أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-13
780
التاريخ: 2024-03-27
722
التاريخ: 2023-08-22
1038
التاريخ: 2023-11-16
1194
|
دان العالم المتمدين لسطوة «تحتمس الثالث»، وعز سلطانه حتى صار قبل وفاته يسيطر على إمبراطورية تمتد من أعالي نهر دجلة والفرات شمالًا حتى مدينة نباتا عند الشلال الرابع جنوبًا، ولم يخف على فطنة «تحتمس» أن يحدِّد لأخلافه من بعده حدودَ إمبراطوريته، كما فعل «سنوسرت الثالث» عندما وضع لوحة الحدود الشهيرة عند «سمنة»؛ إذ إنه لما عبر نهر الفرات أقام لوحة تذكارية في الجهة الغربية من هذا النهر لتكون بمثابة آخِر نقطة وصلت إليها فتوحه في الشمال، غير أنه لم يكشف عنها حتى الآن مع الأسف، ولا نعلم ماذا دون عليها على وجه التحقيق، أما في الجنوب فقد حدَّد فتوحه كذلك بلوحة من الجرانيت أقامها عند جبل «بركال» على مقربة من مدينة «نباتا»، وهذه النقطة هي على ما يظهر آخِر ما وصل إليه الفتح المصري في كل عصور التاريخ القديم، وقد حدَّثنا فيها هذا الفرعون عن قوة سلطانه، وما أحرزه من انتصارات على الآسيويين، دون أن يشير إشارة صريحة إلى انتصاراته على بلاد «كوش»، ولا عجب إذن إذا كان «تحتمس الثالث» قد تغاضى قصدًا عن ذكر انتصاراته على السودانيين؛ تفاديًا من جرح شعورهم أو التنديد بهم في عقر دارهم، فهل يا ترى قد تغافَلَ «تحتمس الثالث» في اللوحة التي أقامها عند نهر الفرات عن ذكر انتصاراته على الآسيويين (؟)، وإذا كانت الأشياء تقاس بأشباهها فقد يكون ذلك ليس ببعيد على رجل ضرب الرقم القياسي على ما يظهر في ميدان الحرب والسياسة معًا، وبين هذين الأثرين؛ أي لوحة الفرات ولوحة جبل «بركال» تقع إمبراطورية «تحتمس الثالث» التي دانت له بحد السيف ومضاء العزيمة وحسن السياسة، وسنرى فيما يلي أن آثاره قد عمت كل جهات هذه الإمبراطورية، بدرجةٍ لم يسبق لها مثيل في عهد أي فرعون قبله؛ وسنتحدَّث عن هذه الآثار بشيء من اختصارٍ بقدر ما وصلت إليه معلوماتنا، مبتدئين من بلاد «نهرين» شمالًا حتى «نباتا» جنوبًا.
