أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-07
902
التاريخ: 2024-10-15
766
التاريخ: 2024-06-02
782
التاريخ: 2024-08-19
320
|
ولا نزاع في أن «مري رع» كان من أعظم رجال «إخناتون» شهرة؛ لأنه كان يحمل لقب الكاهن الأعظم للإله «آتون»، وألقابه هي: أعظم الرائين للإله «آتون» في معبد آتون «بإختاتون»، وحامل المروحة على يمين الملك، والأمير الوراثي، والحاكم، وحامل خاتم ملك الوجه البحري، والسمير الوحيد، وقريب الفرعون (راجع Davies, Ibid. Vol. I, p. 42)، والظاهر أن «مري رع» هو الكاهن الأكبر الوحيد المعروف لدينا للإله «آتون»، وقد يكون السبب راجعًا إلى أنه عند بداية حركة الانقلاب الديني كان الفرعون نفسه هو الذي يشغل هذه الوظيفة. على أن تركيب اللقب نفسه له أهمية؛ فقد كان — كما هو المنتظر — مكتوبًا على غرار لقب الكاهن الأكبر للإله «رع» في «عين شمس» وهو «أعظم الرائين» لا «الكاهن الأول»، كما كان يُطلق على رئيس كهنة «آمون» وغيره من الآلهة. أما عن التاريخ الذي عُين فيه «مري رع» كاهنًا أعظم للإله «آتون» فليس لدينا شيء معين إلا بعض شواهد يمكن أن نعرف منها على وجه التقريب تاريخ تنصيبه، وذلك هو عدد بنات «إخناتون» اللائي رُسمن معه، ومع زوجه «نفرتيتي»، وهن في هذه الحالة كن أربعًا، وكانت صغراهن لا تزال في المهد، ومن ذلك نعلم أن تزيين القبر كان على قدم وساق في السنتين التاسعة والعاشرة من حكم هذا الفرعون، بالنسبة لسن أصغرهن. وقد عُثر على اسم هذا الكاهن مكتوبًا على زجاجة خمر مؤرخة بالسنة السادسة عشرة من حكم الفرعون، مما يدل على أنه كان لا يزال يقوم بأعباء وظيفته في هذا التاريخ. ويُحتمل أنه قد بقي يشغلها حتى وفاة «إخناتون»، ولا نعرف عنه شيئًا بعد ذلك الحادث على وجه التأكيد. وتدل حجرة دفنه التي لم يتم نحتها قط على أنه لم يُدفن في هذا القبر. ومن أهم ما يسترعي الأنظار في قبره منظر تنصيبه كاهنًا أوَّل للإله «آتون»، فنشاهد الملك والملكة تتبعهما الأميرة «مريت آتون» وهم متكئون على جدار الشرفة ومطلون منها، وقد طُلب «مري رع» ليمثل أمامهم، فنراه يصل وبصحبته أهل بيته، فيركع أمام الفرعون الذي يقلده تلك الوظيفة السامية ويغدق عليه ما يثقل كاهله من حلي الذهب بين هتاف المتفرجين Davies, Ibid. Pls. VI, VIII).)، وقد ألقى الفرعون خطابًا لتنصيبه في هذه الوظيفة، وقد كان ذلك الخطاب قصيرًا مفيدًا وفي صلب الموضوع، وهو على عكس معظم الخطابات الرسمية فاستمع إليه (Ibid p. p. 21, 22.). «إن الملك الذي يعيش على الصدق رب الأرضين «نفر-خبرو، رع-وع-ن-رع» يقول للكاهن الأكبر لآتون «مري رع»: تأمل! إني قد نصبتك كاهنًا أعظم «لآتون» في معبد «آتون» في «إختاتون»، وقد عملت ذلك حبًّا فيك قائلًا: «يا خادمي، يا من يسمع لتعاليمي، إن قلبي راضٍ عن كل عمل تقوم به»، وإني أمنحك الوظيفة قائلًا: ستأكل مئونة الفرعون (له الحياة والسعادة والصحة) سيدك في معبد «آتون««. وفي أسفل المنظر الرئيسي نشاهد عربة «مري رع» في انتظاره لتحمله إلى منزله. أما الهدايا التي منحها إياه الفرعون فقد تسلمها الخدم ليحملوها له. وقد جيء بطائفة من المغنيات والراقصات المأجورات للاحتفال بهذه المناسبة السعيدة أمام هذا الحفل العظيم، وقد حملت قائدتهن طاقة أزهار في يدها، وغنَّت أغنية مدح وثناء مطلعها: «إن الهبات التي يمنحها «وع-ن-رع» مزدوجة (Ibid p. 23, Pls. VI, IX.) ولدينا منظر آخر يمثل زيارة ملكية لمعبد «آتون»، غير أننا لا نعرف مناسبتها على وجه التأكيد، ويُحتمل أن الفرعون كان قد ذهب في عربته إلى المعبد ليقدم الكاهن الأول لكهنة المعبد المجتمعين هناك. ومن جهة أخرى يجوز أن هذا يمثل «مري رع» في وظيفته «كاهن أكبر لآتون» وهو يتقبل الملك والملكة في المعبد للصلاة ويقوم