ري اشجار الزيتون

ان حوالي 93% من مساحات الزيتون المزروعة في القطر هي مساحات تعتمد على مياه الأمطار كمصدر وحيد للري، الا أن وجود بعض مزارع الزيتون المروية في محافظات دمشق وحمص والساحل ودرعا وحوض الفرات ومراكز البحوث الزراعية، يجعل من بحث هذا الموضوع أمرا مهما لأنه يعطي الشجرة القدرة على النمو والاثمار وتنظيم الحمل. ولذلك سأستعرض هنا وبإيجاز تجارب الري حول العالم لتقنع المزارعين والمهندسين وأولي الأمر باللجوء الى تطبيقه عندما يتوفر لهم مصدر الري اللازم.

1- لقد بينت دراسة أجراها كل من Hendrickson & Veihmeyer عام 1949 في كاليفورنيا في ديفز على مزارع الزيتون ما يلي:

أ ــ ان حجم الثمار النهائي من الاشجار المروية كان أكبر بكثير من ثمار الاشجار غير المروية وبفارق معنوي.

خط بياني يبين تأثير الري على زيادة قطر ثمار الزيتون

ب- كان قطر الثمرة المروية 1,87 سم بينما قطر الثمرة غير المروية 1,77 سم.

ج- كان وزن الثمرة المروية 4,4 غ بينما وزون الثمرة غير المروية 4 ,3 غ.

د- وازداد المحصول النهائي.

2- أجريت دراسة أخرى على ري أشجار الزيتون من قبل Spiegel عام 1955 لتحديد مواعيد الري وتأثيرها على الثمار والزيت الناتج في مناطق معدل أمطارها السنوية 450 - 650 ملم وكان من نتائجها:

أ- أن اعطاء رية واحدة متأخرة خاصة في مراحل نمو الثمار النهائي قد أدى لزيادة حجم الثمار ونسبة اللب/ البذرة.

ب- ان توفير الري لمزارع الزيتون بعد تصلب النواة وأثناء زيادة حجم الثمار قد أدى لتأخير نضجها وتلونها.

ج- لقد ازداد معدل نمو الاغصان في الربيع والخريف زيادة كبيرة عن معدل نمو الاغصان غير المروية، وان الري المستمر كان أفضل من عدم الري، كما أن مواعيد الري كان لها دورا مميزا.

و- ان معدل نموات الخريف كانت حوالي ¼ النمو السنوي الكلي.

د- لقد كان لعدد مرات الري نتائج مميزة على زراعة الزيتون وكانت النتائج المستخلصة من الجدول المرفق ما يلي:

1- ازداد معدل النمو الخضري للأغصان بزيادة عدد مرات الري.

2- ازدادت النسبة المئوية للأزهار الكاملة بزيادة عدد مرات الري.

3- ازدادت نوعية الثمار الكبيرة.

جدول يبين تأثير عدد الريات في الخريف على معدل نمو الاغصان والنسبة المئوية للأزهار الكاملة ونوعية الثمار الناتجة

(كانت الريات في خريف 1952 والقراءات كانت في عام 1953)

خط بياني يبين إثر الري على معدل الزيادة في نمو اغصان الزيتون

4- تأثير الري على المادة الجافة والزيت المتكون كنسبة وكمية من خلال الجدول التالي:

1- ان النسبة المئوية للزيت في المادة الجافة قد ازداد مع الري.

2- ان النسبة المئوية للزيت في كل الثمرة قد ازداد مع الري.

3- ان كمية الزيت الناتجة من الثمرة بالملغ قد ازدادت مع الري.

جدول يبين تأثير الري على المادة الجافة ومحتوى الثمار من الزيت في منطقة معدل أمطارها 250 ملم

5- تأثير مواعيد ري الزيتون على ما سبق ذكره أعلاه في الجدول التالي:

جدول يبين عدد وموعد الريات على نسبة الزيت وكميته

1- ان عدم ري الزيتون قد أدى لأقل كمية من الزيت.

2- ان اعطاء ريتين في شهر 22/7 و 8/8 كان الافضل لإنتاج الزيت نسبة وكما.

3- ان اعطاء ريتين في 24/8 و 13/9 كان أفضل من عدم الري انما أقل من المعاملة السابقة.

4- ان اعطاء أربعة ريات في المواعيد المذكورة لم يكن الافضل بين معاملات الري، انما كان أفضل من عدم الري.

