المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



رجع إلى مشايخ لسان الدين  
  
937   10:40 صباحاً   التاريخ: 2024-01-13
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص:383-411
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

رجع إلى مشايخ لسان الدين رحمه الله تعالى.

1- ومنهم (1) الأستاذ ابن العواد، قال في " الإحاطة " (2) : قرأت كتاب الله عز وجل على المكتب نسيج وحده، في تحمل المنزل حق حمله، تقوى وصلاحاً وخصوصية وإتقاناً ونغمة وعناية وحفظاً وتبحراً في هذا الفن،

383

واضطلاعاً بغرائبه، واستيعاباً لسقطات الأعلام، الأستاذ الصالح أبي عبد الله ابن عبد الولي العواد تكتيباً ثم حفظاً ثم تجويداً، على مقرإ أبي عمرو، ثم نقلني إلى أستاذ الجماعة، ومطية الفنون، ومفيد الطلبة، الشيخ الخطيب المتفنن أبي الحسن علي القيجاطي، فقرأت عليه القرآن والعربية، وهو أول من انتفعت به؛ انتهى.

2- ومن أشياخه رحمه الله الشيخ العلامة أبو عبد الله ابن بيبش، وله رحمه الله تعالى نظم جيد، فمنه قوله ملغزاً في مسطرة الكتابة:

ومقصورة خلف الحجاب وسرها ... مضاع، فما يلقاك من دونها ستر

لها جثة بيضاء أسبل فوقها ... ذوائب زانتها، وليس لها شعر

إذا ألبست مثل الصباح وبرقعت ... رأيت سواد الليل لم يمحه الفجر

عقيلة صون لا يفرق شملها ... سوى من أهمته الخطابة والشعر

وقوله في ترتيب حروف الصحاح:

أساجعة بالواديين تبوئي ... ثماراً جنتها حاليات خواضب

دعي ذكر روض زاره سقي شربه ... صباح ضحى طير ظماء عواصب

غرام فؤادي قاذف كل ليلة ... متى ما نأى وهناً هداه يراقب

وله جواب عن البيتين المشهورين:

يا ساكناً قلبي المعنى ... وليس فيه سواك ثاني

لأي معنى كسرت قلبي ... وما التقى فيه ساكنان

فقال:

نحلتني طائعاً فؤاداً ... فصار إذ حزته مكاني

لا غرو إذ كان لي مضافاً ... أني على الكسر فيه باني

 

384

وقد ذكرت ذلك في غير هذا الموضع مع زيادة بلفظ لسان الدين، فليراجع في الباب الخامس من هذا الكتاب.

3- ومن أشياخ (3) لسان الدين رحمه الله تعالى قاضي الجماعة الصدر المتفنن أبو عبد الله ابن بكر (4) ، قال في الإحاطة: وقرأت على قاضي الجماعة أبي عبد الله ابن بكر رحمه الله تعالى؛ انتهى.

وقاضي الجماعة عند المغاربة هو بمعنى قاضي القضاة عند المشارقة، فليعلم ذلك. وابن بكر المذكور هو محمد بن يحيى بن محمد بن أحمد بن بكر بن سعيد الأشعري المالقي، من ذرية أبي موسى الأشعري، كان من صدور العلماء، وأعلام الفضلاء، سذاجه ونزاهة ومعرفة وتفنناً، فسيح الدرس، أصيل النظر، واضح المذهب، مؤثراً للإنصاف، عارفاً بالأحكام والقراءة، مبرزاً في الحديث تاريخاً وإسناداً وتعديلاً وجرحاً، حافظاً للأنساب والأسماء والكنى، قائماً على العربية، مشاركاً في الأصول والفروع واللغة والعروض والفرائض والحساب، مخفوض الجناح حسن الخلق عطوفاً على الطلبة، محباً في العلم والعلماء، مطرحاً للتصنع، عديم المبالاة بالملبس بادي الظاهر (5) عزيز النفس نافذ الحكم، تقدم ببلده مالقة، ناظراً في أمور العقد والحل ومصالح الكافة، ثم ولي القضاء بها فأعز الخطة وترك الشوائب (6) ، وأنفذ الحق ملازماً للقراءة والإقراء، محافظاً

 

385

للأوقات، حريصاً على الإفادة، ثم ولي القضاء بغرناطة المحروسة (7) سنة 737، فقام بالوظائف وصدع بالحق وبهرج الشهود فزيف منهم ما يزيد على سبعين، واستهدف بذلك إلى معاداة ومناضلة خاض ثبجها وصادم تياره، غير مبال بالمغبة ولا حافل بالتبعة، فناله لذلك من المشقة والكيد العظيم ما نال مثله، حتى كان لا يمشي إلى الصلاة ليلاً ولا يطمئن على حاله، وجرت له في ذلك حكايات، إلى أن عزم عليه الأمير أن يرد للعدالة بعض من أخره، فلم يجد في قناته مغمزاً ولا في عوده معجماً، وتصدر لبث العلم بالحضرة، يقرئ فنوناً جمة، فنفع وخرج وأقرأ القرآن ودرس الفقه والأصول والعربية والفرائض والحساب، وعقد مجالس الحديث شرحاً وسماعاً على انشراح صدره وحفظ تجمل وخفض جناح، قال القاضي ابن الحسن (8) : إنه كان صاحب عزم ومضاء، وحكم صادع وقضاء أحرق قلوب الحسدة، وأعز الخطة بإزالة الشوائب، وذهب وفضض الحق بمعارفه، ونذف في المشكلات، وثبت في المعضلات، واحتج وبكت، وتفقه ونكت. وحدثنا صاحبنا أبو جعفر الشقوري قال (9) : كنت جالساً بمجلس حكمه، فرفعت رقعة مضمنها أنها محبة في مطلقها، وتبتغي الشفاعة لها في ردها، فتناول الرقعة، ووقع على ظهرها بلا مهلة: الحمد لله، من وقف على ما بالقلوب فليصخ لسماعه إصاخة معيث، وليشفع للمرأة عند زوجها (10) تأسياً بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لبريرة في مغيث (11) ، والله يسلم لنا العقل والدي، ويسلك بنا سبيل المهتدين، والسلام من كاتبه.

386

 

قال الشقوري: قال لي بعض الأصحاب: هلا كان هو الشفيع لها، فقلت: الصحيح أن الحاكم لا ينبغي أن يباشر ذلك بنفسه على المنصوص.

قرأ ابن بكر المذكور على الأستاذ ابن أبي السداد الباهلي (12) القرآن جمعاً وإفراداً والعربية والحديث، ولازمه وتأدب به، وعلى الشيخ الصالح أبي عبد الله ابن عياش (13) كثيراً من كتب الحديث، وسمع عليه جميع صحيح مسلم إلا دولة واحدة، وأخذ عن الأستاذ أبي جعفر ابن الزبير والخطيب ابن رشد والولي الصالح أبي الحسين ابن فضيلة والأستاذ أبي عبد الله ابن الكماد (14) ، وأجازه العدل الراوية أبو فارس عبد العزيز ابن الهواري وأبو إسحاق (15) التلمساني؛ ومن أهل الدمياطي، وجماعة من أهل الشام والحجاز، فقد (16) رحمه الله تعالى في المصاف يوم المناجزة بطريف، زعموا أنه وقع عن بغلة ركبها، وأشار عليه بعض المنهزمين بالركوب فلم يقدر، فقال له: انصرف هذا يوم الفرح، إشارة لقوله تعالى " فرحين بما آتاهم من فضله " وذلك ضحى يوم الاثنين 7 جمادى الأولى سنة 741 رحمه الله تعالى.

