المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الثايويوريا
2024-07-14
التمويل العام المباشر للدعاية الانتخابية في التشريعات المقارنة
2024-08-16
كاتب الحوار
11-9-2021
معنى كلمة لوا
14-11-2021
تخزين البطيخ الأحمر
2024-05-17
خصائص اللهجات السامية
17-7-2016


تقوية الإرادة بالأيمان  
  
1062   10:10 صباحاً   التاريخ: 2024-02-20
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 95 ــ 99
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-6-2017 4530
التاريخ: 11-2-2017 4483
التاريخ: 9-1-2023 1295
التاريخ: 27-11-2020 2401

ان العقل كالشمس في ليالي الحياة المظلمة وكالسراج المضيء في حنادس الظلام الا انه لا يملك كل ما يحتاجه الإنسان من زاد في طريقه ويجعله فائقاً على كل الاحساسات والغرائز. ولذا فنحتاج بالإضافة لتربية العقل والإستفادة منه في ضبط الغضب إلى قوة أخرى هي الإرادة.

يقول الإمام الصادق: (الغضب ممحقة لقلب الحكيم، من لم يملك غضبه لم يملك) (1).

اما إذا تقوت الإرادة فأنها ستسرع لمعونة العقل فيتعاونان في القضاء على الشكل المحطم للغضب، والإيمان هو أفضل عامل مقو للإرادة، فمتى ما ابتلي العقل بالخطأ فان الإيمان يهديه سواء السبيل.

فالإنسان علاوة على احتياجه الضروري لهدايات العقل يحتاج إلى قيادات دينية بشكل كبير جداً.

يقول علي (عليه السلام): (العقل شرع من داخل والشرع عقل من خارج) (2).

وعليه للأمان من عواقب الغضب نحتاج إلى عقل قوي وإيمان راسخ.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (انما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق) (3).

نماذج حية:

نستطيع ان نجد نماذج حية واضحة لمقاومة الإيمان في قبال الغضب في حياة قادة الدين.

ولنلاحظ نموذجين فيما يلي:

1ـ روي ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان عليه برد غليظ الحاشية فجذبه إعرابي بردائه جذبة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقة النبي (صلى الله عليه وآله) ثم قال يا محمد حمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك فأنك لا تحمل لي من مالك ولا مال أبيك فسكت النبي (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: المال مال الله وأنا عبده ثم قال ويقاد منك يا اعرابي ما فعلت بي؟ قال: لم؟ قال: لأنك لا تكافي بالسيئة السيئة فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) ثم أمر ان يحمل له على بعير وعلى آخر تمر (4).

2ـ حكي ان الأشتر كان مجتازاً بسوق وعليه قميص خام وعمامة منه فرآه بعض السوقه فأزرى بزيه فرماه ببندقة تهاوناً به فمضى ولم يلتفت فقيل له ويلك أتعرف لمن رميت فقال لا فقيل له هذا مالك صاحب أمير المؤمنين (عليه السلام) فارتعد الرجل ومضى إليه ليعتذر إليه وقد دخل مسجداً وهو قائم يصلي فلما انفتل انكب الرجل على قدميه يقبلهما فقال ما هذا الأمر فقال أعتذر إليك مما صنعت فقال لا بأس عليك فوالله ما دخلت المسجد الا لأستغفرن لك) (5).

وينبغي ان يقتدي اتباع النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) بسيرتهم وسيرة اتباعهم الذين ربوهم أروع تربية فليلتفتوا - حين الغضب - إلى عواقبه ويتخذوا سبيل الحلم والصفح مع الناس بعد ملاحظة رضا الله.

وان القرآن الكريم أيضاً يذكر بان كظم الغيظ هو أحد صفات المؤمنين فهو حين يعرفهم يقول: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37].

ويقول في موضع آخر: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].

سبل التحرز عن الغضب الآني المفاجئ:

قلنا ان الضبط القطعي للغضب ممكن مع تقوية الإرادة، وتقوية الإرادة ايضاً يتم عن طريق تحقيق الإيمان والتدين.

ولكن ذكرت في الروايات الإسلامية وكتابات علماء النفس طرق لضبط الغضب واطفاء سعاره والتحرز عن امتداد ألسنته إلى مواضع خطرة، بحيث ان الإنسان إذا اتبع هذه الطرق أمكنه ان يتخلص من العواقب المشؤومة للغضب وان يبقى مجالاً للتفكير ليستمد العون من العقل والإيمان وهنا نذكر بعضها.

1ـ تبديل العمل والاستراحة:

فان الإنسان بعد ان يحس بحالة غير طبيعية من الممكن ان تؤدي إلى غضب آني مفاجئ عليه في الحال ان يشغل نفسه بعمل لينصرف الفكر عن الأمور التي تجر إلى الغضب ويتحرز عنه وذلك بان يقوم بأعمال بدنية كالتمشي مثلا وإذا كان واقفاً فليقعد وبالتالي فيستريح.

(يمكننا ان نتدخل في تنفسنا ونمنح أعضاءنا حالة مريحة... نمد أرجلنا ونفتح قبضتي أيدينا المعقودة.، نحني رقابنا، نتخلص من حالة الإكتئاب.. فإذا قمنا بهذه الأعمال فكأننا قد تدخلنا في بعض الأعمال غير الإرادية التي هي من نتائج الغضب) (6).

2- الماء البارد والغضب:

(ان الماء البارد يسكن الالتهابات والهيجان البدني ويخفف من الدوران السريع للدم والخفقان المتتابع للقلب) (7).

وقد أشار النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في حديث رائع إلى هذين السبيلين فقال: (ان الغضب جمرة تتوقد في القلب الم تر إلى انتفاخ أوداجه وحمرة عينه فإذا وجد احدكم من ذلك شيئاً فان كان قائماً فليجلس وان كان جالساً فلينم فان لم يزل ذلك فليتوضأ بالماء البارد وليغتسل فان النار لا يطفئها الا الماء) (8).

3ـ نسيان الغضب:

ان السعي لنسيان الحادثة التي اوجدت الغضب يساعد أيضاً على إطفاء نار الغضب فمثلا لو جرت مشادة بينك وبين آخر وانجررت إلى نزاع فإن لحظات ذلك النزاع تخطر على الذهن دائماً وتوجب حالات من الهيجان وبقاء هذا الهيجان... فإذا سعينا بأن لا نفكر في الحادثة ومن ثم ننساها... فانه يمكن القول باننا قد نسينا غضبنا وعادت إلينا حالة الهدوء.

4ـ ذكر الله:

والسبيل الرابع الذي يستطيع أكثر من غيره ان يبعث في النفس الهدوء والإطمئنان ويحد من طغيان الغضب، هو ذكر الله الرحمن الرحيم والإرتباط الروحي به تعالى وقد أوحى الله تعالى إلى أحد أنبيائه فقال: (يا بن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي) (9).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 11، ص 288.

2ـ مجمع البحرين مادة (عقل).

3ـ وسائل الشيعة، ج 1، ص 286.

4ـ سفينة البحار، ج 1، ص 412.

5ـ المصدر السابق، ص 686.

6ـ علم النفس للحياة، ص 296.

7ـ علم النفس التربوي، ص 216.

8ـ المحجة البيضاء، ج 3، ص 179.

9ـ وسائل الشيعة، ج 11، ص 291. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.