المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

ما يؤدي الى مساوي الاخلاق‏
5-10-2016
خلع القاهر وبيعة الراضي
18-10-2017
وصف لوحة منتو حتب الثاني.
2024-01-27
ثابت "إيڤ" Eve’s constant
23-2-2019
طاقة الشمس
16-4-2016
الامواج والتيارات البحرية كعامل ارساب
2024-10-08


حكاية عن بلاغة ابن زيدون  
  
1182   08:51 صباحاً   التاريخ: 22-1-2023
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج3، ص:565
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-1-2023 1121
التاريخ: 4-7-2016 3312
التاريخ: 2024-01-31 1052
التاريخ: 2024-05-28 738

حكاية عن بلاغة ابن زيدون

وحكي أن الوزير أبا الوليد ابن زيدون(1) توفيت ابنته ، وبعد الفراغ من دفنها وقف للناس عند منصرفهم من الجنازة ليتشكر لهم ، فقيل : إنه ما أعاد في ذلك الوقت عبارة قالها لأحد ، قال الصفدي وهذا من التوسع في العبارة ، والقدرة على التفنن في أساليب الكلام ، وهو أمر صعب إلى الغاية ، وأرى أنه أشق مما يحكى عن واصل بن عطاء أنه ما سمعت منه كلمة فيها راء لأنه كان يلثغ بحرف الراء لثغة قبيحة ، والسبب في تهوين هذا الأمر وعدم تهويله أن واصل بن عطاء كان يعدل إلى ما يرادف تلك الكلمة مما ليس فيه راء ، وهذا كثير في كلام العرب ، فإذا أراد العدول عن لفظ فرس قال جواد أو ساع أو صافين، أو العدول عن رمح قال قناة أو صعدة أو يزني أو غير ذلك أو العدول عن لفظ صارم قال حسام أو لهذم أو غير ذلك وأما ابن زيدون فأقول في حقه إنه أقل ما كان في تلك الجنازة ، وهو وزير ، ألف رئيس ممن يتعين عليه أن يتشكر له ، ويضطر إلى ذلك ، فيحتاج في هذا المقام إلى ألف عبارة مضمونها الشكر ، وهذا كثير إلى الغاية ، لا سيما من محزون ، فقد

 

565

قطعة من كبده :

ولكنه صوب العقول إذا انبرت                    سحائب منه أعقبت بسحائب

وقد استعمل الحريري هذا في مقاماته عندما يذكر طلوع الفجر ، وهو من القدرة على الكلام ، وأرى الخطيب ابن نباتة ممن لا يلحق في هذا الباب ، فإنه أملى مجلدة معناها من أولها إلى آخرها : يا أيها الناس اتقوا الله واحذروه فإنكم إليه راجعون ، وهذا أمر بارع معجز ، والناس يذهلون عن هذه النكتة فيه ، انتهى كلام الصفدي ملخصا.

وقال في الوافي ، بعد ذكره جملة" من أحوال ابن زيدون ، ما نصه: وقال بعض الأدباء : من لبس البياض ، وتختم بالعقيق ، وقرأ لأبي عمرو ، وتفقه للشافعي، وروى شعر ابن زيدون ، فقد استكمل الظرف. وكان يسمى بحتري المغرب لحسن ديباجة نظمه ، وسهولة معانيه، انتهى.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

1- انظر الذخيرة 1 / 1: ۲۰۰ وسرح العيون: 4.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.