مرض جرب التفاح Apple scab

الفطر المسبب:

Venturia inaequialis (Cke.) Wint

توجد مشيجة الفطر في الأنسجة الحية بين القشيرة Cuticle والجدار الخارجي لخلايا البشرة فقط، وتعطي حوامل بوغية قصيرة ومستقيمة تحمل العديد من الأبواغ الكونيدية وحيدة أو ثنائية الخلايا من النمط Spilocaea-type comidia) Spilocaea). بينما تعطي مشيجة الفطر في أنسجة الأوراق الميتة ثمارا زقية كاذبة Pseudothecia تحتوي على 50 – 100 زقة، ويتألف البوغ الزقي من خليتين غير متساويتين في الحجم.

الأعراض:

تظهر الأعراض الأولى للمرض عادة على السطح السفلي للأوراق الفتية، بينما تظهر على السطح العلوي للأوراق القديمة، وذلك على شكل بقع خضراء زيتونية اللون أقتم إلى حد ما من النسيج الورقي المحيط بها، ومع تقدم الإصابة تصبح البقع دخانية اللون إلى بنية غامقة، ومخملية المظهر. وقد يسمك النسيج الورقي المجاور للبقع مؤدية إلى انتفاخ بقعة الجرب حيث يقابلها انخفاض مماثل على السطح الآخر للورقة قد يؤدي إلى تجعد نصل الورقة، وربما تمزقها وتشوهها. ومع تقدم الإصابة، يصبح مركز البقع رماديا، ومحيطها بنيا مائلا للاحمرار، ويظهر على البقع تقرحات واضحة. وتتميز البقع الموجودة على السطح العلوي بكونها ذات حافة مميزة، بينما تكون البقع على السطح السفلي غير مميزة الحافة، وتميل للامتداد على طول العرق الوسطي والعروق الثانوية للورقة. وتظهر مثل هذه الأعراض خلال شهري تموز وآب تبقى الأوراق الفتية المصابة صغيرة ومجعدة، ويمكن أن تسقط أخيرا.

أما البقع التي تظهر على المعلاق، فهي بيضوية متطاولة، تشكل حلقة غير منتظمة تحيط بالمعلاق إحاطة تشبه عملية الحز. ويؤدي توالي حدوث الإصابات وتكاثر البقع الميتة إلى جفاف المعلاق والأوراق. وأحيانا تصاب الفروع والأغصان، وتظهر أعراض الإصابة على شكل تقرحات، وذلك بدءا من شهري حزيران وتموز.

كما تصاب الأزهار، مما يسبب ذبولها وتساقطها. وتؤدي أبواغ الفطر المتشكلة عليها دورا في إحداث الإصابات على الثمار صغيرة التكوين، وكذلك على الأوراق. وتظهر الإصابات على الثمار اعتبارا من شهر أيار، ويختلف مظهر البثرات على الثمار باختلاف الصنف، وسرعة نمو الثمار. وتظهر الأعراض على الثمار على شكل بقع سمراء زيتونية شبيهة بتلك الموجودة على الأوراق، ثم تتحول إلى اللون البني الداكن أو الأسود، وذات مظهر مخملي. تصبح البقع فلينية الشكل نظرا لتكون طبقة فلينية في النسيج أسفل بقعة الجرب مؤدية إلى حدوث انتفاخ سرطاني ينتج عنه تمزق طبقة القشيرة التي تغطي بقعة الجرب، ويأخذ مظهر التشقق الشكل النجمي عادة.

وفي حالات الإصابة الشديدة يمكن أن يصبح كامل سطح الثمرة فليني الشكل، وتحدث تشققات عميقة في الثمرة نتيجة النمو غير المتوازن، ويتشوه شكل الثمار خاصة عندما تحدث الإصابة على جانب واحد من الثمرة كما هي الحال عادة. وقد تؤدي هذه البقع في حال وجودها بكثرة إلى سقوط الثمار وخاصة الصغيرة الحجم.

أعراض الإصابة بجرب التفاح. A: أعراض الإصابة على الأوراق إذ يلاحظ وجود بقع دخانية اللون، ومجعدة على السطح العلوي للورقة. B: أعراض الإصابة على الثمار إذ تلاحظ البقع المتفلنة والمتشققة.

