أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-04
1195
التاريخ: 2023-09-11
1212
التاريخ: 2024-10-01
262
التاريخ: 2023-07-22
1021
|
ولا شك في أننا نرى في هذه الجمل القصيرة صورة تامة للأزمة التي حدثت في القصر عقب اغتيال الفرعون، فإنه مات بسبب مؤامرة دُبرت ضده، كما سنوضح ذلك بعد. وقد أعقب هذا الاغتيال دسيسة لتولية أحد أولاد الملك غير «سنوسرت» الذي كان يعتبر خلفه؛ لأنه أشركه معه في الملك مدة تربي على عشرة أعوام، والظاهر بل الواقع أنه كان في البلاط حزبان: حزب موالٍ «لسنوسرت» وآخر موالٍ لابن آخر للملك، ومن حسن الحظ أن رئيس الأمناء في القصر كان يعلم بهذه المؤامرة، وكان في الوقت نفسه على ولاء تام لولي العهد، فأسرَّ إليه بخبر الأزمة التي كانت في البلاط بعد وفاة والده، وطلب إليه العودة على جناح السرعة دون أن يضيع لحظة واحدة، ولكن الحزب الثاني كان على استعداد لانتهاز الفرصة، ولا يبعد أن رجاله هم الذين دبروا المؤامرة ضد الملك، وتمكنوا من تطيير الخبر إلى الأمير الذي وقع عليه اختيارهم من بين أبناء الملك الذين كانوا يحاربون في الجيش مع ولي العهد، غير أن مغادرة «سنوسرت» الجيش كالبرق ومعه ثلة من رجاله الذين يعتمد عليهم مكنه من القضاء على المؤامرة قبل أن تنفذ؛ لأننا لم نسمع عنها بعد ذلك، وتدل ظواهر الأمور على أن «سنوهيت» كان له ضلع مع الفريق المتآمر ضد «سنوسرت»، وأنه كان يعلم بها، وإلا فليس هناك أي تفسير آخر للفرار المفاجئ، والفزع الذي استولى عليه حينما استرق السمع وأصغى لرسول المتآمرين ضد «سنوسرت» حيثما كانوا يقصون رسالتهم على الأمير الذي أرسلوا في طلبه لتولية العرش؛ إذ يقول: «وعندئذ كان قلبي يتحرق، وخارت ذراعاي، واستولت الرعدة على جميع أعضائي، فقفزت باحثًا عن مكان أختبئ فيه، فوضعت نفسي بين أيكتين لأفسح الطريق للمسافر فيها (أي لأكون بعيدًا عن الطريق المطروق)، ثم سرت نحو الجنوب، ولم يكن غرضي الوصول إلى مقر الملك؛ لأني فكرت أن الشجار يقوم هناك، ولم يكن يهمني أن أعيش بعده … إلخ» (كتاب الأدب المصري ص35)، هذا؛ ولا يمكننا أن نفسر الوقت الطويل الذي قضاه في الخارج قبل أن يسمح له «سنوسرت الأول» بالعودة من منفاه. ولا بد أن «سنوهيت» قد أقحم نفسه في هذه المؤامرة التي كان مآلها الفشل التام، ولا أدل على ذلك من أنه لم يلمح لا من قريب ولا من بعيد عن سبب هربه وترك وطنه العزيز، مما جعل علماء الآثار المصرية يتحيرون في سبب فراره، مع أنه من كبار موظفي الدولة وأعلامها المشهورين، كما تدل على ذلك ألقابه؛ ولذلك نجده قد وصف هربه بصورة من أروع الصور الحية التي ورثناها من أدب الشرق القديم؛ إذ تدل على براعة التملص والمروق من الموقف الحرج الذي يتطلب اللباقة والإبهام معًا؛ وبخاصة نلحظ تخلصه من الإجابة بصراحة عندما سأله «عمو ننشي» أمير «رتنوا العليا» … إلخ
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|