المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6242 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



تفسير مصطلح (الغالي).  
  
841   10:08 صباحاً   التاريخ: 2024-02-24
المؤلف : أبحاث السيّد محمّد رضا السيستانيّ جمعها ونظّمها السيّد محمّد البكّاء.
الكتاب أو المصدر : قبسات من علم الرجال
الجزء والصفحة : ج3، ص 43 ـ 46.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الحديث / الجرح والتعديل /

الغالي (1):

تقدم في موضع آخر (2) بعض الكلام في المراد بالغلو الذي وصف به بعض الرواة في كلمات السابقين، ولمزيد التوضيح:

أقول: ذكر المحقّق الأصفهاني تثل في بعض كلماته(3): (إنّ من الواضح أنّ الغلو في الصدر الأول عند أرباب الحديث ليس من الغلو الموجب للفسق أو الكفر فإنّهم يرون أنّ نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الغلو).

ولكن الصحيح ــــ كما نبّه عليه المحقّق التستري (4) ــــ أنّ المقصود بالغلو في كلمات المتقدّمين هو الاعتقاد في الأئمة بالربوبية أو النبوة أو الاعتقاد بكفاية محبتهم عن أداء الفرائض واجتناب الكبائر، وعلى ذلك شواهد في الروايات وفي كلمات الأصحاب.

 ومن ذلك: أنّه روى الصدوق بإسناده عن ابن أبي محمود عن الرضا (عليه السلام): ((قال: إنّ مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا وجعلوها على ثلاثة أقسام: أحدها الغلو، وثانيها التقصير في أمرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا..)) (5).

وروى الكشي بإسناده عن أبي العلاء الخفاف عن أبي جعفر: ((قال: قال أمير المؤمنين له: أنا وجه الله أنا جنب الله، وأنا الأول، وأنا الآخر.. فقال معروف بن خربوذ: ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو)) (6).

وروى الشيخ بإسناده عن الفضيل بن يسار: (قال: قال الصادق (عليه السلام): احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم، فإنّ الغلاة شر خلق الله، يصغّرون عظمة الله، ويدّعون الربوبية لعباد الله - ثم قال - إلينا يرجع الغالي فلا نقبله، وبنا يلحق المقصّر فنقبله فقيل له: كيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: لأنّ الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام والحج فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع إلى طاعة الله وعجل أبداً، وإنّ المقصر إذا عرف عمل وأطاع)) (7).

 وروى السيد ابن طاووس بإسناده عن الحسين بن أحمد المالكي قال: (قلت لأحمد بن هليل الكرخي: أخبرني عمّا يقال في محمد بن سنان من أمر الغلو فقال: معاذ الله هو والله علّمني الطهور وحبس العيال وكان متقشّفاً متعبّداً) (8).

وذكر الكشي: (أنّ فرقة قالت بنبوة محمد بن نصير النميري وذلك أنّه ادّعى أنّه نبيّ رسول وأنّ علي بن محمد العسكري له أرسله وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن الله ويقول فيه بالربوبية ويقول بإباحة المحارم..) إلى آخر كلامه (9).

وذكر الكشي أنّه سأل العياشي عن أحوال عدد من الرجال فقال في ضمن جوابه: (وأمّا علي بن عبد الله بن مروان فإنّ القوم - يعني الغلاة - يمتحنون في أوقات الصلاة ولم أحضره في وقت صلاة) (10).

وروى ابن الغضائري عن الحسن بن محمد بن بندار القمي: (قال: سمعت مشايخي يقولون: إنّ محمد بن أورمة لمّا طعن عليه بالغلو اتفقت الأشاعرة ليقتلوه فوجدوه يصلّي الليل من أوله إلى آخره ليالي عديدة فتوقفوا عن اعتقادهم) (11).

إنّ هذه النصوص والكلمات تشير بوضوح إلى أنّه كان معنى الغلو عند الاعتقاد في الأئمة (عليهم السلام) بالربوبية ونحو ذلك أو الاعتقاد بكفاية المتقدمين هو معرفتهم في الفلاح في الآخرة وعدم الحاجة إلى الإتيان بالصلاة والصيام ولا غيرهما من الفرائض وعدم الضير في ممارسة المحرمات حتى الكبائر كالزنا.

