أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-07
661
التاريخ: 2024-02-13
894
التاريخ: 2024-07-27
433
التاريخ: 2024-08-08
464
|
الخلفاء العباسيون جميعًا من ولد العباس بن عبد المطلب، عم النبي العربي، وكان بنو العباس متحزِّبين لعلي بن أبي طالب في خلافته، فلما استأثر الأمويون بالحكم بعد قتل ابن أبي طالب أخذوا ينتهزون الفرص لنبذ طاعتهم والقيام مقامهم، ولم يجهروا برغائبهم؛ خشية بطش الأمويين بهم، إلى أن قام محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، فأخذ يبث دعاته سرًّا، فنجح بعض النجاح، إلا أنه أدركته الوفاة سنة 126ھ/744م، فعهد بنشر الدعوة إلى أبنائه: إبراهيم الإمام، وأبي العباس الذي لُقِّبَ بعد ذلك بالسفاح لسفكه الدماء، وأبي جعفر، الملقَّب بالمنصور، فجاهر دُعاة العباسيين بما تُكِنُّه صدورهم، وكان على رأسهم أبو مسلم الخراساني، ودعوا لإبراهيم الإمام، فلما سمع بذلك الخليفة الأموي استشاط غضبًا وبعث مَن قبض عليه، فأُخذ سنة 129ھ/747م، وحُبس حتى مات، لكن موت الإمام لم يُفِد بني أميَّة فائدة؛ إذ قام بعده أخوه أبو العباس السفاح، ودعا الناس إلى مُبايعته، وأتى الكوفة. وكانت كلمة أبي مسلم الخراساني قد عَلَت بالدعوة لبني العباس، فاجتمع للسفاح جيش لُهام، فسار به لمحاربة مروان بن محمد الملقَّب بالحِمَار، قاتل أخيه، فكسره في جُمادى الآخرة سنة 132ھ (كانون الثاني سنة 750) على الزاب الأعظم، لكن مروان تمكَّن من الفرار من الزاب، حتى وصل قرية بوصير في ديار مصر، فنزل في كنيسة للقبط هناك، فلما علم بقدوم أعدائه عليه حاربهم، وقتل منهم ثلاثمائة رجل، ثم جُرح جروحًا بليغة، فحمل عليه رجل فقتله، ثم جاء آخر فاحتزَّ رأسه — وكان من أهل البصرة — ثم بعث برأسه إلى دمشق، فنُصِب على باب مسجدها، وفي الآخر بُعِث به إلى السفاح؛ فخرَّ ساجدًا لله عند رؤيته إيَّاه، وتصدَّق بعشرة آلاف دينار.لكن وَقَع في قلب أبي العباس خوف ممَّن بقي من بني أمية لئلَّا يُثاروا بدم المقتول؛ فصمَّم على استئصال شأفتهم. فلما كان بعض بني أمية مجتمعين في الحيرة في مجلسه، وبنو هاشم دون سريره على الكراسي، وبنو أمية على الوسائد، أمرَ الخراسانية بقتلهم، فأخذتهم بالكافر كوبات (بالهراوات أو الدبابيس) فأُهمدوا، وكان أبو العباس في أثناء ذلك دعا بالغداء حين قُتلوا، وأمر ببساطٍ فبُسِط عليهم، وجلس فوقه يأكل وهم يضطربون تحته، فلما فرغ من الأكل قال: ما أعلمني أكلتُ أكلةً قطُّ أهنأ ولا أطيب لنفسي منها، فلما فرغ قال: جُرُّوا بأرجلهم، فأُلقُوا في الطريق يلعنهم الناس أمواتًا كما لعنوهم أحياء، فكانت الكلاب تجرُّ بأرجلهم، وعليهم سراويلات الوَشْي حتى أنتنوا، ثم حُفِرَت لهم بئر فأُلقوا فيها. هذا ما كان من أمر بعض منهم ممَّن كانوا في الحيرة، وأما البعض الآخر الذين كانوا في دمشق فإن الوليد بن معاوية بن مروان بن الحكم خليفة مروان قُتل في اجتياح المدينة، وبعث يزيد بن معاوية وعبد الله بن عبد الجبار بن يزيد، إلى أبي العباس، فقتلهما وصلبهما، ثم دعى مَن بقي منهم على نهر أبي فطرس من فلسطين، وأظهر لهم عبد الله بن علي — قائد جُند العباس — أنه يُريد أن يفرض لهم العطاء، فلما اجتمعوا وهم نيِّف وثمانون أميرًا، خرج عليهم مَن في الكمين فقتلوهم، ولم يفلت من هذه المجزرة سوى عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، الذي جدَّد معالم الخلافة بالأندلس. ولم يشأ السفاح أنْ يُقيم في ديار الشام مولده، بل اتخذ الأنبار (اليوم أم البر عند الأعراب، أو أم برا) مباءةً لخلافته، حتى مات فيها بالجُدَري سنة( 136 /754م)، وعمره ثلاث وثلاثون سنة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|