المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

معنى المذبذب
2024-05-09
Smooth Muscle - Jejunum
26-7-2016
دفـتر اليـوميـة العـام Journal General
10-2-2022
هيئات الضبط الاداري اللامركزية
15-6-2016
طبيعة الإثبات الجنائي في الشريعة الإسلامية
25-3-2016
رسالة سفيان الثوري لهارون
2-8-2016


يعقوب المنصور  
  
741   09:48 صباحاً   التاريخ: 2024-01-15
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص:380-382
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-1-2023 1043
التاريخ: 2023-02-06 1134
التاريخ: 31-8-2022 1777
التاريخ: 8/11/2022 1441

يعقوب المنصور

ولما مات يوسف قام بالأمر بعده ابنه الشهير  يعقوب المنصور

ابن يوسف بن عبد المؤمن فقام بالأمر أحسن قيام ولما مات يوسف المذكور

رثاه أديب الأندلس أبو بكر يحيى بن مجبر بقصيدة طويلة أجاد فيها وأولها :

جل الأسى فأسل دم الأجفان                       ماء الشؤون لغير الشان

ويعقوب المنصور هو الذي أظهر أبهة ملك الموحدين ورفع راية الجهاد

ونصب ميزان العدل وبسط الأحكام الشرعية وأظهر الدين وأمر بالمعرف

ونهى عن المنكر وأقام الحدود على القريب والبعيد وله في ذلك أخبار

وفيه يقول الأديب أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الكانمي الأسود الشاعر المشهور:

            أزال حجابه عني وعيني                              تراه من المهابة في حجاب

           وقربي تفضله ولكن                                    بعدت مهابة عند اقرابي

وكثرت الفتوحات في أيامه وأول ما نظر فيه عند صيرورة الأمر إليه بلاد

الأندلس فنظر في شأنها ورتب مصا لحها وقرر المقاتلين في مراكزهم ورجع

إلى كرسي مملكته مراكش المحروسة وفي سنة 586 بلغه أن الإفرنج ملكوا

مدينة شلب وهي من غرب الأندلس فتوجه إليها بنفسه وحاصرها وأخذها

وأنقذ في الوقت جيشا من الموحدين والعرب ففتح  أربع مدن مما بأيدي

الإفرنج من البلاد التي كانوا أخذوها من المسلمين قبل ذلك بأربعين سنة وخافه صاحب طليطلة وسأله الهدنة والصلح فهادنه خمس سنين وعاد إلى مراكش    

وأنشد القائد أبو ( بكر بن ) عبد الله بن وزير الشلبي وهو من أمراء

كتائب إشبيلية قصيدة يخاطب بها يعقوب المنصور فيما جرى في وقعة مع الفرنج 

كان الشلبي المذكور مقدما فيها:

ولما تلاقينا جرى الطعن بيننا                             فمنا ومنهم  طائحون عديد

وجال غرار الهند فينا وفيهم                           فمنا ومنهم قائم وحصيد

فلا صدر إلا فيه صدر مثقف                          وحول الوريد للحسام ورود

صبرنا ولا كهف سوى البيض والقنا                    كلانا على حر الجلاد جليد

ولكن شددنا شدة فتبلدوا                               ومن يتبلد لا يزال بحيد

فولوا وللسمر الطوال بهامهم                         ركوع وللبيض الرقاق سجود

رجع إلى أخبار المنصور بعد هدنة الإفرنج:

ولما انقضت مدة الهدنة ولم يبق منها إلا القليل خرج طائفة من الإفرنج في

جيش كثيف إلى بلاد المسلمين فنهبوا وسعوا وعاثوا عيثا فظيعا فانتهى  الخبر

إليه  فتجهز لقصدهم في جيوش موفرة وعساكر مكتبة واحتفل في ذلك

وجاز إلى الأندلس سنة 591 فعلم به الإفرنج فجمعوا جمعا كثيرا من أقاصي

بلادهم وأدانيها وأقبلوا نحوه وقيل : إنه لما أراد الجواز من مدينة سلا مرض

مرضا شديدا وبئس منه أطباؤه فعاث الأذفونش في بلاد المسلمين بالأندلس

وانتهز الفرصة وتفرقت جيوش المسلمين بسبب مرض السلطان فأرسل

الأذفونش يتهدد ويتوعد ويرعد ويبرق ويطلب بعض الحصون المتاخمة

له من بلاد الأندلس وخلاصة الأمر أن المنصور توجه بعد  ذلك إلى لقاء

النصارى وتزاحف الفريقان فكان المصاف شمالي قرطبة على قرب قلعة

رباح في يوم الخميس تاسع شعبان سنة 591 فكانت بينهم وقعة عظيمة استشهد  فيها جمع كبير من المسلمين

وحكي أن يعقوب المنصور جعل مكانه تحت الأعلام السلطانية الشيخ أبا يحيى

ابن أبي حفص عم السلطان أبي زكريا الحفصي الذي ملك بعد ذلك إفريقية

وخطب له ببعض الأندلس فقصد الإفرنج الأعلام ظنا أن السلطان تحتها

فأثروا في المسلمين أثرا قبيحا فلم يرعهم إلا والسلطان يعقوب قد أشرف عليهم

بعد كسر شوكتهم فهزمهم شر هزيمة وهرب الأذفونش في طائفة يسيرة

وهذه وقعة الأرك الشهيرة الذكر

وحكي أن الذي حصل لبيت المال من دروع الإفرنج ستون ألفا وأما

الدواب على اختلاف أنواعها فلم يحصر لها عدد ولم يسمع بعد وقعة الزلاقة

بمثل وقعة الأرك هذه وربما صرح بعض المؤرخين بأنها أعظم من وقعة الزلاقة

وقيل : إن فل الإفرنج هربوا إلى قلعة رباح فتحصنوا بها فحاصرها

السلطان يعقوب حتى أخذها وكانت قبل  للمسلمين فـأخذها العدو فردت في

هذه المرة ثم حاصر طليطلة  وقاتلها  أشد قتال وقطع أشجارها وشن الغارات

على أرجائها وأخذ من أعمالها حصونا وقتل رجالها وسبي حريمها وخرب

منازلها وهدم أسوارها وترك الإفرنج في أسوأ حال ولم يبز إليه أحد من المقاتلة

ثم رجع إلى إشبيلية وأقام  إلى سنة 593 فعاد إلى بلاد الفرنج وفعل فيها

الأفاعيل فلم يقدر العدو  على لقائه وضاقت على الإفرنج الأرض بما رحبت

فطلبوا الصلح فأجابهم إليه لما بلغه من ثورة الميرقي عليه بإفريقية مع قراقوش

مملوك بني أيوب سلاطين مصر والشام

ثم توفي السلطان يعقوب سنة 595 وما يقال إنه ساح في الأرض

 

وتخلى عن الملك ووصل إلى الشام ودفن بالبقاع لا أصل له وإن حكى ابن

خلكان بعضه وممن صرح ببطلان هذا القول الشريف الغرناطي في شرح

مقصورة حازم  وقال : إن ذلك من هذيان العامة لولوعهم بالسلطان  المذكور

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.