أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-29
646
التاريخ: 2024-08-25
408
التاريخ: 2024-06-13
651
التاريخ: 2024-02-17
960
|
وقد كان في قدرة كل واحد من حكام المقاطعات القوية أن يُحمل جثمانه إلى العرابة المدفونة بعد وفاته لتقام له شعائر خاصة هناك، ثم يجلب معه بعض التذكارات المقدسة لتوضع معه في قبره المقام له في مقاطعته، كما يحمل المسلمون معهم الآن الماء من «بئر زمزم» إلى أوطانهم، وكما كانت تحمل السيدات الرومانيات المياه المقدسة من معبد «إزيس» «بالفيلة» إلى حيث يتبركون بها في الجهات البعيدة عنها. وقد رسم «خنوم حتب« (1) فوق جدران مزار قبره «ببني حسن» هذه السياحة في النيل، وفي ذلك المنظر نرى جسمه المحنط محمولًا في قارب جنازي صاعدًا في سيره نحو الجنوب، وخلفه الكهنة والمرتلون، وتسمى هذه النقوش «السياحة صعودًا في النهر لمعرفة أشياء العرابة»، ويوجد مع هذا المنظر منظر آخر يظهر فيه سياحة المُتوفَّى منحدرًا مع التيار في النهر، وقد فُسر بالكلمات الآتية: العودة محملين بأشياء «العرابة»، ولا ندري كنه هذه الأشياء المقدسة بالضبط، ولا سبيل لدينا للآن لمعرفتها، غير أنه من الواضح أن الغرض من تلك الزيارة الخاصة بالإله العظيم في العرابة المدفونة هو أن يقدم المُتوفَّى نفسه شخصيًّا للإله العظيم، وبتلك الكيفية يضمن لنفسه عطف الإله في الحياة الأخرى (2). وهكذا كان الزوَّار الذين يأتون إلى «العرابة المدفونة» قبل الوفاة وبعده يحملون معهم القرابين التذكارية، وهي التي يعثر عليها خلال أعمال الحفر الآن مدفونة على بُعد عميق تحت كومة عظيمة من الفخار المهشم ومعها كثير غيرها من الهدايا الأخرى التي تركها هناك الحجاج، الذين وفدوا على هذا المكان المقدس مدة آلاف السنين، ولا بد أنه كان يجتمع هناك الجم الغفير من أولئك الحجاج الزائرين لذلك المقام المقدس بالقطر المصري في كل العصور، وبخاصة في ذلك الموسم الذي كانت تمثل فيه حوادث أسطورة الإله في شكل مسرحي يمكننا أن نسميها بحق مسرحية الآلام أو المأساة.
........................................
1- Newberry, B. H., Vol. I, Pl. XXIX
2- والواقع أن هذين المنظرين قد رُسما ليوضحا لنا السياحة للعرابة المدفونة، وواضح من النقوش «السياحة صعودًا في النهر والعودة»، ومن المناظر المرسومة نفسها أن السياحة إلى «العرابة» والعودة منها هي التي مثلت، فالسفينة الصاعدة إلى أعالي النيل؛ أي ضد التيار نشاهد شراعها منتشرًا بهيئة توحي بذلك، على حين أن السفينة الأخرى التي للعودة يشاهد أن ساريتها قد أُزيلت من مكانها كما جرت العادة عند السير مع التيار في أيامنا هذه، وفضلًا عن ذلك فإن كلتا السفينتين تشاهَد فعلًا في الرسم الذي على جدران القبر المذكور، واحدة منها ذاهبة إلى «العرابة» والأخرى عائدة منها. على أن هذا الرسم للعودة والذهاب لا يقتصر على هذا المنظر فقط، بل نجد ما يماثله في سفن الملكة «حتشبسوت» المرسومة على جدران معبد الدير البحري ذاهبة إلى بلاد «بنت» وآتية منها.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|