4- ومن أشياخ لسان الدين ابن الخطيب رحمه الله تعالى الشيخ أبو إسحاق ابن أبي يحيى الشهير الذكر في المغرب، وقد عرف به في الإحاطة في اسم إبراهيم من ترجمة الغرباء بما نصه: إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي بكر التسولي، من أهل تازى، يكنى أبا سالم، ويعرف بابن أبي يحيى (17) .

 

387

حاله من الكتاب المؤتمن (18) - كان هذا الرجل قيماً على التهذيب ورسالة ابن أبي زيد، حسن الإقراء لهما، وله عليهما تقييدان نبيلان قيدهما أيام قراءته إياهما على أبي الحسن الصغير، حضرت مجالسه بمدرسة عدوة الأندلس من فاس، ولم أر في متصدري بلده أحسن تدريساً منه، كان فصيح اللسان، سهل الألفاظ، موفياً حقوقها، وذلك لمشاركته الحضر فيما بأيديهم من الأدوات، وكان مجلسه وقفاً على التهذيب والرسالة، وكان مع ذلك سمحاً فاضلاً، حسن اللقاء، على خلق بائنة على أخلاق أهل مصره، امتحن بصحبة السلطان، فصار يستعمله في الرسائل، فمر في ذلك حظ كبير من عمره ضائعاً لا في راحة دنيا ولا في نصب آخرة، ثم قال: وهذه سنة الله فيمن خدم الملوك، ملتفتاً إلى ما يعطونه، لا إلى ما يأخذون من عمره، وراحته أن يبوء بالصفقة الخاسرة، لطف الله بمن ابتلي بذلك وخلصنا خلاصاً جميلاً.

ومن كتاب " عائد الصلة ": الشيخ الفقيه الحافظ القاضي، من صدور المغرب (19) ، مشاركة في العلم، وتبحراً في الفقه، كان وجيهاً عند الملوك، صحبهم وحضر مجالسهم واستعمل في السفارة، فلقيناه بغرناطة، وأخذنا بها عنه، تام السراوة حسن العهد مليح المجالس أنيق المحاضرة، كريم الطبع صحيح المذهب.

تصانيفه - قيد على المدونة بمجلس شيخه أبي الحسن كتاباً مفيداً، وضم أجوبته على المسائل في سفر، وشرح كتاب الرسالة شرحاً عظيم الإفادة.

مشيخته - لازم أبا الحسن الصغير، وهو كان قارئ كتب الفقه عليه، وجل انتفاعه في التفقه به، وروى عن أبي زكريا ابن يس (20) ، قرأ عليه كتاب

 

388

" الموطأ " إلا كتاب المكاتب وكتاب المدبر فإنه سمعه بقراءة الغير، وعن أبي عبد الله ابن رشد، قرأ عليه الموطأ وشفاء عياض، وعن أبي الحسن ابن عبد الجليل السدراتي، قرأ عليه الأحكام الصغرى لعبد الحق، وأبي الحسن ابن سليمان، قرأ عليه رسالة ابن أبي زيد، وعن غيرهم.

وفاته - فلج بأخرة فالتزم منزله بفاس يزوره السلطان ومن دونه، وتوفي بعد عام ثمانية وأربعين وسبعمائة؛ انتهى.

وقال ابن الخطيب القسمطيني: إن أبي يحيى المذكور توفي سنة تسع وأربعين وسبعمائة (21) ؛ انتهى.

5 - ومن أشياخ لسان الدين الطنجالي الهاشمي، وهو محمد بن أحمد (22) . قال في عائد الصلة: كان على سنن سلفه كثرة حياء وسمة صلاح وشدة انقباض وإفراط وقار وحشمة، بذ الكهولة على حداثة سنه في باب الورع والدين والإغراق في الصلاح والخير، وتقدم خطيباً ثم قاضياً ببلده، فأظهر من النزاهة والعدالة ما يناسب منصبه، ففزع الناس إليه من كائنة الوباء العظيم بأموالهم، وقلدوه عهود صدقاتهم، فاستقر في يده المال الصامت والحلى والذخيرة والعدة ما تضيق بيوت أموال الملك عنه وصرف ذلك مصارفه، ووضعه وفق عهوده، فلم يتلبس منه بنقير ولا قطمير، وكان مدركاً أصيل الرأي، قائماً على الفرائض والحساب، ثم تحرج وطلب الإعفاء فأسعف به على حال ضنانة، وفي ذلك يقول قريبه صاحبنا الفقيه القاضي أبو الحسن ابن الحسن يخاطبه (23) :

 

389

لك الله يا بدر السماحة (24) والبشر ... رفعت بأعلى رتبة راية الفخر

ولا سيما لما وليت أمورها ... فرويتها من عذب نائلك الغمر

ودارت قضاياها عليك بأسرها ... على حين لا بر يعين ولا بر

فقمت بها خير القيام مصمماً ... على الحق تصميم المهندة البتر

فسر بك الإسلام يا ابن حمامة ... وأمست بك الأيام باسمة الثغر

تعيد عليك الحمد ألسن حالها ... وتتلو لما يرضيك (25) من سور الشكر

لذاك أمير المسلمين بعدله ... أقامك تقضي في الزمان على جبر

فأحييت رسم العلم بعد مماته ... وغادرت وجه الحكم أسنى من البدر

ولكنك استعفيت عنه تورعاً ... وتلك سبيل الصالحين كما تدري

فكم من ولي فر عنه لعلمه ... به كأبي الحجاج جدك من ذخر

فزاد اتصالاً عزه باجتنابه ... له وسما قدراً على قنة النسر

جريت على نهج السلامة في الذي ... تبعت له فابشر بأمنك في الحشر

وأرضاك مولاك الإمام بفضله ... وأعفاك إعفاء الكرامة والبر

فأنت على الحالين أفضل من قضى ... وأشرف من يعفى إلى آخر الدهر

لما حزت من شتى المعالي التي بها ... تحليت عن أسلافك السادة الغر

صدور مقامات المعارف كلها ... بحور النوال الجم في اليسر والعسر

هم النفر الأعلون من آل هاشم ... وناهيك من مجد أثيل ومن فخر

وهي طويلة؛ انتهى.

6- من أشياخ لسان الدين رحمه الله تعالى الشيخ الإمام الخطيب الرئيس سيدي أبو عبد الله ابن مرزوق (26) ، ولنلخص ترجمته من " الإحاطة " وغيرها،

 

390

فنقول: هو محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن مرزوق العجيسي التلمساني، يكنى أبا عبد الله، ويلقب من الألقاب المشرقية بشمس الدين.

قال أبو الحسن على ابن لسان الدين ابن الخطيب في حقه: سيدي وسند أبي، فخر المغرب، وبركة الدول وعلم الأعلام، ومستخدم السيوف والأقلام، ومولى أهل المغرب على الإطلاق، أبقاه الله تعالى وأمتع بحياته وأعانني على ما يجب في حقه، قاله تربيته وولده علي ابن المؤلف، انتهى، يعني ابن الخطيب.

