أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
2047
التاريخ: 2024-11-27
55
التاريخ: 2023-03-21
1317
التاريخ: 12-1-2016
3010
|
تذكر الرّوايات أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان لا يكف عن عيب آلهة المشركين، ويقرأ عليهم القرآن فيقولون : هذا شعر محمّد. ويقول بعضهم : بل هو كهانة. ويقول بعضهم : بل هو خطب.
وكان الوليد بن المغيرة شيخاً كبيراً، وكان من حكّآم العرب يتحاكمون إليه في الأمور، وينشدونه الأشعاره فما اختاره من الشعر كان مختاراً، وكان له بنون لا يبرحون من مكّة، وكان له عبيد عشرة عند كلّ عبد ألف دينار يتجر بها، وملك القنطار في ذلك الزمان (القنطار : جلد ثور مملوء ذهباً) وكان من المستهزئين برسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي يوم سأل أبو جهل الوليد بن المغيرة قائلا له :
يا أبا عبد شمس، ما هذا الذي يقول محمّد؟ أسحر أم كهان أم خطب؟
فقال : دعوني أسمع كلامه، فدنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو جالس في الحجر، فقال : يا محمّد أنشدني من شعرك.
قال(صلى الله عليه وآله وسلم) : ما هو بشعر، ولكنّه كلام الله الذي به بعث أنبياءه ورسله.
فقال : اتل علىّ منهُ.
فقرأ عليه رسول الله (بسم الله الرحمن الرحيم) فلّما سمع (الوليد) الرحمن استهزأ فقال : تدعو إلى رجل باليمامة يسمّى الرحمن، قال : لا، ولكني أدعو إلى الله وهو الرحمن الرحيم.
ثم افتتح سورة «حم السجدة»، فلّما بلغ إلى قوله تعالى : { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت : 13] فلمّا سمعه اقشعر جلده، وقامت كلّ شعرة في رأسه ولحيته، ثمّ قام ومضى إلى بيته ولم يرجع إلى قريش.
فقالت قريش : يا أبا الحكم، صبأ أبو عبد شمس إلى دين محمّد، أما تراه لم يرجع إلينا؟ وقد قبل قوله ومضى إلى منزله، فاغتمت قريش من ذلك غماً شديداً.
وغدا عليه أبو جهل فقال : يا عم، نكست برؤوسنا وفضحتنا.
قال : وما ذلك يا ابن أخ؟
قال : صبوت إلى دين محمّد.
قال : ما صبوت، وإني على دين قومي وآبائي، ولكني سمعت كلاماً صعباً تقشعر منه الجلود.
قال أبو جهل : أشعر هو؟
قال : ما هو بشعر.
قال : فخطب هي؟
قال : إنّ الخطب كلام متصل، وهذا كلام منثور، ولا يشبه بعضه بعضاً، له طلاوة.
قال : فكهانة هي؟
قال : لا.
قال : فما هو؟
قال : دعني أفكّر فيه.
فلّما كان من الغد قالوا : يا أبا عبد شمس ما تقول؟
قال : قولوا هو سحر، فإنّه آخذ بقلوب الناس، فأنزل الله تعالى فيه : {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا } [المدثر : 11 - 13] إلى قوله : {عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } [المدثر : 30] (1).
إنّ هذه الرّواية الطويلة تكشف بوضوح مدى تأثير آيات هذه السورة، بحيث أنّ أكثر المتعصبين من مشركي مكّة أبدى تأثره بآياتها، وذلك يظهر جانباً من جوانب العظمة في القرآن الكريم.
___________________
1- بحارالأنوار، ج 17، ص 211 فما فوق، ويمكن ملاحظة القصة في كتب اُخرى منها : تفسير القرطبي, ج8 ، ص 5782, بداية سورة فصّلت.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|