وقد ذكرت في موضع آخر أنّ الغلو لا ينفك عادة عن الكذب من جهة أنّ الغالي بالمعنى المتقدم لما كان يبيح المحرمات فإنّه لا يتجنّب عن الكذب، بل لا يمكنه الاستغناء عنه في تثبيت مذهبه وترويجه كما هو واضح لمن تتبع أحوال كبار الغلاة في كتب الرجال، حيث يلاحظ أنّهم يكذبون على الأئمة (عليهم السلام) وينسبون إليهم الغرائب والأعاجيب دعماً لعقائدهم الفاسدة، وعلى ذلك يكاد يكون الجمع بين كون الرجل غالياً وكونه ثقة جمعاً بين متنافيين(12).

ولذلك يُلاحظ أنّ النجاشي ذكر في ترجمة محمد بن بحر الرهني: قال بعض أصحابنا: (إنّه كان في مذهبه ارتفاع).

ثم عقّب عليه بقوله: (وحديثه قريب من السلامة) (13).

 وذكر ابن الغضائري في ترجمة أحمد بن الحسين بن سعيد: (قال القميّون: كان غالياً). وعقّب عليه بقوله: (وحديثه فيما رأيته سالم) (14).

وقال في ترجمة الحسين بن شاذويه: (زعم القميّون أنّه كان غالياً) وعقّب عليه بقوله: (ورأيت له كتاباً في الصلاة سديداً) (15) ونحو ما ذكر موارد أخرى وكلّها تشهد بأنّه كان من المفروغ عنه عندهم منافاة الغلو للوثاقة، ولذلك إذا اتهم أحدهم بالغلو ولكن وجد أنّ ما رواه من الأحاديث خالٍ من التخليط والأباطيل عُدّ ذلك مؤشراً إلى عدم صحة اتهامه بالغلو.

وبالجملة : الظاهر  أنّ  الغلو  في كلامهم هو  بالمعنى   المتقدّم  بيانه  وما حكي عن ابن  الوليد من أنّه  كان  يعد  نفي السهو  عن النبي   أول  درجة  من الغلو لا يقتضي  أنّه  كان يرى   الغلو  بمعنى   آخر  بل  الظاهر  أنّه كان  يراه  بذلك  المعنى نفسه  المتمثّل في نسبة  بعض صفات  الله  تعالى إلى  بعض مخلوقاته  والالتزام  فيهم  بنحو  من  أنحاء  الربوبية  لكن  لمّا كان يعتقد  أنّ نفي  السهو من الصفات  المختصة  بالله  سبحانه  وتعالى  بنى  على أنّ  نفي السهو  عن النبي درجة  من درجات  الغلو  وليس مقتضى  هذا أنّه إذا  وصف  شخص  بالغلو  في كلمات  الآخرين  ولا سيما أصحابنا غير القميّين  يحتمل أن  يراد به إثبات  المقامات  العالية   للأئمة (عليهم السلام)  ممّا  هم أهل لها وإن كان  لا يقول به  المقصّرة.

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

  1. بحوث في أحكام صلاة المسافر، ج1 (مخطوط).
  2.  يلاحظ: ج1، ص 35.
  3. بحوث في الفقه، ص 19 (بتصرّف).
  4. قاموس الرجال، ج1، ص 66.
  5. عيون أخبار الرضا، ج1، ص 272.
  6. اختيار معرفة الرجال، ج2، ص 471.
  7. أمالي شيخ الطائفة، ص 650.
  8. فلاح السائل، ص 13.
  9. اختيار معرفة الرجال، ج2، ص 805.
  10. اختيار معرفة الرجال، ج2، 812.
  11.  رجال ابن الغضائري، ص 97.
  12. يلاحظ: ج1، ص 442.
  13. رجال النجاشي، ص 384.
  14. رجال ابن الغضائريّ: ص 40.
  15. رجال ابن الغضائريّ: ص 53.

 

 

 

 

 

 

 

 

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)