وقال لسان الدين: هذا الرجل من طرق دهره ظرفاً وخصوصية ولطافة، مليح التوسل، حسن اللقاء، مبذول البشر، كثير التودد، نظيف البزة، لطيف التأني، خير البيت، طلق الوجه، خلوب اللسان، طيب الحديث، مقدر الألفاظ، عارف بالأبواب، درب على صحبة الملوك والأشراف، متقاض (27) لإيثار السلاطين والأمراء يسحرهم بخلابة لفظه، ويفتلهم في الذروة والغارب بتنزله، ويهتدي إلى أغراضهم الكمينة بحذقه، ويصطنع غاشيتهم بتلطفه ممزوج الدعابة بالوقار والفكاهة بالنسك والحشمة بالبسط، عظيم المشاركة لأهل وده والتعصب لإخوانه، آلف مألوف كثير الأتباع والعلق، يسخر الرقاع في سبيل الوساطة، مجدي الجاه، غاص المنزل بالطلبة، منقاد للدعوة، بارع الخط أنيقه، عذب التلاوة متسع الرواية، مشارك في فنون من أصول وفروع وتفسير، يكتب ويشعر ويقيد ويؤلف، فلا يعدو السداد في ذلك، فارس منبر غير جزوع ولا هلوع، رحل إلى المشرق في كنف حشمة من جناب والده رحمه الله تعالى فحج وجاور ولقي الجلة، ثم فارقه وقد عرف بالمشرق حقه، وصرف وجهه إلى المغرب، فاشتمل عليه السلطان أبو الحسن أميره اشتمالاً خلطه بنفسه، وجعله مفضى سره وإمام جمعه وخطيب منبره وأمين رسالته، فقدم في غرضها على الأندلس أواخر عام ثمانية وأربعين

391

وسبعمائة، ولما حالت بالأمير المذكور الحال استقر بالأندلس مفلتاً من النكبة، في وسط عام اثنين وخمسين وسبعمائة، فاجتذبه سلطانها رحمه الله وأجراه على تلك الوتيرة فقلده الخطبة بمسجده في السادس لصفر عام ثلاثة وخمسين وسبعمائة، وأقعده للإقراء بالمدرسة من حضرته، وفي أخريات عام أربعة وخمسين صرف عنه جفن بره في أسلوب طماح ودالة وسبيل هوى وقحة، فاغتنم الفترة وانتهز الفرصة، وأنفذ في الرحيل العزمة وانصرف عزيز الرحلة مغبوط المنقلب، فاستقر بباب ملك المغرب أمير المؤمنين أبي عنان فارس في محل تجلة وبساط قرب، مشترك الجاه مجدي التوسط ناجع الشفاعة، والله يتولاه ويزيده من فضله.

مشيخته - من كتابه المسمى عجالة المستوفز المستجاز في ذكر من استجازني (28) من المشايخ دون من أجاز من أثمة المغرب والشام والحجاز: فممن لقيه بالمدينة المشرفة على ساكنها الصلاة والسلام الإمام العالم العلامة عز الدين أبو محمد الحسن بن علي بن إسماعيل الواسطي، صاحب خطتي الإمامة والخطابة بالمسجد الكريم النبوي، وأفرد جزءاً في مناقبه. والشيخ (29) الإمام جمال الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى الخزرجي السعدي العبادي، تحمل عن عفيف الدين أبي محمد عبد السلام بن مزروع وأبي اليمن وغيره. والشيخ الإمام خادم الوقت بالمسجد الكريم، ونائب الإمامة والخطابة به، ومنشد الأمداح النبوية هنالك (30) . والشيخ الصالح الثقة المعمر محيي الدين أبو زكريا يحيى بن محمد المغراوي التونسي سمع ابن حامل والتوزري. والشيخ نور الدين أبو الحسن علي بن محمد الحجار الفراش بحرم رسول الله والوقاد به، وكان مقصوداً من كل قطر. والشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الصنعاني نائب القضاء بالمدينة. والشيخ الإمام

392

قاضي القضاة بالمدينة شرف الدين بن محرز الإخميمي بن الأسيوطي. والشيخ الصالح عز الدين خالد بن عبد الله الطواشي. والشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله المعيشي، سمع ابن مزروع البصري وغيره. والشيخ بهاء الدين موسى بن سلامة الشافعي المصري، الخطيب بالمسجد الكريم بها. والشيخ الخطيب أبو طلحة الزبير بن أبي صعصعة الأسواني. والشيخ عفيف الدين المطري، والشيخ الأديب أبو البركات أيمن بن محمد بن محمد إلى أربعة عشر ابن أيمن التونسي المجاور، والشيخ أبو محمد عبد الله بن محمد بن فرحون اليعمري التونسي المجاور. والشيخ أبو فارس عبد العزيز بن عبد الواحد بن أبي ركبون التونسي، وقرأ بها على أبيه القرآن العظيم، قال: وكانت قراءتي عليه بالمدينة عند قبره عليه الصلاة والسلام.

وبمكة شرفها الله تعالى الشيخ المعمر الثقة شرف الدين أبو عبد الله عيسى بن عبد الله الحجبي المكي، المتوفى وقد قارب المائة، والشيخ زين الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري المكي. والشيخ الصالح شرف الدين خضر بن عبد الرحمن العجمي، وشيخ شيوخ رباط الأعجام حيدر بن عبد الله المقرئ. والشيخ مقرئ الحرم برهان الدين إبراهيم بن مسعود الأيلي المصري. والشيخ مصلح الدين الحسن بن عبد الله العجمي. والشيخ مصلح الدين الحسن بن عبد الله العجمي. والإمام الصالح أبو الصفاء خليل بن عبد الله القسطلاني التوزري. والشيخ الإمام الصالح أبو محمد عبد الله بن أسعد الشافعي الحجة، انتهت إليه الرياسة العلمية والخطط الشرعية بالحرم. والشيخ فخر الدين عثمان بن أبي بكر النويري المالكي. والشيخ الإمام المدرس بالحرم شهاب الدين أحمد بن الحرازي اليمني. والشيخ قاضي القضاة نجم الدين محمد بن جمال الدين بن عبد الله بن المحب الطبري، والشيخ جلال الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن براجين، القشيري التلمساني، وقرأ بها على أبيه وألبسه بها الخرقة، والشيخ الملك شرف الدين عيسى بن محمد بن أبي بكر بن أيوب، والشيخة فاطمة بنت محمد ابن محمد بن أبي بكر بن أيوب، والشيخة فاطمة بني محمد بن محمد بن أبي بكر بن

 

393

محمد بن إبراهيم الطبري المكية، والشيخ أبو الربيع سليمان بن يحيى بن سلمان، المراكشي السفاح، والشيخ قاضي القضاة وخطيب الخطباء عز الدين أبو عمر عبد العزيز ابن محمد ابن جماعة الكناني قاضي القضاة بالديار المصرية.