دورة المرض:

يمضي الفطر فصل الشتاء على الأوراق الميتة على شكل ثمار زقية كاذبة غير ناضجة، تنضج عادة في نهاية الشتاء وبداية الربيع. وتنضج بعض الأبواغ الزقية قبل بدء تفتح براعم التفاح، ولكن معظم الأبواغ تنضج خلال فترة تفتح البراعم. وعندما تتعرض الثمار الزقية للبلل في الربيع، تقذف الأبواغ الزقية منها بقوة في الهواء، لتحمل إلى نموات التفاح الفتية. ويستمر قذف الأبواغ الزقية من 3 إلى 5 أسابيع بعد سقوط البتلات. تنبت الأبواغ الزقية، وتحدث الإصابة على الأعضاء حديثة السن إذا توفرت ظروف مناسبة من رطوبة مشبعة أو قريبة من الإشباع، أو فترة ماطرة طويلة، مع حرارة من 6 - °26م، ولكي تحدث الإصابة يجب أن تبقى الأوراق مبللة لمدة 28 ساعة على درجة حرارة 6 م، أو 14 ساعة على 10 م، أو 12 ساعة على 26 م.

عند إنبات الأبواغ على أوراق أو ثمار التفاح، تخترق أنبوبة الإنبات القشيرة، وتنمو مشيجة الفطر بين القشيرة وطبقة الخلايا الخارجية من البشرة. ثم تتجمع الخيوط الفطرية في مواضع مختلفة، وتتشكل المطارح الفطرية التي تتكون عليها الحوامل البوغية التي تحمل عددا كبيرا من الأبواغ الكونيدية التي تخترق القشيرة، وتخرج منها خلال 8 إلى 15 يوما من العدوى. ولا تنفصل الأبواغ عن حواملها إلا عند توفر الرطوبة أو المطر، أو على الأقل بوجود الندى أو الضباب لفترة معينة، وتبقى الأبواغ متصلة بحواملها طالما أن الجو جاف. وعندما تسقط على الأوراق أو الثمار تنبت لتحدث إصابات جديدة بنفس طريقة إنبات الأبواغ الزقية. وتستمر الأبواغ الكونيدية في إحداث إصابات جديدة في الفترات الرطبة أو الماطرة والباردة خلال موسم النمو. ولا تحدث الإصابة عادة خلال الفترات الحارة والجافة. وبعد سقوط الأوراق على الأرض، تغزو مشيجة الفطر أنسجة الورقة الداخلية، لتتشكل الثمار الزقية من جديد.

دورة مرض جرب التفاح المتسبب عن الفطر Venturia inequalis

A: أوراق مصابة متساقطة على الأرض. B: مشيجة بين خلوية في الأوراق. C: إخصاب بين العضو المذكر Antheridium والعضو المؤنث D .Ascogonium: بدء تشكل الثمرة الزقية الكاذبة E .Pseudothecium: ثمرة زقية ناضجة بداخلها الزقاق والأبواغ الزقية. F: زق وبداخله الأبواغ الزقية. G: تحرر الأبواغ الزقية. H: بوغ زقي. I: شجرة تفاح في طور الإزهار. J: إنبات البوغ الزقي واختراق القشيرة. K: حدوث العدوى. L: بقع جرب على الأوراق. M: بقع جرب على الثمار. N: تشكل الأبواغ الكونيدية. O: بوغ كونيدي. P: إنبات البوغ الكونيدي وحدوث العدوى.

المكافحة المتكاملة لجرب التفاح

من أهم الإجراءات الزراعية الواجب اتخاذها هي التخلص من الأوراق المتساقطة على الأرض في الخريف، إضافة إلى تقليم الفروع المصابة وحرقها، وذلك لخفض كمية اللقاح الأولي المسؤول عن العدوى الأولية. فمن المفيد إجراء الحراثة الشتوية لطمر الأوراق الميتة والمتساقطة بعمق في التربة، وذلك لمنع تكوين الثمار الزقية عليها. وكذلك رش الأوراق بالمبيدات الفطرية لقتل الفطر وأعضائه، وذلك في أواخر فصل الخريف على الأشجار قبل تساقط الأوراق، أو في فصل الشتاء على الأوراق المتساقطة على التربة مباشرة. فقد وجد أن معاملة الأوراق في الخريف باليوريا يقلل من خطر الإصابة بالجرب بحدود 65 %.