آثاره في آسيا: أقام تحتمس لوحةً تذكاريةً عند أقصى حدود فتوحه الشمالية على نهر الفرات، بالقرب من مدينة «ني» (1) التي تقع على مسافة أربعين ميلًا في الشمال الشرقي من «حماة»، غير أننا لا نعرف ما جاء فيها حتى الآن. أما آثاره الأخرى في آسيا، فنعرف منها اللوحات التي تركها لنا في شبه جزيرة سينا؛(2) إذ قد عُثِر له على لوحة في «سرابة الخادم» مؤرَّخة بالسنة الخامسة والعشرين، وقد رُسِم في أعلاها منظر يُشاهَد فيه الفرعون مقدمًا قربانًا للإلهة «حتحور»، ويلحظ أن أحد كبار موظفيه المسمَّى «تاي» يقبض بيده على مروحة خلف الفرعون، ويحمل الألقاب التالية: «الأمير الوراثي، والحاكم، وحامل الخاتم، والسمير الوحيد، والمشرف على المالية — تاي»، ثم يأتي بعد ذلك مديح للفرعون، ونص الحملة الغرض منه هو استخراج المعادن من هذه الجهات (3). وكذلك وجد له لوحة في هذه الجهة مؤرَّخة بالسنة السابعة والعشرين، يرى عليها الملك ثانيةً يقدِّم قربانًا للإلهة «حتحور» ربة هذه الجهة (4) ، وكذلك وُجِد جزء من بابٍ باسم هذا الفرعون بجوار هذه اللوحة، وفي «وادي مغارة» عُثِر له على نقوشٍ من عهده أيضًا مؤرَّخة بالسنة السادسة عشرة، وفي سرابة الخادم،(5) ، وكذلك وُجِدت قطع من أوني الفخار المطلي عليها اسم «تحتمس الثالث» أيضًا (6)، ننتقل بعد ذلك إلى التحدُّث عن آثار «تحتمس» في الدلتا، ففي بلدة كوم الحصن الحالية التي تقوم على أنقاض بلدة «آمو» القديمة، التي تقع في المقاطعة الثالثة من مقاطعات الوجه البحري، يظهر أنه قد أقام فيها معبدًا، وقد بقيت بعض آثاره على الرغم من تهدُّم المعبد تهدُّمًا شاملًا، فقد عُثِر له على آنية من أثاث المعبد اشتراها «بتري» من القاهرة، وقد نقش عليها: «محبوب»، «حتحور»، «سيدة آمو»، وهذا الإناء موحد مع أسلوب الأواني التي عُثِر عليها في أساس معبد «قفط» الذي بناه هذا الفرعون (Petrie Collection). وفي «عين شمس» قام هذا الفرعون بأعمال عظيمة؛ فقد عثر «ليبسيوس» على لوحةٍ مستدير أعلاها، رُسِم عليها منظر يُشاهَد فيه «تحتمس الثالث» يقدِّم قربانًا للإله «حوراختي»، وأسفل هذا المنظر دُوِّن النقش التالي: السنة السابعة والأربعون من عهد جلالة ملك الوجه القبلي والوجه البحري «منخبر رع» ابن الشمس «تحتمس الثالث» عاش مخلدًا! أمر جلالته بإحاطة هذا المعبد بجدار سميك من الحجر لأجل والده «حوراختي» الخلد، وذلك عندما نظف عين شمس (بيت رع) … (7) ويوجد في متحف القاهرة عمود باب نُقِش عليه إهداء من «تحتمس الثالث»، وهاك نصه: «لقد صنعه تذكارًا لوالده «آمون» رب عين شمس، فأقام له «بوابة» من حجر «بينوت» تُسمَّى «طاهرة قربان منخبر رع» محبوب آلهة عين شمس.» (8) وفي «منف» أقام معبدًا للإله «بتاح» على حسب ما جاء في نقش في «سقارة»، (9) وكذلك وُجِد له في «منف» لوحة من البرنز (راجع: A. S. III. p. 141) ، وفي بلدة «غراب» الواقعة عند مدخل الفيوم أقام هذا الفرعون معبدًا ومدينة حوله عند نهاية سد الفيوم (10). وعُثِر على «باب عتب» عليه اسمه موجود الآن في مدينة «أدليد»، (11) وكذلك عُثِر على أحجار أخرى (12)، نُقِش عليها اسم «تحتمس الثالث»، والمحو الذي على هذه الآثار يدلُّ على أن المعبد قد ظلَّ قائمًا حتى عهد «أخناتون»، أي إن اسم آمون كان يُمحَى كلما وُجِد على حجر من هذه الأحجار، والظاهر