وبمصر الشيخ علاء الدين القونوي، والتقي السعدي، وقاضي القضاة القزويني وهو شهير الذكر رفيع القدر، وقاضي القضاة البرهان الحنفي، والشرف أقضى القضاة الإخميمي، والشيخ المحدث المسند البدر محمد بن محمد الفارقي، والقطب الحافظ أبو محمد ابن منير، والشهاب أحمد الجوهري الحلبي، والمعمر الشرف يحيى المقدسي بن المصري، والشيخ محسن القرشي، والشهاب الحنبلي، وفتح الدين محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن سيد الناس اليعمري، والشيخ المسند شمس الدين أبو بكر بن سيد الناس أخوه، والإمام أبو حيان، والحافظ النسابة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن أبي بكر بن طي ابن حاتم بن شيخ الزبيري المصري، يبلغ شيوخه نحواً من ألفي شيخ، والشيخ الشمس بن عدلان، والشهاب البوشي المالكي، والشيخ المتصوف تاج الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن ثعلب المصري مدرس المالكية، والشمس ابن كتشغري الخطاب الصيرفي، والعماد ابن النجم الدمياطي، والتاج الأشعري، والتقي الثعلبي، والفتح بن عبد القوي، والشمس الورجمي، والتقي الأشموني، والعلامة التقي السبكي، والمعروف ابن بني الشاذلي، وأبو الحسن التميمي، والبرهان الخيمي، والشمس الأسواني، والبرهان الحكري، والشمس ابن جابر الوادي آشي، وأبو محمد عبد الكريم الطوسي، وأبو فارس الزروالي التونسي، وصالح بن عبد العظيم بن يونس، وأبو عبد الله ابن القماح، والتاج التبريزي، والشيخ محمود الأصبهاني، والشرف المغيلي، والبرهان والسفاقسي.

ومن النساء الشيخة المسندة ست الفقهاء فاطمة بنت محمد الفيومي البكري، وببلبيس أسد الدين يوسف ابن داود الأيوبي بن أبناء الملوك.

ومن الشاميين بالقدس علاء الدين أبو الحسن علي بن أيوب، وخطيب

 

394

القدس النور ابن الصائغ المقدسي، ومحمد بن علي بن مثبت الأندلسي، والبرهان الجعبري إمام الخليلي.

ومن أهل دمشق البرهان ابن الفركاح، والشمس ابن مسلم قاضي الحنابلة.

وبالإسكندرية أحمد المرادي بن العشاب، وأبو القاسم ابن علي بن البراء، والناصر بن المنير.

وبطرابلس الخطيب أبو محمد جابر بن عبد الغفار.

وبتونس الزبيدي، والقاضي ابن عبد الرفيع، والقاضي ابن عبد السلام، وابن راشد، وأبو موسى هارون، والمحدث أبو عبد الله التلمساني، والحافظ أبو زكريا يحيى بن عصفور التلمساني نزيل تونس، وأبو محمد بن سعد الله بن أبي القاسم بن البراء.

وببلاد الجريد الشيخ الخطيب أبو عبد الملك ابن حيون.

وبالزاب ابن أبي (31) ، والشيخ أبو محمد بن راشد.

وببجاية الإمام النظار المجتهد أبو علي ناصر الدين المشدالي، والحافظ فقيه زمانه أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يللبخت الزواوي، والشيخ الفقيه أبو عبد الله الخطيب المسفر.

وبتلمسان الشيخان الإمامان ابنا الإمام، وقاضي القضاة بها أبو عبد الله ابن هدية، والخطيب أبو محمد المجاصي، والشريف أبو علي حسن بن يوسف بن يحيى الحسني، والشيخ أبو عثمان سعيد بن إبراهيم بن علي المعروف بابن إسحاق الخياط(32) وغيرهم (33) .

محنته (34) - اقتضى الخوض الواقع بين يدي تأميل الأمير أبي الحسن رحمه الله

 

395

تعالى عودة الأمر إليه وقد ألقاه اليم إلى الساحل بمدينة الجزائر أن قبض عليه بتلمسان أمراؤها المتوثبون علها في هذه الفترة من بني زيان، إرضاء لقبيلهم المتهم بمداخلته، وقد رحل عنهم دسيساً من أميرهم عثمان بن يحيى، فصرف مأخوذاً عليه طريقه، منتهباً رحله، منتهكة حرمته، وأسكن قرارة مطبق عميق القعر مقفل المسلك حريز القفل، ثني اثنين؛ انتهى ملخصاً.

ورأيت بخط ابن مرزوق على قوله وقد رحل عنهم دسيساً إلى آخره ما نصه: لم أرحل عنهم إلا بإذنهم، واقتراحهم علي في الإصلاح بينهم، لكنهم غدروا تقية على أنفسهم، قاله ابن مرزوق، انتهى، وكتب تحته ولد ابن الخطيب ما صورته: نعم ما ترى.

وعند الله تجتمع الخصوم

انتهى.

رجع إلى كلام لسان الدين في حقه: قال بعد الكلام السابق ما ملخصه: ولأيام قتل ثانيه ذبحاً بمقربة من شفا تلك الركية، وانقطع أثره وأيقن الناس بفوات الأمر فيه، ولزمان من محنته ظهرت عليه بركة سلفه في خبر ينظر بطرفه إلى الكرامة فنجا ولا تسل كيف، وخلصه الله خلاصاً جميلاً، وقدم على الأندلس، والله ينفعه بنيته؛ انتهى.

وكتب ابن مرزوق على هذا المحل ما نصه: لم يكن المقتول حين قتل معي، ولا قتل ذبحاً، قاله ابن مرزوق، انتهى.

وكتب بعض علماء مصر تحته ما نصه: هذه دعوى، والمؤرخ أعرف، انتهى، فكتب آخر بعد هذا ما نصه: أتخبرني عني انتهى.

رجع - ثم قال لسان الدين في ترجمة شعره ما صورته: ركب مع السلطان

 

396

بخارج الحمراء أيام ضربت اللوز قبابها البيض وزينت الفحص العريضة، والروض الأريض، فارتجل في ذلك:

انظر إلى النوار في أغصانه ... يحكي النجوم إذا تبدت في الحلك

حيا أمير المسلمين وقال: قد ... عميت بصيرة من بغيرك مثلك

يا يوسفاً حزت الجمال بأسره ... فمحاسن الأيام تومي هيت لك

أنت الذي صعدت به أوصافه ... فيقال فيه: ذا مليك أو ملك

إلى أن قال: ومن الشعر المنسوب إلى محاسنه ما أنشد عنه وبين يديه ليلة الميلاد المعظم عام ثلاثة وستين وسبعمائة (35) :

قل لنسيم السحر ... لله بلغ خبري

إن أنت يوماً بالحمى ... جررت فضل المئزر

ثم حثثت الخطو من ... فوق الكثيب الأعفر

مستقرياً في عشبه ... مخفي وطء المطر

تروي عن الضحاك في ال ... روض حديث الزهر

مخلق الأذيال بال ... عبير أو بالعنبر

وصف لجيران الحمى ... وجدي بهم وسهري

وحقهم ما غيرت ... ودي صروف الغير

لله عهد فيه ق ... ضيت حميد الأثر

أيامه هي التي ... أحسبها من عمري

ويا لليل فيه ما ... عيد بغير القصر

العمر فينان ووج ... هـ الدهر طلق الغرر

والشمل بالأحباب من ... ظوم كنظم الدرر

 

