أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-1-2023
1491
التاريخ: 17/9/2022
1678
التاريخ: 2023-09-05
1397
التاريخ: 19-6-2016
2267
|
كل الصفات السيئة تحطم شخصية الإنسان، إلا أن هنالك مجموعة منها تترك أثراً مباشراً في ذلك، وبعضها الآخر يكون لها تأثير غير مباشر. بحيث نستطيع أن نصنفها في خانة المعوقات الرئيسية أمام اكتساب قوة الشخصية..
ومن ذلك الأمور التالية:
أولاً - الغرور.
ثانياً - الطمع.
ثالثاً - الشراهة.
رابعاً - الحسد.
خامساً - الكسل.
ولنمر على كل واحدة منها بشكل موجز وسريع ...
أولاً - الغرور.
على مر التاريخ البشري كان هنالك عاملان رئيسيان يقفان أمام نمو شخصية الإنسان: اليأس والغرور، وبمقدار ما يكون اليأس مدمراً، يكون الغرور كذلك، وهما طرفا الهوة السحيقة التي تكتنف قمة الجبل، المتمثلة بالثقة بالنفس، مشفوعة بالتواضع.
إن الغرور، يقود صاحبه إلى طريق مسدود، مثل اليأس تماماً. ولكن في اتجاه معاكس..
فالغرور كان من أسباب أكل آدم للشجرة المنهية، والذي انتهى به إلى الطرد من الجنة. يقول ربنا تعالى: {فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} [الأعراف: 22].
ولهذا فقد حذرنا الله في آيات كثيرة من الانسياق وراء الغرور. مثل قوله تعالى: {فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [فاطر: 5]. يقول الإمام علي (عليه السلام) : (من جهل اغتر بنفسه، وكان يومه شراً من أمسه)(1).
ويقول : (من اغتر بنفسه أسلمته إلى المعاطب)(2).
إن الغرور قاتل، ولذلك ورد في الحديث: (طوبى لمن لم تقتله قاتلات الغرور)(3).
والمشكلة في الغرور أن صاحبه يعاني من الجهل المركب، فهو لا يشعر بأنه مصاب بداء لا بد من علاجه بل يرى نفسه في أحسن حالاتها.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (سكر الغفلة والغرور، أبعد إفاقة من سكر الخمور)(4).
ثانياً - الطمع.
إن الطمع يجعل صاحبه تعيساً غير راض عما يملك دائماً.. ولذلك فإن الطمع (رق مؤبد)(5) . و(من أراد أن يعيش حراً أيام حياته فلا يسكن الطمع قلبه)(6).
وهكذا فإن (الطمع سجيّة سيئة)(7) لأنه (مورد غير مصدر وضامن غير وفيّ، وربما شرق شارب الماء قبل ريّه، فكلما عظم قدر الشيء المتنافس فيه عظمت الرزية لفقده، والأماني تعمي أعين البصائر)(8) .
ومن هنا كان لا بد أن نتعوذ بالله من ثلاث: (من طمع حيث لا مطمع، ومن طمع يردّ إلى طبع ومن طمع يردّ إلى مطمع)(9).
ولقد كان الطمع حجاباً دون العقل، حيث إن صاحبه لا يستطيع أن يقيم الأشياء بعين واقعية، ولذلك قال الإمام علي (عليه السلام) أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع)(10).
ويقول: (إياكم ودناءة الشره والطمع فإنه رأس كل شر، ومزرعة الذل، ومهين النفس، ومتعب الجسد)(11).
ثالثاً - الشراهة.
إن الولع الشديد بالشيء يولّد الشراهة القاتلة، ومن الشراهة تتولّد صفات سيئة كثيرة تعيق نمو الشخصية القوية مثل صفة العجلة، والتكالب على المتع والمصلحة وغير ذلك.
ومن هنا فإن الشراهة تحطم مضاءة التنافس جاهلة صاحبها يخسر أمام المنافس الذي يكبح نهمه. هذا بالإضافة إلى أن الشره لن يتمتع بحياته، لأنه لا يرتوي ولا يشبع.
يقول الإمام علي (عليه السلام): (الشره يشين النفس، ويفسد الدين، ويزري بالفتوة)(12).
