه بقيام المناوشات على الحدود اللوبية، معتمدًا في استنباطه هذا على ما جاء في لوحة «كونوسو» التي ترجع لعهد «تحتمس الرابع»؛ حيث نجد أن نظام الكلام فيها يكاد يكون نسخة واحدة (راجع مصر القديمة الجزء الخامس)، وليس لدينا معلومات يقينية تدل على الحرب التي كانت تشير إليها نقوش هذه اللوحة، على الرغم من وجه الشبه بينها، وبين لوحة «تحتمس الرابع «. وكذلك يميل الأستاذ «برستد» إلى تأريخ الحرب مع «لوبيا» بالسنة الثانية؛ أي قبل قيام الحملة الثانية التي قام بها «سيتي الأول» على الأقاليم الأسيوية، غير أنه بذلك يتجاهل أي ترتيب تاريخي جاء على الآثار الأصلية المصورة على جدران معبد الكرنك — كما أشرنا إلى ذلك من قبل — وحجته في ذلك أن «سيتي الأول» يمكن أن يكون قد أمضى الجزء الأكبر من هذه السنة في الدلتا، وهذا قول مردود؛ إذ من الجائز وجود أسباب أخرى لمكثه هناك، وبخاصة أن عاصمة البلاد كانت في الشمال، هذا بالإضافة إلى أنه يحتمل جدًّا أن يكون مكثه هناك طلبًا للنزهة، كما يدل المعنى اللغوي للفظه الذي عبر به عن سبب بقائه في هذه الجهة (2)،وعلى أية حال فإن وضع نقوش حروب «لوبيا» في مناظر الكرنك بين نقوش الاستيلاء على «قادش»، وبين نقوش الانتصارات على مملكة «خيتا» دليل كافٍ على أن هذه الحروب قد وقعت في فترة بين هاتين الحادثتين (3).
.............................................
1- راجع: Br. A. R., III, § 82.
2- راجع: Helck Militarfuhrer 74. Note. 4.
3- راجع: J. E. A., Vol. 33. p. 37 ff..
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|