ولتأمين حماية كافية لأشجار التفاح من الإصابة بالجرب، يجب البدء بالمكافحة الكيميائية مباشرة بعد هطول الأمطار، وذلك من وقت تفتح البراعم حتى انتهاء فترة قذف الأبواغ من الثمار الزقية. فإذا تم تجنب حدوث الإصابة الأولية خلال هذه الفترة، يمكن أن تصبح الحاجة إلى الرش خلال ما تبقى من الموسم أقل بكثير. أما إذا حدثت الإصابة الأولية، فإن الاستمرار بعملية الرش سوف يكون ضروريا حتى نهاية الموسم. وفي بعض المناطق التي تتوفر فيها الظروف المناسبة لحدوث الإصابة، يبدأ الرش عندما تصبح قمة البراعم خضراء، ويكرر الرش كل 5 - 7 أيام حتى سقوط البتلات، وبعد ذلك كل 10 - 14 يوما، وذلك حسب الظروف المناخية السائدة. وبعد النصف الثاني من شهر حزيران، ترش الأشجار بالمبيدات الفطرية كل 20 - 25 يومأ، وتستعمل المبيدات الحشرية إلى جانب المبيدات الفطرية من أجل مكافحة حشرة دودة ثمار التفاح. وتستمر المكافحة حتى نهاية شهر أيلول خوفا من احتمال حدوث الإصابات المتأخرة، وللحصول على ثمار غير ملوثة يمكن حفظها بالمخازن سليمة.

ويتوفر الآن في العديد من المناطق أنظمة تنبؤ يتم من خلالها تحديد وقت البدء بالمكافحة الكيميائية بتحديد فترة العدوى التي ترتبط بشكل أساسي بالظروف الجوية (مدة التبلل أو هطول المطر، درجة الحرارة، معدل الهطول المطري، والرطوبة النسبية في الجو). ويتم الحصول على هذه المعطيات من محطات مزودة ببرنامج خاص بالجرب. ومهمة هذا البرنامج تحديد فترات قذف الأبواغ الزقية، والتنبؤ بحدوث العدوى الأولية، وعندها يطلب من المزارعين البدء بالمكافحة. فإذا استطعنا تجنب ظهور البقع، فعملية المكافحة يمكن أن تتوقف بعد انتهاء فترة قذف الأبواغ الزقية، أي نهاية فترة العدوى الأولية. وفي حال عدم وجود محطات رصد خاصة للإنذار بالجرب، يمكن تحديد هذه الفترة يدويا بالاعتماد على مدة استمرار تبلل الأوراق ودرجة الحرارة المرافقة لهذه الفترة، وذلك باستخدام منحني Mills، فعند تجاوز المنحني يجب التدخل كيميائيا.

شكل يبين منحني Mills المستخدم للتنبؤ يدويا بالفترات الحرجة لحدوث الإصابة بجرب التفاح.

يجب البدء بالمكافحة الكيميائية باستخدام مبيد ملامسة بعد 24 - 36 ساعة من بدء الفترة المتوقع فيها حدوث الإصابة، والتي تم تحديدها بالاعتماد على المعطيات الأنفة الذكر، أو باستخدام مبيد علاجي (Type IBS) خلال 3-5 أيام من بدء الفترة الحرجة.

ومن الضروري تكرار الرش بعد هطول 20 - 25 مم مطر آخذين بعين الاعتبار: الغسل الذي يمكن أن يحدث للمبيد المستخدم في الرشة الأولى. وكذلك الأوراق الحديثة التي خرجت بعد المعاملة الأولى، فهي بالتأكيد غير محمية من الإصابة، إلا إذا كان المبيد المستخدم جهازیا. ومن المبيدات الجهازية المستخدمة في مكافحة جرب التفاح: مانكوزیب، دايفينوكونازول، ثيوفانات الميثيل، كاربندازیم، بروموكونازول، تراي فلوكسي ستروبین.

وفي الخريف – في حال وجود بقع جرب - معظم مبيدات الملامسة يمكن استخدامها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المركبات النحاسية غير فعالة في الخريف. علما أن المركبات النحاسية (أوكسي كلورور النحاس، سلفات النحاس القاعدية،.... الخ) ذات فعالية جيدة ضد فطر الجرب خلال الموسم.

كما أن الكبريت ومشتقاته فعالة ضد الجرب والبياض الدقيقي معا، مع أن الكبريت يفقد قسما من فعاليته في درجات الحرارة المنخفضة، ويسبب احتراقا للأوراق في الحرارة المرتفعة. ومن أكثر هذه المركبات استخدام مغلي الكلس والكبريت.