قول أمير المؤمنين (عليه السلام): وَلَا يُنَابِزُ بِالْأَلْقَابِ.

في الجمهرة (تنابز القوم إذا تعايروا ولقب بعضهم بعضا) وفي الأساس قال الحماسي:

أكنيه حين أناديه لأكرمه ـ ولا ألقبه والسوأة اللقبـا (1).

اخطار التنابز:

إن أكثر الفتن والحروب في العالم أول ما تبدأ بالاتهامات والتنابز بالألقاب وكل فريق يرمي الطرف الآخر بسيل من الكلمات القذرة واللاأخلاقية ثم تتطور إلى الفتن ثم الحروب.

قال الشيخ ميثم: وذلك لملاحظته النهي في الذكر الحكيم: {وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]، ولسرّ ذلك النهي وهو كون ذلك مستلزماً لإثارة الفتن والتباغض بين الناس، والفرقة المضادة لمطلوب الشارع (2).

والأصل فيه قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بهج الصباغة، في شرح نهج البلاغة، ج 12، صفحة 456.

2ـ شرح نهج البلاغة، (ابن ميثم)، ج 3، صفحة 424.