بعمله الديني هناك أمامهما (راجع Ibid, Pls. X–XXII). وهذا الحادث قد مُثل من أوَّل خروج الموكب الملكي من القصر إلى حيث يُرى الفرعون يساعده «مري رع» وهو يضحي للإله «آتون». ومما هو جدير بالملاحظة هنا أننا لا نشاهد الفرعون وحده عند ذهابه إلى المعبد يسوق عربته بل كذلك نشاهد الملكة «نفرتيتي» والأميرات الكبيرات يسقن عرباتهن أيضًا. وإذا نظرنا إلى المعبد من أعلى نشاهد فيه تفاصيل عديدة. والواقع أنه ليس كالمعابد القديمة التي أُقيمت في «طيبة» وغيرها في العهود السابقة؛ إذ نجد فيه قدس الأقداس يصل إليه الإنسان بدرج سلم، وقد أُقيم في ردهة غير مسقوفة في العراء، وهذا أمر طبعي بالنسبة للإله يمثل الشمس. وقد كانت الموسيقا تلعب دورها في مثل هذه المناسبة؛ إذ نشاهد طائفة المغنيات والضاربات على الآلات الموسيقية قد حلت محلهن طائفة من الضاربين على العود من الذين كُف بصرهم. كما نشاهد الموظفين يسوقون ثيران الضحية المسمنة والمزخرفة بالأطواق حول أعناقها، وعلى رؤوسها عصابات مزينة بالريش صُفت بين قرونها، وهناك حقيقة تستحق الملاحظة؛ وذلك أن الفرعون «إخناتون» على الرغم من أنه في عاصمة ملكه الجديدة كان محاطًا بأشخاص قد وضع فيهم ثقته، واختارهم بنفسه ورغبته لخدمته، فإننا نجده مع ذلك وهو سائر في طرق المدينة — في مثل هذه المناسبة التي نحن بصددها — كان يحيط به حرس عظيم — فهل يا ترى كان ذلك الحرس مجرد مظهر من مظاهر الأبهة، أو كان يخاف شر أعوان «آمون» الذين تغلب عليهم منذ زمن؟ والواقع أنه كان لا يخاف شر الاغتيال والمؤامرة، وقد برهن سلوك «مري رع» على أنه جدير بالثقة التي وضعها الفرعون فيه، عندما خصه بأكبر وظائف الدولة الدينية، والآن قد حلَّ الوقت الذي يُكافأ فيه هذا الكاهن المخلص أمام الشعب من مليكه العارف لجميله (Ibid, XXV–XXX). وقد كان من واجبات «مري رع» بوصفه كاهنًا أكبر الإشراف على مخازن الغلال التي كانت تصرف منها القربان، وقد ظهرت مواهبه في هذه الإدارة؛ ولهذا نجد أن معظم هذا المنظر يمثل حظائر الماشية وسفن الشحن التي كانت تحضر خراج «آمون» من أقاصي البلاد، وكذلك صور المخازن الشاسعة التابعة للمعبد (راجع Ibid Pl. XXV( وهنا نشاهد الملك وفي ركابه الملكة وبناتها يستقبلون «مري رع» في الردهة الخارجية للمخزن العظيم. وكانت هذه هي اللحظة التي توج فيها بأعظم المنح؛ إذ نشاهد المشرف على كنوز الأطواق الذهبية رافعًا يديه تحية وإذعانًا لأمر سيده ومطوقًا جيد «مري رع»، بهذه الإنعامات الملكية؛ إذ طوقه بستة عقود يشمل كل منها صفين من حبات الذهب، وكان لا يزال يغدق عليه هدايا أخرى، وقد قال الفرعون، وأريحية الكرم تهز عطفيه: «دع المشرف على خزانة حلقات الذهب يأخذ «مري رع»، ويضع ذهبًا حول رقبته حتى قمته، وكذلك على قدميه؛ وذلك لإطاعته تعاليم الفرعون الدينية (له الحياة والسعادة والصحة)، ولأنه يفعل كل ما قيل له خاصًّا بهذه الأماكن الفاخرة التي أقامها في بيت «بنبن» في معبد «آتون»؛ لأن «آتون» في «إختاتون» قد ملأها بكل الأشياء الطبية، وبالشعير والقمح الكثير، مائدة قربان «آتون» «لآتون»» (راجع Ibid, p. 36 ). وقد كان جواب «مري رع» قصيرًا: الصحة «لوع-ن-رع» للابن الجميل «لآتون»! فليتفضل بأن يتمم مثل خلودك (؟) امنحها إياه أبد الآبدين (أي الحياة الأبدية) (راجع Ibid. p. 36). ومن المحتمل أن «مري رع» قد تغلب عليه العطف الملكي حتى عجز أن يزيد كلمة عما قال، كما يحتمل أن التقاليد الرسمية كانت تمنع الموظف أن يرخي للسانه العنان ليقول ما في صدره!
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
بمساحة تزيد على (4) آلاف م²... قسم المشاريع الهندسية والفنية في العتبة الحسينية يواصل العمل في مشروع مستشفى العراق الدولي للمحاكاة
|
|
|