ولا شك أن الشراهة قد تؤدي إلى الحرمان. يقول الإمام علي (عليه السلام): (احذر الشره فكم من أكلة منعت أكلات) ويقول: (ثمرة الشره التهجم على العيوب)..
رابعاً - الحسد.
بالإضافة إلى أن الحسد يكشف عن ضعف الشخصية في صاحبه ويدعه بلا حول، فإنه يؤدي به إلى التآكل..
فالحسود، يضر بنفسه أكثر مما يضر بالآخرين. ولذلك قال عنه الإمام علي (عليه السلام): (لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله)(13) وقال : (ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من الحاسد: نفس دائم، وقلب هائم، وحزن لازم)(14).
وهكذا فإن (الحسد مطية التعب)(15) وهو (مرض لا يؤسى)(16) .
إن الحسود بدل أن يحاول إنجاز الأعمال، والتنافس مع من يحسده تراه يتوقف عن العمل تماماً متربصاً بمحسوده، ولذلك قيل «الحسود لا يسود)(17).
لقد كانت لي تجربة مع حاسد في بدايات دخولي معترك الحياة الاجتماعية، فقد بدأت العمل مع شخصين في محاولة دفعهما إلى التأليف. وكانا زميلين، إلا أن أحدهما كان أكثر تصميماً من صاحبه، واستطاع أن يؤلف باكورة أعماله الكتابية قبل صاحبه، وعندما طبع كتابه، وخرج إلى أيدي الناس ثارت ثائرة زميله.. فلقد حسده بشكل غريب، ونصب من نفسه شرطياً على قارعة الطريق يحاول دائماً صد الناس عن زميله وترك كل نشاط اجتماعي بنّاء، مكتفياً بالتشهير بالكتاب، باحثاً عن نقطة منسية هنا، وأخرى مزيدة هناك، واستمر في ذلك فترة طويلة.
وبالطبع فقد تركته أنا بعدما لم ينفع النصح فيه، ولم يستطع أن يؤلف هو ولا عشر صفحات بينما ظهر لصاحبه عشرات الكتب فيما بعد.
ولا يزال الحاسد على حاله باحثاً عن عيوب الآخرين، فسقط في أعين الناس، وتحطمت شخصيته ...
وتذكرت قول الإمام علي (عليه السلام): (الحسد حبس الروح)(18).
خامساً - الكسل.
إن أول ما نلاحظه في المقارنة بين الكسول والنشيط، هو أن الكسول يفشل حين ينجح النشيط، فالكسول يقع فريسة سهلة للمزاحمين.
وهو بالنتيجة لن يستطيع أن ينمي شخصيته بأي شكل من الأشكال. يقول الإمام علي (عليه السلام): (إن الأشياء لما ازدوجت، ازدوج الكسل والعجز فنتج منهما الفقر)(19).
إذن (إياك والكسل والضجر، فإنك إن كسلت لم تعمل، وإن ضجرت لم تعط الحق)(20).
وقد يشعر الإنسان بالكسل رغم أنفه، وفي هذه الحالة لا بد أن يقاوم كسله بأي شكل من الأشكال والوصفة التي يعلمها الإمام علي (عليه السلام) هنا هي: (عليك بإدمان العمل في النشاط والكسل)(21).
___________________________
(1) غرر الحكم ودرر الكلم.
(2) المصدر نفسه.
(3) المصدر نفسه.
(4) المصدر نفسه.
(5) نهج البلاغة، باب الحكم، ص180.
(6) تنبيه الخواطر، ص 40.
(7) البحار، ج 78، ص369.
(8) نهج البلاغة ، باب الحكم، ص 275.
(9) كنز العمال، خ 7583.
(10) نهج البلاغة، باب الحكم، ص219.
(11) غرر الحكم ودرر الكلم.
(12) غرر الحكم ودرر الكلم.
(13) شرح نهج البلاغة، ج 1، ص 316.
(14) البحار، ج 73 ص250.
(15) البحار، ج 78، ص 12.
(16) غرر الحكم ودرر الكلم.
(17) المصدر نفسه.
(18) غرر الحكم ودرر الكلم.
(19) البحار، ج 78، ص59.
(20) الكافي، ج 5، ص 85.
(21) غرر الحكم ودرر الكلم.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|