أن المعبد قد خُرب وأُزِيل من مكانه، وبُنِيت على أنقاضه المنازل، ولا شك في أن هذه المدينة قد خربت في عهد الغزو الأجنبي الذي حدث في عهد «مرنبتاح» ولم تَعُدْ تسكن بعدُ. وفي «البرشة» نُقِشت على الصخر لوحة مؤرَّخة بالسنة الثالثة والثلاثين من حكم «تحتمس الثالث»، وقد دُوِّن عليها دعاء بملايين أعياد ثلاثينية (13). وفي «أخميم» (14) نُقِش منظر على حجرة قطعت في الصخر، يُشاهَد فيه «تحتمس الثالث» يتعبَّد للإله «آمون مين»، وكذلك وُجِد له نقش في موقع المعبد القائم هناك (15). وفي العرابة المدفونة عُثِر على تمثال ضخم جدًّا للإله «أوزير»، نُقِش على ظهره اسم هذا الفرعون (16). كما وُجِد له آثار معبد هناك أيضًا (راجع: Petrie, “Abydos” II. Pl. LVII) ، وبوابة عليها اسمه وقربان ومواد أساس (راجع: Ibid. I, Pls. LXI, LXIV, Ibid. II. Pl. XXXII. & ibid II, Pl. XXXIV; ibid. I. Pl. LXI). راجع: (“Ancient Egypt”, 1915, p. 24; “Rec. Trav.” XXXIV, p. 52)، وفي سمهود وُجِدت له جعارين (راجع: A. S. XII. p. 82). وفي «دندرة» وُجِدت له نقوش في إحدى الحجرات السرية، تنصُّ على إصلاح الآثار على يد الفرعون رب الأرضين «منخبر رع»، وسيد التيجان «تحتمس الثالث»، على حسب ما وُجِد في الكتابات القديمة التي ترجع إلى عهد «خوفو»، (17) ولا تزال توجد قطعة حجر من آثار «تحتمس الثالث» في معبد «دندرة» (18) الحديث. وكذلك أهدى هذا الفرعون صاحات من الفيروزج طولها 16 أصبعًا، تُشاهَد صورتها في مباني المعبد الذي يرجع إلى عهد البطالمة (19). وفي وادي الحمامات وُجِد نقش عليه اسم الفرعون؛ ممَّا يدل على أنه كان يرسل الحملات لقطع الأحجار من هناك (20).
.............................................
1- يحتمل أنها «قلعة الموضيق» الخالية الواقعة على مسافة أربعين ميلا في الشمال الغربي من «حماة «.
2- قد و ِج ٌ د لهذا الفرعون في «سرابة الخادم» آثار َّ مؤرخة بالسنين الآتية: الخامسة، والثالثة عشرة والخامسة عشرة، والسابعة والعشرين (راجع: Gardiner and peet, “sinai” ,p.180,196,198) وكذلك ذكر اسمه في نفس المصدر من 188 ــ 204 ، وله مبان في الجهة )راجع: petrie, “Researches in sinai”, p>79.
3- راجع: Urkunden IV, p. 886–889.
4- راجع: Petrie, “History”, II, p. 126.
5- راجع: Murray, “Handbook for Travellers in Egypt” (Ed. London 1880) p. 3.
6- راجع: Birch, “Pottery” p. 56.
7- راجع: L. D. III. Pl. 29b.
8- راجع: Breasted, A. R. Vol. II. § 643; Sharpe, “Egyptian Inscriptions”, Vol. II. p. 34.
9- راجع: Petrie, “History” II, p. 403.
10- راجع: Petrie, “Illahun, Kahun and Gurob” , Pl. XXX.
11- راجع: Ibid. Pl. XXIV.
12- راجع: Petrie, “Kahun”. p. 32. Pl. 22.
13- راجع: L. D. III, Pl. 26f.
14- راجع: Ibid. Pl. 29d.
15- راجع: Murray, Ibid. p. 431.
16- راجع: Mariette, “Abydos”.
17- راجع: Dumichen, “Baugeschichte des Denderatempels und Beschreibung der einzel-nen Theile des Bau Werks nach den an seinen Mauern befindlichen Inschriften” ,I.
18- Dumichen, Ibid, Pl. III. D.
19- راجع: Ibid. Pl. 11, c.
20- راجع: Murray. “Guide”, P, 326.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|