أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-9-2016
2155
التاريخ: 1-4-2020
1907
التاريخ: 2024-03-24
717
التاريخ: 26-9-2016
1785
|
خير الدعاء ما هيّجه الوجد والأحزان، وانتهى بالعبد إلى البكاء من خشية الله، الذي هو سيّد آداب الدعاء وذروتها؛ ذلك لأنَّ الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلى بارئه، والدمعة سفير رقّة القلب الذي يؤذن بالإخلاص والقرب من رحاب الله تعالى.
قال الإمام الصادق (عليه السلام) لأبي بصير: «إن خفت أمراً يكون أو حاجة تريدها، فابدأ بالله ومجّده وأثني عليه كما هو أهله، وصلِّ على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسل حاجتك، وتباك ولو مثل رأس الذباب، إنّ أبي كان يقول: إنّ أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ» (1).
وفي البكاء من خشية الله من الخصوصيات والفضائل ما لا يوجد في غيره من أنصاف الطاعات، فهو رحمة مزجاة من الخالق العزيز لعباده تقرّبهم من منازل لطفه وكرمه، وتتجاوز بهم عقبات الآخرة وأهوالها.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إذا أحبّ الله عبدا نصب في قلبه نائحةً من الحزن، فإنّ الله لا يدخل النار من بكى من خشية الله حتىٰ يعود اللبن إلى الضرع»(2).
وقال الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): «بكاء العيون وخشية القلوب من رحمة الله تعالى ذكره، فإذا وجدتموها فاغتنموا الدعاء، ولو أنّ عبداً بكى في أُمّة لرحم الله تعالى ذكره تلك الاُمّة لبكاء ذلك العبد» (3).
وإذا كان البكاء يفتح القلب علىٰ الله تعالى، فإنّ جمود العين يعبّر عن قساوة القلب التي تطرد العبد من رحمة الله ولطفه وتؤدي إلىٰ الشقاء.
وكان فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الإمام علي (عليه السلام): «يا علي، أربع خصال من الشقاء: جمود العين، وقساوة القلب، وبُعد الأمل، وحبّ البقاء» (4).
واعلم أنّ البكاء إلى الله سبحانه فرقاً من الذنوب وصفٌ محبوب لكنّه غير مجدٍ مع عدم الاقلاع عنها والنوبة منها.
قال سيد العابدين الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): «وليس الخوف من بكى وجرت دموعه ما لم يكن له ورع يحجره عن معاصي الله، وإنّما ذلك خوف كاذب» (5).
وإذا تهيّأت للدعاء ولم تساعدك العينان علىٰ البكاء، فاحمل نفسك علىٰ البكاء وتشبّه بالباكين، متذكّراً الذنوب العظام ومنازل مشهد اليوم العظيم، يوم تُبلى السرائر، وتظهر فيه الضمائر، وتنكشف فيه العورات، عندها يحصل لك باعث الخشية وداعية البكاء الحقيقي والرقة وإخلاص القلب.
وقد ورد في الحديث ما يدلُّ على استحباب التباكي ولو بتذكّر من مات من الأولاد والأقارب والأحبّة، فعن إسحاق بن عمّار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليهالسلام): أدعو فاشتهي البكاء ولا يجيئني، وربّما ذكرت بعض من مات من أهلي فأرقّ وأبكي، فهل يجوز ذلك؟ فقال (عليه السلام): «نعم، فتذكّرهم، فإذا رققت فابكِ، وادعُ ربك تبارك وتعالى» (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي 2: 350 / 10.
(2) عدة الداعي: 168.
(3) بحار الأنوار 93: 336.
(4) بحار الانوار 93: 330 / 9.
(5) عدة الداعي: 176.
(6) الكافي 2: 350 / 7.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
خدمات متعددة يقدمها قسم الشؤون الخدمية للزائرين
|
|
|