الغنائم التي استولى عليها الفرعون تحتمس الثالث تكشف عن ثروة هذه البلاد. |
1016
12:46 صباحاً
التاريخ: 2024-04-13
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-06
727
التاريخ: 2024-02-14
1155
التاريخ: 2023-06-27
1271
التاريخ: 2024-09-09
356
|
والواقع أن قائمة الغنائم التي غنمها «تحتمس الثالث» في هذه الموقعة، كما جاء ذكرها في نقوش الكرنك تكشف لنا عن ثروة هذه البلاد المفتوحة، وما كان يتمتع به أمراء سوريا من نعيم العيش والأبهة، هذا فضلًا عن أنها تعطينا فكرةً عن مقدار ما كانت عليه تلك الولايات من التقدُّم في الصناعات والحِرَف وفنون الحياة ممَّا لم يكن في الحسبان، وسنذكر هنا بالتفصيل قائمة هذه الأسلاب التي استولى عليها جيش «تحتمس الثالث» من «مجدو»؛ لنضع أمامنا فكرةً عامةً عن مقدار ثراء القوم، واستعداداتهم الحربية التي كان لا بد للفرعون أن يقف أمامها وجهًا لوجه: »فاستولى على ثلاثمائة وأربعين أسيرًا، وثلاثة وثمانين يدًا (كان الجندي تُقطَع يده بعد قتله)، وألفين وواحد وأربعين فرسًا، ومائة وتسعين مهرًا، وستة جياد … وعربة مغشاة بالذهب وقضبانها من الذهب من متاع العدو، وعربة جميلة مصفحة بالذهب ملك أمير مجدو، وثمانمائة واثنين وتسعين من عربات جيشه المخذول مجموعها تسعمائة وأربع وعشرون عربة (لا بد أنه قد ذكر ثلاثين عربة في الأماكن المهشمة من النقش)، ودرع جميل من البرنز ملك الأعداء، ودرع آخر من البرنز لأمير «مجدو» … وعلى مائتي درع من دروع الجيش الخاسئ، وعلى خمسمائة قوس وسبعة قضبان من خشب المرو مصفحة بالفضة، وهي من قضبان سرادق العدو«.
أسلاب الحيوان: واستولى جلالته على الحيوانات الآتية من هذه المدينة: «… ثلاثمائة وخمسة وثمانين … وألف وتسعمائة وتسعة وعشرين من الحيوانات الكبيرة، وألفين من الحيوانات الصغيرة، وعشرين ألفًا وخمسمائة من حيوانات بيضاء صغيرة «. ثم استولى فيما بعدُ من أمير قادش على غنائم أخرى: «قائمة بما استولى عليه الفرعون فيما بعدُ من متاع هذا العدو الذي كان في مدينة «ينعم«(1)وفي «نجس«(2) وفي «حر نكر» (بالقرب من البلدين الآخرين في رتنو العليا)، هذا بالإضافة إلى كل السلع التي هي ملك تلك المدن التي خضعت وأحضرت لجلالتي، وهي: أربعمائة وسبع وأربعون من نسائهم والأمراء الذين كانوا معهن، وثمانٍ وثلاثون سيدة من سيداتهم، وسبعة وثمانون طفلًا من أطفال هذا العدو ومن الأمراء الذين كانوا معه، وخمسة من أشرافهم، وألف وستمائة وستة وتسعون من الذكور والإناث من العبيد والإماء والأطفال، هذا غير المحاربين الذين استسلموا بسبب الجوع الذي لاقوه، ومائة وثلاثة رجال فيكون مجموعهم ألفين وخمسمائة واثنين (والعدد المدوَّن فعلًا هو ألفان وتسعة وعشرون، فلا بد أن يكون العدد الناقص وهو أربعمائة وأربعة وسبعون قد جاء ذكره في الأماكن المهشمة من المتن). هذا خلاف الأطباق من الأحجار الغالية والذهب وأوانٍ أخرى … وإناء ذي مقبضين من صنع خارو (البلاد الآسيوية)، وأوانٍ وأطباق مفرطحة، وأقداح للشرب مختلفة، وغلايات وسكاكين يبلغ وزنها سبعمائة وأربعة وثمانين دبنًا (أي: إن الأدوات السالفة الذكر يبلغ وزنها 191 رطلًا من الذهب). هذا إلى خواتم من الذهب كانت في يد الصناع، وفضة مصنوعة خواتم عدة تبلغ زنتها نحو تسعمائة وستين دبنًا (أي: ما يقابل 235٫46 رطلًا من الذهب)، وتمثال من الفضة مصنوع … ورأسه من الذهب، وعصًا بأوجه بشرية، وستة كراسي للعدو من العاج والأبنوس وخشب الخروب كلها مغشاة بالذهب، وستة مساند للأقدام من متاع العدو، وست موائد من العاج وخشب الخروب، وعصًا من خشب الخروب مغشاة بالذهب، ومرصعة بالأحجار الثمينة في هيئة صولجان من متاع هذا العدو أيضًا، وكلها مصفَّحة بالذهب، وتمثال لهذا العدو من الأبنوس مصفحة بالذهب، ورأسه مرصع باللازورد، وأوانٍ من الشبه، وملابس كثيرة لهذا العدو«(3) . وهذه المدن الثلاثة التي استولى منها الفرعون على الأسلاب الأخيرة تقع بعضها قريبة من بعض في الطرف الشمالي من لبنان، وقد هاجمها «تحتمس الثالث» عن قصدٍ لغرض معين؛ وذلك لأنه فكَّرَ أولًا في إيجاد وسيلة لمنع ملك «قادش» من الوصول إليها، وقد كان لم يُقهَر بعدُ، فزحف جنوبًا وثانيًا ليجعل الطريق الشمالي الواقع بين جبال لبنان في قبضة يده لأهميته العظمى لحركاته الحربية؛ ولذلك سار بجيشه شمالًا واستولى على هذه المدن، وممَّا يؤيِّد صحة ذلك أنه بنى هناك قلعة «تحتمس قاهر الأجانب « وبعد أن تم لتحتمس النصر على هذه الصورة، وجَّهَ عنايته لتنظيم الأقاليم التي فتحها، فقد أصبحت فلسطين ولبنان خاضعتين لسلطانه، وكذلك الجزء الأعظم من بلاد فينيقيا.
.............................................
1- ذُكِرت بلدة «ينعم» كذلك في متون تل العمارنة، وتقع على مسافة خمسة أميال ونصف ميل في الجنوب الغربي من «تيبرياس« Tiberias
2- أما «نجس» فهي نوخاشش التي ذُكِرت كذلك في خطابات تل العمارنة، وهي إقليم وبلدة قريبة من «حلب» (راجع: Gardiner, “Onomastica” I, p. 169)
3- راجع: Urkunden. IV, p. 664.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|