المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Neutron Generation Time
11-4-2017
Botanist
13-10-2015
تكون العقيدة الدينية لدى الانسان
7-2-2018
العوامل التي تساعد على توطن الصناعة - الموقع الجغرافي Geographical Location
22-4-2021
ديلز o.p . diels
15-2-2016
غارة الضحّاك بن قيس الفهري على واقصة
2-5-2016


نونية ابن زمرك  
  
1146   01:29 صباحاً   التاريخ: 2024-01-07
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص: 46-55
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-06 696
التاريخ: 29/11/2022 1239
التاريخ: 30/11/2022 1328
التاريخ: 18-1-2023 987

نونية ابن زمرك

وحيث ذكرنا هذه القصائد النونية التي اتفق فيها البحر والروي، وجرت من البلاغة على النهج السوي، فلا بأس أن نعززها بقصيدة الرئيس الوزير أبي عبد الله ابن زمرك - سامحه الله تعالى - وهي قصيدة ميلادية أنشدها سلطان الأندلس عام خمسة وستين وسبعمائة، ونجعلها مكفرة لما مر في قصيدة الفقيه عمر من المجون، ومبلغة للناظرين في هذا التأليف ما يرجون، والحديث شجون، وهي قوله (1) :

لعل الصبا إن صافحت روض نعمان ... تؤدي أمان القلب عن ظبية البان

وماذا عن الأرواح وهي طليقة ... لو احتملت أنفاسها حاجة العاني

وما حال من يستودع الريح سره ... ويطلبها، وهي النموم، بكتمان

وكالطيف أستقريه في سنة الكرى ... وهل تنقع الأحلام غلة ظمآن

 

46

أسائل عن نجد ومرمى صبابتي ... ملاعب غزلان الصريم بنعمان

وأبدي إذا ريح الشمال تنفست ... شمائل مرتاح المعاطف نشوان

عرفت بهذا الحب لم أدر سلوة ... وإني لمسلوب الفؤاد لسلوان

فيا صاحبي نجواي والحب غاية ... فمن سابق جلى مداه ومن واني

وراءكما ما اللوم يثني مقادتي ... فإني عن شأن الملامة في شان

وإني وإن كنت الأبي قياده ... ليأمرني حب الحسان وينهاني

وما زلت أرعى العهد فيمن يضيعه ... وأذكر إلفي ما حييت وينساني

فلا تنكرا ما سامني مضض الهوى ... فمن قبل ما أودى بقيس وغيلان

لي الله إما أومض البرق في الدجى ... أقلب تحت الليل مقلة وسنان

وإن سل من غمد الغمام حسامه ... برى كبدي الشوق الملم وأضناني

تراءى بأعلام الثنية باسماً ... فأذكرني العهد القديم وأبكاني

أسامر نجم الأفق حتى كأننا ... وقد سدل الليل الرواق حليفان

ومما أناجي الأفق أعديه بالجوى ... فأرعى له سرح النجوم ويرعاني

ويرسل صوب القطر من فيض أدمعي ... ويقدح زند البرق من نار أشجاني

وضاعف وجدي رسم دار عهدتها ... مطالع شهب أو مراتع غزلان

على حين شرب الوصل غير مصرد ... وصفو الليالي لم يكدر بهجران

لئن أنكرت عيني الطلول فإنها ... تمت إلى قلبي بذكر وعرفان

ولم أر مثل الدمع في عرصاتها ... سقى تربها حين استهل وأظماني

ومما شجاني أن سرى الركب موهناً ... تقاد به هوج الرياح بأرسان

غوارب في بحر السراب تخالها ... وقد سبحت فيه مواخر غربان

على كل نضو مثله فكأنما ... رمى منهما صدر المفازة سهمان

ومن زاجر كوماء مخطفة الحشا ... توسد منها فوق عوجاء مرنان

نشاوى غرام يستميل رؤوسهم ... من النوم والشوق المبرح سكران

أجابوا نداء البين طوع غرامهم ... وقد تبلغ الأوطار فرقة أوطان

 

