مناطق اللهب :

يتكون اللهب في العادة من عدة مناطق ويبين الشكل الآتي المناطق التي يتكون منها اللهب

وكما نرى في الشكل فإن منطقة الاحتراق الأولية تكون قليلة السمك ولا يكتمل فيها التفاعل بين الوقود والعامل المؤكسد ، ولا تستخدم هذه المنطقة للتحليل الكيميائي، وذلك لقلة عدد الذرات فيها، غير أن عدد ذرات العنصر ستكون بكثرة في منطقة الاتزان الحراري الداخلية، ويصل سمك هذه المنطقة إلى عدة ملليمترات، وفي هذه المنطقة يكون احتراق الوقود كاملاً وفيها يكون التوازن الحراري كاملاً، ولهذه المميزات تستخدم هذه المنطقة لعملية التحليل، حيث يمرر من خلالها ضوء مصباح المهبط المجوف. وتقوم ذرات العنصر الموجودة بالامتصاص من هذا الضوء، ومن ثُمَّ يتم قياس الامتصاص الذي يتناسب مع تركيز المادة المراد تحليلها حسب قانون بير. كما أنه في حالة الانبعاث الذري فإن شدة الأشعة المنبعثة من الذرات تكون أعلى ما يمكن في هذه المنطقة.

وتجدر الإشارة إلى أن الموقد يجب أن يتم تثبيته عن طريق تغيير ارتفاعه بحيث يمر ضوء المصباح المجوف في الجزء من هذه المنطقة الذي يوجد فيه أكثر عدد من ذرات العنصر المراد تحليله، ويتم تحديد هذا الجزء من منطقة الاتزان الحراري الداخلية بتحضير محلول قياسي من العنصر المراد تحليله ثم يقاس الامتصاص وبعدها يغير ارتفاع الموقد ويقاس الامتصاص، وهكذا، ثم يتم رسم الامتصاص مع طول اللهب الناتج من تغيير موضع رأس الموقد، فيتم بهذا الحصول على كيفية توزيع الامتصاص ثم تختار المنطقة التي تعطي أعلى قيمة امتصاص.

أما منطقة الاحتراق الخارجية فهي تمثل الجزء الأكبر من اللهب، وهي عادة تلامس الهواء الخارجي مما يتسبب في تبريد الغازات الحارة الموجودة في هذه المنطقة، وعادة لا تستعمل هذه المنطقة في عمليات التحليل الكيميائي.

الموقد :

يُعد الموقد أحد أهم مكونات كل من جهازي الامتصاص والانبعاث الذريين، حيث باستخدام الموقد بشكل صحيح يتم إيجاد أكبر عدد من الذرات التي ستمتص أو تعمل على انبعاث الضوء عند طول موجي مميز لكل معدن. وفي الموقد يتم اختلاط غاز الوقود بالغاز المؤكسد لكي يتكون اللهب، وهناك نوعان من الموقد أحدهما شائع الاستعمال وهو الموقد ذو الاختلاط المبكر (Premix Burner)، حيث يختلط غاز الوقود بالغاز المؤكسد قبل الوصول إلى قاعدة اللهب، مما يؤدي إلى احتمال دخول اللهب إلى داخل أنبوبة الموقد فيحصل بذلك انفجار الموقد، لذا تجب مراعاة فتح الغاز المؤكسد أولاً عند إشعال اللهب ثم يفتح غاز الوقود، وعند إطفاء اللهب يقفل غاز الوقود أولاً ثم يقفل الغاز المؤكسد، ويُعدُّ هذا النوع ملائماً لقياس الامتصاص الذري، حيث يختلط كل من غاز الوقود بالغاز المؤكسد مع محلول المادة الذي يسير مع هذه الغازات ولدى اصطدام المحلول بالحواجز الموجودة بالداخل تتكون قطرات صغيرة من المحلول وأخرى كبيرة، أما القطرات الكبيرة فإنها لثقلها ستسقط في المجرى المؤدي إلى الخارج وتجمع كفضلات في وعاء يكون عادة أسفل الموقد، أما القطرات الصغيرة فإنها تواصل سيرها داخل الأنبوبة، حيث تتحول إلى رذاذ وتواصل مسيرها مع خليط الغازات كي تصل إلى اللهب، وتمثل هذه العينة نحو 15% أما باقي العينة فيتم التخلص منه، ولهذا فائدة حيث يتم منع وصول القطرات ذات الحجم الكبير من الوصول إلى اللهب، إذ إنها تؤدي إلى تبريده، ومن ثُمَّ ستتأثر عملية تحول المركب إلى ذرات نظراً لانخفاض درجة الحرارة ويسمى . النوع من التداخل تداخل المذيب (Solvent Interference).

وهناك موقد الاستهلاك الكلي (Total Consumption)، ويستعمل في جهاز الانبعاث الذري، وفيه يدخل المحلول بأكمله إلى اللهب، ولا خطر فيه من حدوث انفجار؛ لأن غاز الوقود والغاز المؤكسد يتلاقيان عند فتحة الموقد، فتتم عملية الاحتراق أعلى الموقد، ولا توجد أنبوبة متسعة تحجز الغازات كما في النوع الأول.