397

صفو من العيش بلا ... شائبة من كدر

ما بين أهل تقطف ال ... أنس جني الثمر

وبين آمال تبي ... ح القرب صافي الغدر

يا شجرات الحي ح ... ياك الحيا من شجر

إذا أجال الشوق في ... تلك المغاني فكري

خرجت من خدي حدي ... ث الدمع فوق الطرر

وقلت يا خد آرو من ... دمعي صحاح الجوهري

عهدي بحاد الركب كال ... ورقاء عند السحر

والعيس تجتاب الفلا ... واليعملات تنبري

تخبط بالأخفاف مظ ... لوم البرى (36) وهو بري

قد عطفت عن ميد ... والتفتت عن حور

قسي سير ما سوى ال ... عزم لها من وتر

حتى إذا الأعلام ح ... لت لحفي البشر

واستبشر النازح بال ... قرب ونيل الوطر

وعين الميقات لل ... سفر نجاح السفر

فالناس بين محرم ... بالحج أو معتمر

لبيك لبيك إل ... هـ الخلق باري الصور

ولاحت الكعبة بي ... ت الله ذات الأثر

مقام إبراهيم وال ... مأمن عند الذعر

واغتنم القوم طوا ... ف القادم المبتدر

وأعقبوا ركعتي ال ... سعي استلام الحجر

وعرفوا في عرفا ... ت كل عرف أذفر

 

398

ثم أفاض الناس سع ... ياً في غد للمشعر

فوقفوا وكبروا ... قبل الصباح المسفر

وفي منى نالوا المنى ... وأيقنوا بالظفر

وبعد رمي الجمرا ... ت كان حلق الشعر

أكرم بذلك السفر وال ... له وذاك السفر

يا فوزه من موقف ... يا ربحه من متجر

حتى إذا كان الودا ... ع وطواف الصدر

فأي صبر لم يخن ... أو جلد لم يغدر

وأي وجد لم يطر ... وسلوة لم تهجر

ما أفجع البيت لقل ... ب الواله المستعبر

ثم ثنوا نحو رسو ... ل الله سير الضمر

فيعانوا في طيبة ... لألاء نور نير

رأوا رسول الله واس ... تشفوا بلثم اجذر

نالوا به ما أملوا ... وعرجوا في الأثر

على الضجعين أبي ... بكر الرضى وعمر

زيارة الهادي الشفي ... ع جنة في المحشر

فأحسن الله عزا ... ء قاصد لم يزر

ربع ترى مستنزل ال ... آي به والسور

وملتقى جبريل بال ... هادي الزكي العنصر

وروضة الجنة بي ... ن روضة ومنبر

منتخب الله ومخ ... تار الورى من مضر

والمنتقى وكون من ... ملابس الخلق عري

إذا لم يكن في أفق ... من زحل ومشتري

 

399

ذو المعجزات الغر أم ... ثال النجوم الزهر

يشهد بالصدق له ... منها انشقاق القمر

والضب والظبي إلى ... نطق الحصى والشجر

من أطعم الألف بصا ... ع في صحيح الخبر

والجيش رواه بما ... ء الراحة المنهمر

يا نكتة الكون التي ... فاتت المنال الفكر

يا حجة الله على ال ... رائح والمبتكر

يا أكرم الرسل على ال ... له وخير البشر

يا من له التقدم ال ... حق على التأخر

يا من لدى مولده ... المقدس المطهر

إيوان كسرى ارتج إذ ... ضاءت قصور قيصر

وموقد النار طفي ... شطركأن لم يسعر

يا عمدتي يا ملجئي ... يا مفزعي يا وزري

يا من له اللواء وال ... حوض وورد الكوثر

يا منقذ الغرقى وهم ... رهن العذاب الأكبر

إن لم تحقق أملي ... بؤت بسعي المخسر

صلى عليك الله يا ... ثمال كل معسر

صلى عليك الله يا ... نور الدجى المعتكر

يا ويح نفسي كم أرى ... في غفلة من عمري

واحسرتي من قلة ال ... زاد وبعد السفر

يحجني والله بال ... برهان وعظ المنبر

يا حسنها من خطب ... لو حركت من نظري

يا حسنها من شجر ... لو أورقت من ثمر

 

400

أؤمل الأوبة وال ... أمر بكف القدر

أسوف العزم به ... من شهر لشهر

من صفر لرجب ... من رجب لصفر

ضيعت في الكبرة ما ... أعددته في صغري

وليس ما مر من ال ... أيام بالمنتظر

وقلما أن حمدت ... سلامة في غرر

ولي غريم لا يني ... في طلب المنكسر

يا نفس جدي قد بدا ... الصبح ألا فاعتبري

واتعظي بمن مضى ... وارتدعي وازدجري

ما بعد شيب فود من ... مرتقب فشمري

أنت وإن طال المدى ... في قلعة وسفر

وليس من عذر يقي ... م حجة المعتذر

يا ليت شعري والمنى ... تسرق طيب العمر

هل ارتجي من عودة ... أو رجعة أو صدر

فأبرد الغلة من ... ذاك الزلال الخصر

مقتدياً بمن مضى ... من سلف ومعشر

نالوا جوار الله وه ... والفخر للمفتخر

أرجو بإبراهيم مو ... لانا بلوغ الوطر

فوعده لا يمتري ... في الصدق منه ممتري

وهو الإمام المرتضى ... والخير ابن الخير

أكرم من نال العلا ... بالمرهفات البتر

ممهد الملك وسي ... ف الحق والليث الجري

خليفة الله الذي ... فاق بحسن السير

وكان منه الخبر في ال ... علياء وفق الخبر

 

401

فصدق التصديق من ... مرآه للتصور

ومستعين الله في ... ورد له وصدر

فاق الملوك الصيد بال ... مجد الرفيع الخطر

فأصبحت ألقابهم ... منسية لم تذكر

وحاز منه أوحد ... وصف العديد الأكثر

برأيه المأمون أو ... عسكره المظفر

بسيفه السفاح أو ... بعزمه المقتدر

بالعلم المنصور أو ... بالذابل المنتصر

يا ابن الإمام الطاهر ال ... بر الزكي السير

مدحك قد علم نظ ... م الشعر لم يشعر

جهد المقل اليوم من ... مثلي كوسع المكثر

فإن يقصر ظاهري ... فلم يقصر مضمري قلت: قول لسان الدين في حق هذه القصيدة إنها من الشعر المنسوب إلى محاسنه فيه تعريض خفيف بأن هذه القصيدة يحتمل أن تكون قيلت على لسانه حسبما جرت بذلك عادة الأكابر والرؤساء أن ينسب إليهم ما ليس من كلامهم في نفس الأمر، وليس الواقع عندي كذلك، لأن باع ابن مرزوق في النظم والنثر مديد، فأنى يقصر عن هذا القصيد ومن يصدر منه على البديهة قوله:

انظر إلى النوار في أغصانه

الأبيات السابقة في اللوز - لا يستغرب منه مثل هذا، ولذا كتب ابن لسان الدين على قول والده من الشعر المنسوب إلى محاسنه ما صورته: حضرت إنشاءها وإنشادها ليلة الميلاد الشريف في التاريخ المذكور، واستحسنها شعراء العدوتين، وهي مما لا ينكر على مدارك سيدي أبي عبد الله ورسوخه في علم

 

402

النظم والنثر، قاله علي بن الخطيب؛ انتهى.

وكتب بعضهم على قوله في هذه القصيدة:

أيامه هي التي ... أعدها من عمري

ما نصه: ولت والله، انتهى؛ فكتب ابن مرزوق بعده ما نصه: لكنها بدلت بخير منها والحمد لله، وحسنت الخاتمة ببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليماً؛ انتهى.

وكتب ابن لسان الدين على قوله:

قلما أن حمدت ... سلامة في غرر

ما نصه: كذلك كان، وليت والدي رحمه الله تعالى كذلك؛ انتهى.

