أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-10-2016
1560
التاريخ: 2024-03-31
837
التاريخ: 2024-08-22
329
التاريخ: 2024-03-15
1046
|
وعلى غطاء التابوت قد نُقشت أدعية للإله «أنوب «. وما بقي لنا من تابوت الأميرة «كمسيت» يجعلنا نضعه في منزلة أهم وأعظم من تابوت الأميرة «كاويت»، غير أنه لم يوجد كاملًا (Deir el Bahri II Dyn XI, Pls. XXII, XXIII). فقد كان غاية في الإتقان وكان منحوتًا، وملوَّنا وقد لوِّن داخله كذلك، وما وجد منه قطع صغيرة مركب بعضها مع بعض، وهو الآن في المتحف البريطاني، وقد بقي رسم الأميرة على قطعة من الداخل (Ibid, Pl. XXXIII) ولونها أسود، ويظهر أنها كانت سودانية الأصل، وقد عثر على جمجمة في حجرة دفنها تُنسب إلى الجنس الأسود، ومن المحتمل أنها جمجمة الأميرة، وعلى هذه القطعة نشاهد خادمين تحضران لها قدحين قد يحتويان لبنًا، وتخاطبها إحدى الخادمتين قائلة: «إن هذا لكِ أيتها الأميرة اشربي وكوني مسرورة.» وفوق رأسها كتبت ألقابها فهي «كاهنة حتحور» التي تحب والدها وهي حظيته كل يوم. ومناظر التابوت كمناظر الأميرة «كاويت» وليس فيها ما يلفت النظر إلا ألوان الخدم؛ إذ نجد بعضهم ملوَّنًا باللون البني المائل للاحمرار، وهو اللون العادي الذي يلوَّن به الرجال المصريون، وبعضهم قد لوِّن بلون أصفر خفيف وهو اللون الذي يدل على السيدات، ويلاحظ بقدر ما تسمح به حالة الأحجار المهشمة أن رؤساء الخدم وهم الذين يشغلون أعلى الوظائف مثل المشرف على المخازن أو الرجل الذي يحضر الجعبتين اللتين ربما كانتا تحتويان على أحجار كريمة أو معدن ثمين، كانوا مصريين ملونين باللون الأحمر، أما الملونون باللون الأصفر فهم الذين يحضرون الزيوت والعطور إلى «بيت الصباح»؛ ذلك البيت الذي يتزين فيه المُتوفَّى عقيب استيقاظه من النوم، ويلاحظ بكثرة في قبور الدولة القديمة أن النسوة تلوَّن باللون الأصفر الخفيف مثل هؤلاء الرجال، وقد فسر ذلك علماء الآثار بأن النسوة يمكثن في عقر دورهن أكثر من الرجال، فجاء لون جسمهن أفتح من لون زملائهن. ولكن هذا التفسير لا يمكن أن ينطبق هنا على هؤلاء الرجال، وربما كان الحل الحقيقي لذلك أننا نشاهد هنا جنسين من الناس، فالحمر هم المصريون الغزاة، أما الصفر فهم اللوبيون الأفريقيون القدامى. واللون الأصفر كما ذكر «لبسيوس» يمثل «التحنو» الذي حاربهم «منتو حتب الثاني» الذي نحن بصدده. والظاهر أن هذه الصورة التي على تابوت الأميرة «كمسيت» هي ذكرى تدل على أن المصريين كانوا مؤلفين من أفريقيين وعنصر أجنبي غزا البلاد (1).أما التابوت الثالث فهو بسيط الصنع جدًّا عارٍ عن أية زينة اللهم إلا الصيغ الدينية التي نُحتت عليه، والنقوش صورة من نقوش تابوت الأميرة «كاويت» وهو للحظية الملكية الوحيدة كاهنة «حتحور: هنهنيت»، وأغرب ما يبدو في نقوش هذا التابوت أن رسم الأفعي وهو يمثل حرف «ف» قد وجد رأسه مقطوعًا ومفصولًا عن الجسم، وهذه الظاهرة نجدها في نقوش متون الأهرام منذ الدولة القديمة، ويعزو بعض العلماء السبب في ذلك إلى أن المُتوفَّى كان يخاف شر هذه الحشرات، وأنها ربما انقلبت إلى صورتها الحقيقية فتضر بالمُتوفَّى في حجرة دفنه، ولكن الغريب هنا أنَّا نجد ذلك فقط في مقبرة إحدى الأميرات دون سواها مما يبرهن على أنه ربما كان لكل منهن عقائد خاصة في السحر وتأثيره، أو قد يجوز أن هذا يرجع إلى الحفار الذي نَقش هذه الأشكال.
.......................................
1- Naville, Deir el Bahari I, P. 56
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|