47

يؤمون من قبر الشفيع مثابة ... تطلع منها جنة ذات أفنان

إذا نزلوا من طيبة بجواره ... فأكرم مولى ضم أكرم ضيفان

بحيث علا الإيمان وامتد ظله ... وزان حلى التوحيد تعطيل أوثان

مطالع آيات، مثابة رحمة ... معاهد أملاك، مظاهر إيمان

هنالك تصفو للقبول موارد ... يسقون منها فضل عفو وغفران

هناك تؤدى للسلام أمانة ... يحييهم عنها بروح وريحان

يناجون عن قرب شفيعهم الذي ... يؤمله القاصي من الخلق والداني

لئن بلغوا دوني وخلفت إنه ... قضاء جرى من مالك الأرض ديان

وكم عزمة مليت نفسي صدقها ... وقد عرفت مني مواعد ليان

إلى الله نشكوها نفوساً أبية ... تحيد عن الباقي وتغتر بالفاني

ألا ليت شعري هل تساعدني المنى ... فأترك أهلي في رضاه وجيراني

وأقضي لبانات الفؤاد بأن أرى ... أعفر خدي في ثراه وأجفاني

إليك رسول الله دعوة نازح ... خفوق الحشا رهن المطامع هيمان

غريب بأقصى الغرب قيد خطوه ... شباب تقضى في مراح وخسران

يجد اشتياقاً للعقيق وبانه ... ويصبو إليها ما استجد الجديدان

وإن أومض البرق الحجازي موهناً ... يردد في الظلماء أنة لهفان

فيا مولي الرحمى، ويا مذهب العمى ... ويا منجي الغرقى، ويا منقذ العاني

بسطت يد المحتاج يا خير راحم ... وذنبي ألجاني إلى موقف الجاني

وسيلتي العظمى شفاعتك التي ... يلوذ بها موسى وعيسى بن عمران

فأنت حبيب الله خاتم رسله ... وأكرم مخصوص بزلفى ورضوان

وحسبك أن سماك أسماه العلا ... وذاك كمال لا يشاب بنقصان

وأنت لهذا الكون علة كونه ... ولولاك ما امتاز الوجود بأكوان

ولولاك للأفلاك لم تجل نيراً ... ولا قلدت لباتهن بشهبان

خلاصة صفو المجد من آل هاشم ... ونكتة سر الفخر من آل عدنان

 