وكتب على قوله " برأيه المأمون - إلخ ما نصه: لو كان له رأي مأمون (37) ما نزل على قلعة الملك لسكنى القصبة بدخيلة طلب الراحة، فضربت عنقه، وكانت الراحة منه؛ انتهى.

وكتب بعض اثر هذا ما صورته: القدر لا يبالغ، الحذر ينفع ما لم يأتك القدر، فإذا أتى قدر، لم ينفع حذر؛ انتهى.

ثم قال لسان الدين (38) : ووردت باب السلطان الكبير العالم أبي عنان فبلوت من مشاركته وحميد سعيه ما يليق بمثله، ولما نكبه لم أقصر عن ممكن (39) حيلة في أمره، فلما ملك السلطان أبو عنان وصار الأمر لأخيه المتلاحق من الأندلسي أبي سالم بعد

 

403

الولد المسمى بالسعيد كان ممن دانت له الطاعة، وأناخ راحلة الملك، وحلب ضرع الدولة (40) ، وخطب عروس الموهبة، فأنسب ظفره في متات معقود من لدن الأب، مشدود من لدن القرابة (41) ، فاستحكم عن قرب، واستغلظ عن كثب، فاستولى على أمره وخلقه بنفسه ولم يستأثر عنه ببثه (42) ، ولا انفرد بما سوى بضع أهله، بحيث لا يقطع في شيء إلا [به و] عن رأيه، ولا يمحو ويثبت إلا واقفاً عند حده، فغشيت بابه الوفود وصرفت إليه الوجوه ووقفت عليه الآمال، وخدمته الأشراف وجلبت إلى سدته بضائع العقول والأموال، وهادته الملوك فلا تحدوا الحداة إليه، ولا تحط الرحال لديه، إن حضر أجرى الرسم وأنفذ الأمر والنهي لحظاً أو سراراً أو مكاتبة، وإن غاب ترددت الرقاع واختلفت الرسل، ثم انفرد أخيراً ببيت الخلوة ومنتبذ المناجاة من دونه معصب (43) الوزراء وغايات الحجاب (44) ، فإذا انصرف تبعته الدنيا وسارت بين يديه الوزراء ووقفت ببابه الأمراء، قد وسع الكل لحظه وشملهم بحسب الرتب والأحوال ورعيه، ووسم (45) أفذاذهم تسويده، وعقدت ببنان عليتهم بنانه، لكن رضى الناس الغاية التي لا تدرك، والحسد بين آدم قديم، وقبيل الملك مباين لمثله، فطويت الجوانح على سل، وحنيت الضلوع على بث، وأغضيت الجفون على قذى، إلى أن كان من نكبته الثالثة ما هو معروف، جعلها الله له طهوراً. ولم جرت الحادثة على الدولة بالأندلس وكان لحاق جميعنا بالمغرب جنيت ثمرة ما أسلفته من وده، فوفى الكيل وأشرك في الجاه وأدر الرزق ورفع

404

المجلس، بعد التسبب في (46) الخلاص والسعي في الجبر، جبره الله تعالى، وكان له أحوج ما يكون إلى ذلك {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} (الشعراء: 89) انتهى.

وكتب ابن لسان الدين على هذا المحل ما صورته: هذا لسان أبي عليه في الغيبة والحضور؛ انتهى.

ومما خاطبه به لسان الدين مهنئاً (47) من طريق القدوم على الأبواب المرينية، مفلتاً من البلية بشفاعته، ما نصه: سيدي الذي إليه انقطاعي وانحياشي، وملاذي وملجئي الذي يسر خلاصي وسنى انتياشي، ومنعمي الذي جبر جناحي وأنبت رياشي، ومولى هذا الصنف العلمي ولا أحاشي، كتبه صنيع نعمكم الخالصة الحرة، ومسترق فضلكم الذي تألقت (48) منه في ليل الخطوب الغرة (49) ابن الخطيب لطف الله به من كذا، وقد شد إلى بلاغ النفس عذرها في مباشرة تقبيل اليد التي لها اليد العظمى، والسجية الرحمى، فلكم طوقت من نعمى، وجبال النعم قد أثقلت الظهر، واستغرقت السر والجهر، فبأي لسان أو بأي بنان، ولا أثر بعد عيان، تقابل نعمة تداركت الرمق وقد أشفى، وأبقت الذماء والشروع في استئصالها لا يخفى، فيا لك من فرد هزم ألفا، ووعد نصر لم يعرف خلفا، ونية خلصت تبتغي إلى الله زلفى، لقد صدع بها مولاي غريبة في الزمن، بالغاً حسن صنيعها صنعاء اليمن، مترفعة عن الثمن، وإن لم يقم بها مثله وإلا فمن، فليهن سيدي ما ذاع لمجده (50) بها من فخر، وما قدم يوم تزل الأقدام من ذخر، وما جلب للمقام المولوي الإبراهيمي من طيب ذكر، واستفاضة حمد وشكر،

405

لقد ارتهن دعاء الحافي والناعل، والدال على الخير شريك الفاعل، والذي أحيا النفس جدير برد عدتها، وإنجاز عدتها، وأنا قد قويت بجاهكم وإن كنت ضعيفاُ، واستشعرت سعداً جديداً وقدراً منيفاً، وأيقنت أن الله عز وجل كان بي لطيفاً، إذ هيأ لي من رحمة ذلك المقام المولوي على يدكم نصراً عزيزاً، وبوأني من جاهه حرزاً حريزاً، وقد استأسدت أعداء، وأعضل الداء، وأعمل الاعتداء، وعز الفداء، فافرج الضيق، وتيسرت للخير الطريق، وساغ الريق، ونجا الغريق، غريبة لا تمثل إلا في الحلم، ولطيفة فيها اعتبار الأولي العلم، اللهم جاز سيدي في نفسه وولده (51) ، وحاله وبلده، ومعاده بعد طول عمره وانفساح أمده، وكن له نصيراً أحوج ما يكون إلى نصر، واجعل له سعة من كل حصر، واقصر عليه جاه كل قصر، كما جعلت ذاته فوق كل ذات وعصره فوق كل عصر، وليعلم سيدي أن من أراد بي (52) منافسة وحسداً، وزأر علي أسداً، لما استقل على الكرسي جسداً، من غير ذنب تبين، ولا حد تعين، أصابه من خلاصي المقيم المقعد، ووعد النفس بأمل أخلف منه الموعد، لما استنقذني الله برحمته من بين ظفره ونابه، وغطاني بستر جنابه، وكثرني في العيون على قلة، وأعزني بعد نصره على حال ذلة، لم يدع حيلة إلا نصبها أمامي، ليحبط ذلك (53) المقام الكريم ذمامي، ويكدر جمامي، ويستدرك حمامي، وزعم أن بيده على البعد زمامي، ويأبى ذلك رأي (54) يفرق بين الحق وضده، وعدل لا يخرج الشيء عن حده، فنبهت سيدي خوفاً أن تتجه حيلة، أو تفسد وسيلة، وأنا قادم بالأهل والولد ليعمل في رب الصنيعة على شاكلة الحمد الذي هو له أهل، فما بابتدائه جهل، ولا يختلف في عظم ما أسداه غر ولا كهل، ولا ينبه مثله على تتميم، وإجزال فضل عميم، ومؤانسة غريب، وصلة

 

406

نصر عزيز وفتح قريب، بحول الله تعالى.

