المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تراث الزهراء : مصادر التشريع الإسلامي وفلسفته وأصوله  
  
2035   04:58 مساءً   التاريخ: 21-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص206-209
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

1 - جاء في الخطبة المعروفة عنها قولها للصحابة حين اعترضت على أبي بكر بعد حادث السقيفة المرّ : « أنتم عباد اللّه نصب أمره ونهيه ، وحملة دينه ووحيه ، وامناء اللّه على أنفسكم ، وبلغاؤه إلى الأمم ، زعيم حق له فيكم ، وعهد قدّمه إليكم ، وبقيّة استخلفها عليكم ، كتاب اللّه الناطق ، والقرآن الصادق ، والنور الساطع ، والضياء اللامع ، بيّنة بصائره ، منكشفة سرائره ، منجلية ظواهره ، مغتبطة به أشياعه ، قائدا إلى الرضوان اتّباعه ، مؤدّ إلى النّجاة استماعه ، به تنال حجج اللّه المنوّرة ، وعزائمه المفسّرة ، ومحارمه المحذّرة ، وبيّناته الجالية ، وبراهينه الكافية ، وفضائله المندوبة ، ورخصه الموهوبة ، وشرائعه المكتوبة .

2 - وقالت عن فلسفة التشريع في نفس الخطبة : « جعل اللّه الإيمان تطهيرا لكم من الشرك ، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر ، والزكاة تزكية للنفس ، ونماء في الرزق ، والصيّام تثبيتا للإخلاص ، والحجّ تشييدا للدين ، والعدل : تنسيقا للقلوب ، وطاعتنا نظاما للملّة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة ، والجهاد عزّا للإسلام ، والصبّر معونة على استيجاب الأجر ، والأمر بالمعروف مصلحة للعامّة ، وبرّ الوالدين وقاية من السخط ، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد ، والقصاص حقنا للدماء ، والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة ، وتوفية المكائيل والموازين تغييرا للبخس ، والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس ، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة ، وترك السرقة إيجابا للعفّة ، وحرّم اللّه الشرك إخلاصا له بالربوبيّة » .

3 - وقالت عن بعض أصول التشريع : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفيّ ، حدثنا عبد الرحمن بن ديس الملائيّ ، حدثنا بشير بن زياد الجزريّ ، عن عبد اللّه بن حسن ، عن امّه فاطمة بنت الحسين ، عن فاطمة الكبرى قالت :

قال النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : إذا مرض العبد أوحى اللّه إلى ملائكته أن ارفعوا عن عبدي القلم ما دام في وثاقي ، فإنّي أنا حبسته ، حتّى أقبضه أو اخلّي سبيله .

قال : فذكرت لبعض ولده فقال : كان أبي يقول : أوحى اللّه إلى ملائكته : اكتبوا لعبدي أجر ما كان يعمل في صحّته .

4 - عن عليّ عن فاطمة رضي اللّه عنهما قالت : « قال لي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : يا حبيبة أبيها كلّ مسكر حرام ، وكلّ مسكر خمر »[1].

5 - عن سليمان بن أبي سليمان عن امّه امّ سليمان قالت : دخلت على عائشة زوج النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) فسألتها عن لحوم الأضاحيّ ، فقالت : قد كان رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) نهى عنها ، ثمّ رخّص فيها .

قدم عليّ بن أبي طالب من سفر فأتته فاطمة بلحم من ضحاياها ، فقال :

« أو لم ينه عنها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ؟ » فقالت : « إنّه قد رخّص فيها » . قالت : « فدخل عليّ على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فسأله عن ذلك ، فقال له : كلها من ذي الحجّة إلى ذي الحجّة »[2].

6 - عن سيّدة النساء فاطمة ابنة سيّد الأنبياء صلوات اللّه عليهم أنّها سألت أباها محمّدا ( صلّى اللّه عليه واله ) فقالت : « يا أبتاه ! ما لمن تهاون بصلاته من الرجال والنساء ؟ » قال : « يا فاطمة من تهاون بصلاته من الرجال والنساء ابتلاه اللّه بخمس عشرة خصلة : ستّ منها في دار الدنيا ، وثلاث عند موته ، وثلاث في قبره ، وثلاث في القيامة إذا خرج من قبره .

أمّا اللّواتي تصيبه في دار الدّنيا : فالأولى يرفع اللّه البركة من عمره ، ويرفع اللّه البركة من رزقه ، ويمحو اللّه عزّ وجلّ سيماء الصالحين من وجهه ، وكلّ عمل يعمله لا يؤجر عليه ، ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء ، والسادسة ليس له حظّ في دعاء الصالحين .

وأمّا اللواتي تصيبه عند موته : فأوّلهنّ أنّه يموت ذليلا ، والثانية يموت جائعا ، والثالثة يموت عطشا ، فلو سقي من أنهار الدنيا لم يرو عطشه .

وأمّا اللواتي تصيبه في قبره : فأوّلهنّ يوكّل اللّه به ملكا يزعجه في قبره ، والثانية يضيّق عليه قبره ، والثالثة تكون الظلمة في قبره .

وأمّا اللواتي تصيبه يوم القيامة إذا خرج من قبره : فأوّلهنّ أن يوكّل اللّه به ملكا يسحبه على وجهه والخلائق ينظرون إليه ، والثانية يحاسب حسابا شديدا ، والثالثة لا ينظر اللّه إليه ولا يزكّيه وله عذاب أليم »[3]

 


[1] دلائل الإمامة : 3 .

[2] « أهل البيت » لتوفيق أبو علم : 129 ، ومسند أحمد : 6 / 283 .

[3] سفينة البحار : 2 / 43 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.