2/3/5: الأجور (تكلفة العمالة)

سبق أن ذكرنا أن المقاولات (وحدات النشاط) تتم في مواقع جغرافية متباعدة، وأن كل مقاولة تعتبر وحدة منفصلة عن المقاولات الأخرى، لذلك غالباً ما يتم تخصيص مجموعة من العمال والفنيين والملاحظين والحراس لكل مقاولة، وفي هذه الحالة لا توجد صعوبة في تحميل أجور هذه المجموعة، فهي أجور مباشرة على المقاولة (العملية) التي يقومون بخدمتها. وهذا ينطبق سواء على العمال المؤقتين (الذين يعملون بعقد مؤقت أو باليومية في عملية معينة) أو العمال الدائمين ويكون الاختلاف في كيفية حصر وحساب أوقات العمل وحساب الأجور والعلاوات.

أما بالنسبة لمجموعة العمال والفنيين الذين لا يخصصون لمقاولة معينة بل يقدمون خدماتهم لعدة مقاولات (مثل سائقي المعدات وخلاطات الخرسانة وبعض المشرفين والملاحظين)، فإن أجور هؤلاء العاملين تعتبر أجور غير مباشرة على المقاولة، حيث يتم تحميل هذه الأجور على مراكز الخدمات التي ينتمون إليها والتي توزع بعد ذلك على المراكز المستفيدة من خدماتها طبقاً لمقدار الاستفادة. 

 3/3/5 : تكلفة خدمات الآلات والعدد والأدوات :  

يتطلب تنفيذ المقاولات عامة والمقاولات الكبيرة مثل السدود، الكباري، ---الخ) خاصة استخدام أنواع متعددة من الآلات والعدد ، ويترتب على استخدام هذه الآلات والمعدات تحمل تكاليف كبيرة تمثل في صناعة المقاولات في ظل بيئة الأعمال الحديثة نسبة كبيرة، حيث زادت نسبة تكلفة استخدام المعدات وقلت نسبياً نسبة تكلفة العمالة، وهذا بدوره يستلزم ضرورة القياس والتحميل الصحيح لهذه التكاليف.

هذا وقد تكون هذه الآلات والمعدات مستأجرة وقد تكون مملوكة لشركة المقاولات :

أ : بالنسبة للآلات والمعدات المستأجرة :

نظراً لكبر حجم رأس المال اللازم لتملك كثير من المعدات والآلات، فقد تفضل بعض شركات المقاولات اللجوء لأسلوب الاستئجار لمثل هذه المعدات والآلات، من شركات متخصصة في هذا المجال، وفي مثل هذه الحالة تعتبر قيمة الإيجار للآلة أو المعدة تكلفة مباشرة على المقاولة بل وعلى بند الأعمال أو المكون الذي استخدمت الآلة في تنفيذه.

ب - بالنسبة للآلات والمعدات المملوكة :

يمكن تقسيم الآلات والمعدات المملوكة لشركة المقاولات إلى مجموعتين :

1 - آلات ومعدات تبقى في موقع العمل :

تتمثل في مجموعة الآلات والمعدات التي ترسل لموقع عمل معين وتبقى فيه حتى نهاية تنفيذ المقاولة. في هذه الحالة تعتبر تكاليف تشغيل وصيانة وإهلاك هذه المعدات تكاليف مباشرة على المقاولة، وتتضمن هذه التكاليف بنود متعددة منها تكلفة نقل المعدات من وإلى موقع العمل، تكلفة تجهيز المعدات للاستخدام في موقع العمل، إهلاك هذه المعدات، تكاليف الصيانة والإصلاح، أقساط التأمين على هذه الآلات في حالة ضرورة التأمين عليها، تكاليف حراسة الآلات تكاليف التشغيل الجارية متضمنة الوقود والزيوت والقوى المحركة.

هذا ويبدو من المناسب في هذا الصدد الإشارة إلى أن إهلاك هذه المعدات قد يُحسب بإحدى طريقتين :

إذا كانت المقدرة الإنتاجية للآلة ستنتهي مع نهاية المقاولة أو كان يصعب التحديد الدقيق للعمر الإنتاجي لهذه الآلة في صورة ساعات عمل أو كميات عمل (متر، طن، ---) فإنه يتم حساب الإهلاك على أساس طريقة إعادة التقدير، حيث يتم تقدير قيمة الآلة بناءً على قدرتها الإنتاجية وليست القيمة البيعية لها في بداية الفترة المالية (أو بداية العقد) ثم تحديد قيمتها مرة أخرى في نهاية الفترة (أو نهاية العقد) والفرق بين القيمتين (أول وآخر الفترة) يمثل مقدار الإهلاك الخاص بالفترة والذي يحمل على المقاولة خلال هذه الفترة.

هذا وقد يتم إهلاك هذه المعدات على أساس معدلات إهلاك محددة مقدماً ولكن تعتبر طريقة إعادة التقدير أفضل أو أكثر دقة من طريقة استخدام معدلات إهلاك محددة مقدماً.

2- آلات تنتقل بين المقاولات :

إذا كانت الآلات المملوكة لشركة المقاولات ستعمل في أكثر من مقاولة ويتم نقلها من مقاولة لأخرى حسب حاجة العمل أو تستخدم في المقاولة ثم تنقل للمخازن وبعد ذلك تنقل إلى مقاولة أخرى ، في هذه الحالة يتم حساب الإهلاك للآلة على أساس أيام أو ساعات التشغيل أو على أساس كمية الأعمال المتوقع أن تقوم بها الآلة خلال عمرها، ويتم حساب الإهلاك وفقاً للعلاقة التالية :

وتتحمل المقاولة بتكاليف تشغيل هذه الآلة وصيانتها وإهلاكها خلال فترة استخدامها لهذه الآلة .

- بالنسبة للعدد والآلات مثل الأخشاب وقمط الحديد والبكرات الرافعة والسيور الناقلة، فيتم حساب إهلاكها على أساس إعادة التقدير ويمثل الفرق بين قيمتها في أول الفترة  وقيمتها في نهاية الفترة الإهلاك الواجب تحميله على الفترة أو على المقاولة.