48

وسيد هذا الخلق من نسل آدم ... وأكرم مبعوث إلى الإنس والجان

وكم آية أطلعت في أفق الهدى ... يبين صباح الرشد منها ليقظان

وما الشمس يجلوها النهار لمبصر ... بأجلى ظهوراً أو بأوضح برهان

وأكرم بآيات تحديتنا بها ... ولا مثل آيات لمحكم فرقان

وماذا عسى يثني البليغ وقد أتى ... ثناؤك في وحي كريم (2) وقرآن

فصلى عليك الله ما انسكب الحيا ... وما سجعت ورقاء في غصن البان

وأيد مولانا ابن نصر فإنه ... لأشرف من ينمى لملك وسلطان

أقام كما يرضيك مولدك الذي ... به سفر الإسلام عن وجه جذلان

سمي رسول الله ناصر دينه ... معظمه في حال سر وإعلان

ووارث سر المجد من آل خزرج ... وأكرم من تنمي قبائل قحطان

ومرسلها ملء الفضاء كتائباً ... تدين لها غلب الملوك بإذعان

حدائق خضر والدروع غدائر ... وما أنبتت إلا ذوابل مران

تجاوب فيها الصاهلات وترتمي ... جوانبها بالأسد من فوق عقبان

فمن كل خوار العنان قد ارتمى ... به كل مطعام العشيات مطعان

وموردها ظمأى الكعوب ذوابلاً ... ومصدرها من كل أملد ريان

ولله منها والربوع مواحل ... غمام ندى كفت بها المحل كفان

إذا أخلف الناس الغمام وأمحلوا ... فإن نداه والغمام لسيان

إمام أعاد الملك بعد ذهابه ... إعادة لا نابي الحسام ولا واني

فغادر أطلال الضلال دوارساً ... وجدد للإسلام أرفع بنيان

وشيدها، والمجد يشهد، دولة ... محافلها تزهى بيمن وإيمان

وراق من الثغر الغريب ابتسامه ... وهز له الإسلام أعطاف مزدان

لك الخير ما أسنى شمائلك التي ... يقصر عن إدراكها كل إنسان

 

49

ذكاء إياس في سماحة حاتم ... وإقدام عمرو في بلاغة سحبان

أمولاي ما أسنى مناقبك التي ... هي الشهب لا تحصى بعد وحسبان

فلا زلت يا غوث البلاد وأهلها ... مبلغ أوطار ممهد أوطان

ولابن زمرك المذكور ترجمة نأتي بها في هذا التأليف إن شاء الله تعالى في محلها، وهو من تلامذة لسان الدين، ومن عداد خدامه، فحين نبا به الزمان، وتعوض الخوف بعد الأمان، كان أحد الساعين في قتله كما سنذكره، وصرح بذمه وهجوه بعد أن كان ممن يشكره، وهكذا عادة بني الدنيا يدورون معها حيث دارت، ويسيرون حيث سارت، ويشربون من الكأس التي أدارت، وقد تولى المذكور الوزارة عوضاً عن ابن الخطيب، وصدح طير عزه على فنن من الإقبال رطيب، ثم آل الأمر به إلى القتل، كما سعى في قتل لسان الدين، وكان الجزاء له من جنس عمله، والمرء يدان بما كان به يدين، وعفو الله سبحانه مرجو للجميع في الآخرة، وهو سبحانه وتعالى المسؤول أن ينيلنا وإياهم المراتب الفاخرة، فإنه لا يتعاظمه ذنب، وليس للكل غيره من رب.

رجع إلى ما كنا بسبيله - وأما لوشة التي ينسب إليها لسان الدين فقد تقدم من كلام ابن خلدون أنها على مرحلة من حضرة غرناطة في الشمال من البسيط الذي في ساحتها المسمى بالمرج، وقد أجرى ذكرها لسان الدين في الإحاطة وقال:

إنها بنت الحضرة، يعني غرناطة، وقال ذلك في ترجمة ابن مرج الكحل، ولنذكر الترجمة بكمالها تتميماً للغرض فنقول:

[ترجمة ابن مرج الكحل]

قال رحمه الله ما نصه (3) : محمد بن إدريس بن علي بن إبراهيم بن القاسم، من

50

أهل جزيرة شقر، يكنى أبا عبد الله، ويعرف بابن مرج الكحل.

حاله: كان شاعراً مفلقاً غزلاً بارع التوليد رقيق الغزل، وقال الأستاذ أبو جعفر: شاعر مطبوع حسن الكتابة ذاكر للأدب متصرف فيه، قال ابن عبد الملك: وكانت بينه وبين طائفة من أدباء عصره مخاطبات ظهرت فيها إجادته، وكان مبتذل اللباس، على هيئة أهل البادية، ويقال: إنه كان أمياً.

من أخذ عنه: روى عنه أبو جعفر ابن عثمان الوارد، وأبو الربيع ابن سالم، وأبو عبد الله ابن الأبار، وابن عسكر، وابن أبي البقاء، وأبو محمد ابن عبد الرحمن ابن برطله، وأبو الحسن الرعيني.