وقال (55) لسان الدين بعد ما سبق نقله عنه في حق ابن مرزوق: ولما انقضى أمر سلطانه رحمه الله تعالى متجنى عليه (56) بسببه، محمولاً عليه من أجله، تقبض (57) عليه وأجمع الملأ على قتله، وشد اعتقاله، وطلب بالمال العريض وانتهيت أمواله واعتقلت رباعه، وجنبت مراكبه، واصطفيت أمهات أولاده، وتمادى به الاعتقال والشدة، إلى أن عادته عوائد الله في الخلاص من الشدة، والانتياش من الورطة ظاهرة عليه بركة سلفه، قائمة له حجة الكرامة (58) في أمره.

حكى أمير المسلمين سلطاننا أعزه الله قال: عرض لي والدي رحمه الله تعالى في النوم فقال: يا ولدي، اشفع في الفقيه ابن مرزوق، فقبلت يده، واقتضيت حظه، وحكيت داعيته، وعينت للوجهة في ذلك قاضي الحضرة، فكان في ذلك ابتداء الفرج.

وحدثني (59) الثقة من خدام السلطان أبي العنان عنه مخبراً عن نفسه لما نفس عنه من نكبته، وأجاره من سخطه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني بذلكن وكفى بها جاهاً وحرمة، قلت: فترك سبيلهن وأتيح له ركوب البحر إلى البلاد المشرقية بأهله وولده، فسار في كنف الستر، وتحت جناح الوقاية، في وسط رجب من عام أربعة وستين وسبعمائة من ساحل باديس، صحب الله وجهته، وختم عصمته؛ انتهى ما لخصته من كلام لسان الدين بلفظه (60) .

 

407

ورأيت على هامش هذا المحل من الإحاطة بخط المذكور ما صورته: أقول وأنا ابن مرزوق المسمى فيه: إني قد وصلت إلى تونس المحروسة من شهر رمضان من سنة خمس وستين، فلقيت بها من المبرة والكرامة والوجاهة فوق ما يعهده أمثالي، ووليت خطابة جامع ملكها، وتدريس أم المدارس فيها، وهي المعروفة بمدرسة الشماعين، كل ذلك تحت رعاية وعناية وملازمة لمجلس ملكها، إلى أن توفي سنة إحدى وسبعين، ثم مع ولده وابن أخيه، إلى أن رحلت في البحر في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين، فحللت بالديار المصرية، ولقيت من ملكها الذي لم أر في الملوك مثله حلماً وفضلاً وحياء وجوداً وتلطفاً ورحماً، فأحسن لي وأجرى علي وعلى أولادي ما قام به الحال، وقلدني دروساً ومدارس، وأهلني للمثول بين يديه، والحال مستمر على ذلك حتى الآن، وذلك من فضل الله ومعهود إحسانه، والمرجو من الله تعالى حسن العاقبة، وكتب في رمضان سنة خمس وسبعين؛ انتهى.

وكتب بعده أبو الحسن علي بن لسان الدين رحمهما الله تعالى ما صورته: صدق، وهو فوق كل ذلك كله، فقدره معروف، ولطالما كان ملك المغرب يفتخر به، فصار يفتخر بتقليد الدروس:

والدهر لا يبقي على حالة

انتهى.

 

قال في " الإحاطة " (61) : ولما شرح كتاب الشفاء للقاضي عياض رحمه الله تعالى واستبحر فيه، وأكثر النقل وبذل الجهد، طلب (62) أهل العدوتين نظم

 

408

مقطوعات تتضمن الثناء على الكتاب المذكور، وإطراء مؤلفه، فانثال عليه من ذلك الطم والرم، بما تعددت منه الأوراق (63) ، واختلفت في الإجادة وغيرها الأرزاق، إيثاراً لغرضه، ومبادرة من كل الجهات لإسعاف أربه، وطلب مني أن ألم في ذلك بشيء فكتبت (64) له في ذلك:

شفاء عياض للصدور شفاء ... فليس بفضل قد حواه خفاء

هدية بر لم يكن لمديلها ... سوى الأجر والذكر الجميل وفاء

وفى لنبي الله حق وفائه ... وأكرم أوصاف الكرام وفاء

وجاء به بحراً يقول بفضله ... على البحر طعم طيب وصفاء

وحق رسول الله بعد وفاته ... رعاه، وإغفال الحقوق جفاء (65)

هو الذخر يغني في الحياة عتاده ... ويترك منه للبنين رفاء

هو الأثر المحمود ليس يناله ... دثور، ولا يخشى عليه عفاء

 

حرصت على الإطناب في نشر (66) فضله ... وتمجيده لو ساعدتني فاء

واستزاد من هذا الغرض الذي (67) لم يقنع فيه بالقليل فبعثت إليه من محل انتقالي من سلا حرسها الله تعالى:

أأزاهير رياض (68) ... أم شفاء لعياض

جدل الباطل للح ... ق بأسياف مواض

وجلا الأنوار برها ... ناً بحق وافتراض

109

وشفى من يشتكي الغ ... لة في زرق الحياض

أي بنيان مقال ... آمن خوف انقضاض

أي عهد ليس يرمى ... بانتكاث وانتقاض

ومعان في سطور ... كأسود في غياض

وشفاء لصدور ... من ضنى الجهل مراض

حرر القصد فما شي ... ن بنقض واعتراض

يا أبا الفضل أدر أن ال ... له عن سعيك راض

فاز عبد أقرض الل ... هـ برحجان القراض

وجبت غر المزايا ... من طول أو عراض

لك يا أصدق راو ... لك يا أعدل قاض

لرسول الله وفي ... ت بجد وانتهاض

خير خلق الله في حا ... ل وفي آت وماض

سدد (69) الله ابن مرزو ... ق إلى تلك المراضي

زبدة العرفان معنى ... كل نسك وارتياض

فتولى بسط ما أج ... ملت من غير اقباض

ساهراً لم يدر في استخ ... لاصه طعم اغتماض

إن يكن ديناً على الأ ... يام يا قدحان التقاضي

دام في علو ومن عا ... ده يهوي في اخفاض

ما وشي الصبح الدياجي ... بسواد في بياض

ثم نظمت له أيضاً في الغرض المذكور، والإكثار من هذا النمط في هذا (70) الموضوع ليس على سبيل التبجح بإجادته وغرابته، ولكن على سبيل الإشادة

 

410

بالشرح المشار إليه، فهو بالغ راية الاستبحار (71) :

حييت يا مختط سبت بن نوح ... بكل مزن يغتدي أو يروح

وحمل الريحان ريح الصبا ... أمانة فيك إلى كل روح

دار أبي الفضل عياض الذي ... أضحت برياه رياضاً تفوح

يا ناقل الآثار يعنى بها ... وواصلاً في العلم جري الجموح

طرفك في الفضل بعيد المدى ... طرفك للمجد شديد الطموح

كفاك (72) إعجازاً كتاب الشفا ... والصبح لا ينكر عند الوضوح

لله ما أجزلت فينا به ... من منحة تقصر عنها المنوح

روض من العلم هم فوقه ... من صيب الفكر الغمام السفوح

فمن بيان الحق زهر ند ... ومن لسان الصدق طير صدوح

تأرج العرف وطاب الجنى ... وكيف لا يثمر أو لا يفوح

وحلة من طيب خير الورى ... في الجيب والأعطاف منها نضوح

ومعلم للدين (73) شيدته ... فهذه الأعلام منها تلوح

 