5- تفوقت كافة معاملات الري في زيادتها للزيت.

6- تأثير الري على كمية الزيت الناتجة خلال سنتين متواليتين تحت معاملات ري مختلفة. تبين من نتائج الجدول التالي انه بزيادة الري ازدادت كمية الزيت الناتجة من وحدة المساحة.

جدول يبين تأثير الري على انتاج الزيت من وحدة المساحة كغ/دونم 1952 و 1953

7- أجرى هارتمان Hartmann في جامعة كاليفورنيا / ديفز 1962 تجربة على تأثير الري خلال مراحل تشكل الاجزاء الزهرية وما يسببه على اثمار الأشجار. فمن المعروف أن الزيتون يزرع هناك مرويا، وبالرغم من تساؤل المزارعين عن جدوى ري الزيتون. الا أن التجارب تثبت أنها تزيد انتاج الزيتون لان الري يساعد على انتاج خشب الحمل الجديد، ويزيد من نسبة العقد وحجم الثمار، ويمنع ظاهرة ذبول الثمار. فاذا كانت كمية الأمطار في الشتاء غير كافية، فأشجار الزيتون ستعاني من نقص رطوبة التربة خلال فترة حرجة في الربيع، فإعطاء رية أو اثنتين آنذاك أمر ينصح به على الدوام.

فالتجربة قد أثبتت أن عدم كفاية رطوبة التربة خلال فترة تشكل الاجزاء الزهرية، ليس فقط بأنه يؤدي الى ضمور المبيض واختزاله في الزهرة، لكنه يؤدي أيضا إلى نقص عدد العناقيد الزهرية والازهار المتشكلة. وقد درس تأثير نقص رطوبة التربة على عقد الازهار والانتاج من خلال تجربة أخرى على صنف الزيتون سيفيلانو عام 1951 وتميز آنذاك كل من شهري آذار ونيسان بالجفاف. وأستعيض عن مياه الامطار بإعطاء.

مزرعة زيتون (1) رية واحدة في 1 نيسان (30 شجرة لكل مزرعة)

مزرعة زيتون (2) رية واحدة في 14 نيسان

مزرعة زيتون (3) بقيت بدون ري حتى ما بعد الازهار.

شكل يبين بعض طرق ري الزيتون

ونظمت النتائج وفق الجدول التالي:

جدول يبين تأثير الري قبل التزهير على عقد الثمار والمحصول في شتاء قليل الامطار على صنف سيقلانو

8- كما أجرى هارتمان تجربة أخرى على أشجار زيتون مزروعة في حاويات عام 1962 لمعرفة مدى تأثير الري او عدمه خلال فترة تشكل الاجزاء الزهرية وما تسببه للمحصول السنوي من الثمار وكانت المعاملات على النحو

المعاملة

A أشجار مروية لم تتعرض للعطش مطلقا

B تعرضت الاشجار للعطش خلال الفترة 3 - 11 آذار

C تعرضت الأشجار للعطش خلال الفترة 7 - 21 آذار

D تعرضت الاشجار للعطش خلال الفترة 18 آذار - 4 نيسان

Ε تعرضت الاشجار للعطش خلال الفترة 1 آذار - 4 نيسان

وتبدو نتائج التجربة من خلال الشكل المرفق

والذي يبين قلة عدد الازهار في العنقود في كل الاشجار التي تعرضت للعطش في مراحل مختلفة من الربيع بالمقارنة مع الاشجار المروية كما أن تعرض الاشجار لقلة المياه في المراحل الأولى من تشكل الاجزاء الزهرية قد قلل من عدد العناقيد وعدد الأزهار بأن واحد. وان نسبة الأزهار الكاملة كانت عالية في الاشجار المروية. وتنصح نتائج التجربة بضرورة توفير الماء خلال مراحل تشكل الأجزاء الزهرية والتي تستمر من أوائل آذار وحتى نهاية نيسان حسب المناطق وذلك لتفادي قلة عدد العناقيد الزهرية، والمبيض المختزل وانخفاض نسبة العقد.

شكل يبين تأثير تعطيش أشجار الزيتون بتعريض تربتها لظروف مختلفة من العطش في أول الربيع ويبدو تشكل العناقيد الزهرية متدرجا من A التي توفر لها الماء خلال تطور الاجزاء الزهرية الى لا شيء E حيث تعرضت للعطش خلال كل الفترة.