شعره ودخوله غرناطة: قال في عشية بنهر الغنداق من خارج بلدنا لوشة بنت الحضرة، والمحسوب من دخلها أنه دخل إلبيرة - وقد قيل: إن نهر الغنداق من أحواز برجة، وهذا الخلاف داع لذكره (4) -:

عرج بمنعرج الكثيب الأعفر ... بين الفرات وبين شط الكوثر

ولتغتبقها قهوة ذهبية ... من راحتي أحوى المراشف أحور

وعشية كم كنت أرقب وقتها ... سمحت بها الأيام بعد تعذر

فلنا بهذا ما لنا في روضة ... تهدي لناشقها شميم العنبر

والدهر من ندم يسفه رأيه ... فيما مضى فيه بغير تكدر

والورق تشدو والأراكة تنثني ... والشمس ترفل في قميص أصفر

والروض بين مفضض ومذهب ... والزهر بين مدرهم ومدنر

والنهر مرقوم الأباطح والربى ... بمصندل من زهره ومعصفر

وكأنه وكأن خضرة شطه ... سيف يسل على بساط أخضر

وكأنما ذاك الحباب فرنده ... مهما طفا في صفحة كالجوهر

51

وكأنه، وجهاته محفوفة ... بالآس والنعمان، خد معذر

نهر يهيم بحسنه من لم يهم ... ويجيد فيه الشعر من لم يشعر

ما اصفر وجه الشمس عند غروبها ... إلا لفرقة حسن ذاك المنظر

ولا خفاء ببراعة هذا الشعر (5) ، وقال منها:

أرأت جفونك مثله من منظر ... ظل وشمس مثل خد معذر

وجداول كأرقم حصباؤها ... كبطونها وحبابها كالأظهر

 

وهذا تتميم عجيب لما يسبق إليه، ثم قال منها:

وقرارة كالعشر بين خميلة ... سالت مذانبها بها كالأسطر

فكأنها مشكولة بمصندل ... من يانع الأزهار أو بمعصفر

أمل بلغناه بهضب حديقة ... قد طرزته يد الغمام الممطر

فكأنه والزهر تاج فوقه ... ملك تجلى في بساط أخضر

راق النواظر منه رائق منظر ... يصف النضارة عن جنان الكوثر

كم قاد خاطر خاطر مستوفز ... وكم استفز جماله من مبصر

لو لاح لي فيما تقادم لم أقل ... عرج بمنعرج الكثيب الأعفر

قال أبو الحسن الرعيني: وأنشدني لنفسه (6):

وعشية كانت قنيصة فتية ... ألفوا من الأدب الصريح شيوخا

فكأنما العنقاء قد نصبوا لها ... من الانحناء إلى الوقوع فخوخا

شملتهم آدابهم فتجاذبوا ... سر السرور محدثاً ومصيخا

والورق تقرأ سورة الطرب التي ... ينسيك منها ناسخ منسوخا

 

52

والنهر قد صفحت به نارنجة ... فتيممت من كان فيه منيخا

فتخالهم خلل السماء كواكباً ... قد قارنت بسعودها المريخا

خرق العوائد في السرور نهارهم ... فجعلت أبياتي لها تاريخا

 

ومن أبياته في البديهة قوله:

وعندي من مراشفها حديث ... يخبر أن ريقتها مدام

وفي أجفانها السكرى دليل ... وما ذقنا ولا زعم الهمام

تعالى الله ما أجرى دموعي ... إذا عنت لمقلتي الخيام

وأشجاني إذا لاحت بروق ... وأطربني إذا غنت حمام

 

ومن قصيدة:

عذيري من الآمال خابت قصودها ... ونالت جزيل الحظ منها الأخابث

وقالوا: ذكرنا بالغنى، فأجبتهم ... خمولاً وما ذكر مع البخل ماكث

يهون علينا أن يبيد أثاثنا ... وتبقى علينا المكرمات الأثائث

وما ضر أصلاً طيباً عدم الغنى ... إذا لم يغيره من الدهر حادث

 

وله يتشوق إلى عمرو بن أبي (7) غياث:

أيا عمرو متى تقضي الليالي ... بلقياكم وهن قصصن ريشي

أبت نفسي هوى إلا شريشاً ... ويا بعد الجزيرة من شريش وله

 