فقل لهامان كذا أو فلا ... يا من أضل الرشد تبني الصروح

في أحسن التقويم أنشأته ... خلقاً جديداً بين جسم وروح

فعمر المكتوب لا ينقضي ... إذا تقضى عمر سام ونوح

كأنه في الحفل ريح الصبا ... وكل عطف فهو غصن مروح

ما عذر مشغوف بخير الورى ... إن هاج منه الذكر أن لا يبوح

عجبت من أكباد أهل الهوى ... وقد سطا البعد وطال النزوح

إن ذكر المحبوب سالت دماً ... ما هن أكباد ولا جروح

 

411

يا سيد الأوضاع يا من له ... بسيد الأرسال فضل الرجوح

يا من له الفضل على غيره ... والشمس تخفى عن إشراق يوح (74)

يا خير مشروح وفى واكتفى ... من ابن مرزوق بخير الشروح

فتح من الله حباه به ... ومن جانب الله تأتي الفتوح

ثم قال: وعلى الجملة والتفصيل، فهذا الرجل نسيج وحده شهرة وجلالة وخصالاً وأبوة صالحة تولاه الله وكان له، وانصرف بجماته إلى بلاد المشرق عام أربعة وستين وسبعمائة، تولاه الله تعالى وأسعد منقلبه، ومولده بتلمسان عام أحد عشر وسبعمائة، انتهى كلام لسان الدين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) ق: ومن مشايخه.

(2) انظر مخطوطة الإحاطة، الورقة: 411 أول فصل " المشيخة ".

 (3) ق: مشايخ.

(4) ترجمة ابن أبي بكر في نيل الابتهاج: 234 نقلا عن الإحاطة، والمرقبة العليا: 141 - 147 ووقع في سرد مشيخة لسان الدين من الإحاطة " ابن أبي بكر " وهو خطأ؛ وقد ترجم ابن الخطيب له أيضا في " عائد الصلة " وعنه ينقل النباهي. وقد أطنب

النباهي في الثناء عليه وقال إنه ممن جمع بيد الدراية والرواية، وكان لا يأكل إلا عند حاجته للأكل ولا ينام إلا إذا غلبه النوم ولا يتكلم بغير العلم إلا عن ضرورة وشبهه في قضائه بسحنون بن سعيد.

(5) كذا في الأصلين ونيل الابتهاج؛ وربما كانت " باذ ".

(6) الشوائب: سقطت من ص ق؛ وفي نيل الابتهاج: وترك الهواذة، وهو أدق وأنسب.

(7) لعل اللفظة هنا يقابلها لفظة " محرم " في نيل الابتهاج.

(8) هذا موافق لما في نيل الابتهاج نصا ولكنه عن المرقبة العليا بالمعنى.

(9) انظر المرقبة العليا: 145.

(10) المرقبة: مفارقها.

(11) بريرة: جارية عائشة، ومغيث زوجها، فلما أعتقت بريرة وهو ما يزال على الرق اختارت مفارقته فجاء إلى النبي يبكي ويسأله أن يشفع له عندها.

(12) اسمه عبد الواحد بن أبي السداد.

(13) هو محمد بن عياش الخزرجي؛ وفي النيل: أبي عبد الله انب حريث.

(14) هو محمد بن أحمد بن داود اللخمي (الديباج: 298) .

(15) زاد في ق: ابن.

(16) ق: وفاته.

(17) ترجمة ابن أبي يحيى في المرقبة العليا: 136 وجذوة الاقتباس: 84 والإحاطة

1: 217 والمقري ينقل عن الإحاطة.

(18) الكتاب " المؤتمن " من تأليف أبي البركات ابن الحاج البلفيقي وسيأتي ذكره في ترجمته ص: 486.

(19) في الأصلين: العلم، والتصويب عن الإحاطة.

(20) الإحاطة: ابن أبي ياسين.

(21) وقال النباهي: في حدود 749.

(22) ترجمته في المرقبة العليا: 155.

(23) يعني النباهي صاحب المرقبة العليا، وقصيدته ص: 158.

(24) المرقبة: السعادة.

(25) المرقبة: وتحفظ ما يرضيك.

(26) ترجمة ابن مرزوق في التعريف: 49 ونيل الابتهاج: 272 والديباج: 305 وتاريخ ابن خلدون 7: 312 والإحاطة، الورقة: 31؛ والدرر الكامنة 3: 450 (ط. القاهرة) .

(27) الإحاطة: متعاط؛ ص: متغاض.

(28) الإحاطة: من سمعت عنه.

(29) الشيخ: سقطت من ق واستعيض عنها بلفظة " منهم " حيث وقعت في سرد مشيخة أبن مرزوق.

(30) إلى هنا وقفت نسخة الإحاطة في تعداد شيوخه، ولا ريب في أن ذلك يدل على الإيجاز المخل في هذه النسخة.

(31) بعدها بياض في ص.

(32) الخياط: سقطت من ص ق.

(33) اضطربت نسخة ق كثيرا في تعداد هؤلاء الشيوخ، وكان فيها سقط كثير في ألقابهم.

(34) ق: ثم قال لسان الدين: ولما اقتضى ... إلخ؛ قلت ومن هنا يعود النص فيلتقي مع ما في نسخة الإحاطة.

(35) لم ترد هذه القصيدة في الإحاطة.

(36) البرى: التراب.

(37) ص ق: الميمون.

(38) عاد اللقاء مع نسخة الإحاطة، الورقة: 35.

(39) ص: حميد.

(40) الإحاطة: وأجاب موسم الدعوة.

(41) في ص ق: التقريب.

(42) الإحاطة: بشيء.

(43) ص ق: مصطف.

(44) الإحاطة: الحجابات.

(45) الإحاطة: ووسع.

(46) الإحاطة: تسبيب؛ ص: بعد التسبيب للخلاص.

(47) مهنئا: سقطت من ص.

(48) ق ص: تألفت.

(49) ق: غرة.

(50) ص ق: من مجده.

(51) ص: في ولده.

(52) ق: أرادني.

(53) ص: بذلك.

(54) ص: حق.

(55) ق: ثم قال.

(56) عليه: سقطت من ق ص.

(57) ق ص: فقبض.

(58) ق ص: قائمة لهم حجة ... لهم.

(59) ق: وذكر.

(60) بلفظه: سقطت من ق.

(61) انظر الإحاطة، الورقة: 48.

(62) ق: طلب منه.

(63) الإحاطة: من ذلك النظم ما تعددت به ... إلخ.

(64) ق: فنظمت.

(65) سقط هذا البيت من ص، ووقع هو والذي بعده قبل الثالث في ق؛ وما هنا يشبه ترتيب الإحاطة.

(66) ص ق: بحر.

(67) ق: ثم لم يكتف في هذا النمط الذي ... إلخ.

(68) الإحاطة: هي أزهار الرياض؛ ولم يورد من القصيدة في الإحاطة إلا أربعة أبيات.

(69) ص ق: سود.

(70) ق ص: في غير هذا.

(71) الاستبحار: سقطت من ق.

(72) ق ص: كذاك.

(73) ق: في الدين.

(74) يوح: الشمس، ولعل الصواب: " والبدر يخفى ".





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.