من قصيدة:

طفل المساء وللنسيم تضوع ... والأنس يجمع شملنا ويجمع

والزهر يضحك من بكاء غمامة ... ريعت لشيم سيوف برق تلمع

 

53

والنهر من طرب يصفق موجه ... والغصن يرقص والحمامة تسجع

فانعم أبا عمران واله بروضة ... حسن المصيف بها وطاب المربع

يا شادن البان الذي دون النقا ... حيث التقى وادي الحمى والأجرع

الشمس يغرب نورها ولربما ... كسفت ونورك كل حين يسطع

إن غاب نور الشمس لسنا نتقي ... بسناك ليل تفرق يتطلع

أفلت فناب سناك عن إشراقها ... وجلا من الظلماء ما يتوقع

فأمنت يا موسى الغروب ولم أقل ... " فوددت يا موسى لو أنك يوشع " (8)

وقال:

ألا بشروا بالصبح من كان باكياً ... أضر به الليل الطويل مع البكا

ففي الصبح للصب المتيم راحة ... إذا الليل أجرى دمعه وإذا شكا

ولا عجب أن يمسك الصبح عبرتي ... فلم يزل الكافور للدم ممسكاً

 

ومن بديع مقطوعاته قوله:

مثل الرزق الذي تطلبه ... مثل الظل الذي يمشي معك

أنت لا تدركه متبعاً ... فإذا وليت عنه تبعك

وقال:

دخلتم فأفسدتم قلوباً بملكها ... فأنتم على ما جاء في سورة النمل (9)

وبالجود والإحسان لم تتخلقوا ... فأنتم على ما جاء في سورة النحل (10)

54

وقال أبو بكر محمد بن محمد بن جهور: رأيت لابن مرج الكحل مرجاً أحمر قد أجهد نفسه في خدمته، فلم ينجب، فقلت:

يا مرج كحل ومن هذي المروج له ... ما كان أحوج هذا المرج للكحل

ما حمرة الأرض من طيب ومن كرم ... فلا تكن طمعاً في رزقها العجل

فإن من شأنها إخلاف آملها ... فما تفارقها كيفية الخجل

 

فقال مجيباً:

يا قائلاً إذ رأى مرجي وحمرته ... ما كان أحوج هذا المرج للكحل

هو احمرار دماء الروم سيلها ... بالبيض من مر من آبائي الأول

أحببته أن حكى من قد فتنت به ... في حمرة الخد أو إخلافه أملي

وفاته: توفي ببلده يوم الاثنين لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول عام أربعة وثلاثين وستمائة، ودفن في اليوم بعده.

انتهى ما في الإحاطة في شأن ابن مرج الكحل.

وكتب أبو الحسن علي بن لسان الدين على أول ترجمته ما نصه: شاعر جليل القدر، من مشايخ شعراء الأندلس، من أهل بلنسية، وسكن جزيرة شقر.

وكتب على قوله والنهر مرقوم الأباطح ما صورته: لم يصف أحد النهر بأرق ديباجة ولا أظرف من هذا الإمام، رحمة الله عليه، انتهى كلام ابن لسان الدين.

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) انظر القصيدة في أزهار الرياض 2: 42.

(2) الأزهار: قديم.

(3) ترجمة ابن مرج الكحل منقولة نصا عن الإحاطة 2: 252.

(4) انظر هذه القصيدة أيضا في أزهار الرياض 2: 315.

(5) الإحاطة: النظم.

(6) لا يزال النقل عن الإحاطة مستمرا، وانظر أيضا برنامج الرعيني.

(7) أبي: سقطت من ق.

(8) من قول الرصافي البلنسي؛ وسيورده المقري:

سقطت ولم تملك يمينك ردها ... فودتت يا موسى لو أنك يوشع

(9) إشارة إلى الآية الكريمة " إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها ".

(10) إشارة إلى الآية الكريمة " أينما يوجهه لا يأت بخير ".

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.