أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014
1975
التاريخ: 11-10-2014
1863
التاريخ: 29-1-2021
2477
التاريخ: 11-10-2014
1642
|
في الإصحاح الرابع من سفر التكوين من التوراة ما نصه : 1- وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين وقالت اقتنيت رجلا من عند الرب 2- ثم عادت فولدت أخاه هابيل وكان هابيل راعيا للغنم وكان قايين عاملا في الأرض 3- وحدث من بعد أيام أن قايين قدم من أثمار الأرض قربانا للرب 4- وقدم هابيل أيضا من أبكار غنمه ومن سمانها فنظر الرب إلى هابيل وقربانه 5- ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر فاغتاظ قايين جدا وسقط وجهه 6- فقال الرب لقايين لما ذا اغتظت ولما ذا سقط وجهك 7- إن أحسنت أ فلا رفع وإن لم تحسن فعند الباب خطيئة رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها. 8- وكلم قايين هابيل أخاه وحدث إذ كانا في الحقل أن قايين قام على هابيل أخيه وقتله 9 فقال الرب لقايين أين هابيل أخوك فقال لا أعلم أ حارس أنا لأخي 10- فقال ما ذا فعلت صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض 11- فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك 12- متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها تائها وهاربا تكون في الأرض 13- فقال قايين للرب ذنبي أعظم من أن يتحمل 14- إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض ومن وجهك أختفي وأكون تائها وهاربا في الأرض فيكون كل من وجدني يقتلني 15- فقال له الرب لذلك كل من قتله قايين فسبعة أضعاف ينتقم منه وجعل الرب لقايين علامة لكي لا يقتله كل من وجده 16- فخرج قايين من لدن الرب وسكن في أرض نود شرقي عدن (1).
والذي في القرآن من قصتهما قوله تعالى : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } [المائدة : 27 - 31] وعليك أن تتدبر ما تشتمل عليه القصة على ما قصتها التوراة وعلى ما قصها القرآن ثم تطبق بينهما ثم تقضي ما أنت قاض.
فأول ما يبدو لك من التوراة أنها جعلت الرب تعالى موجودا أرضيا على صورة إنسان يعاشر الناس ، يحكم لهم وعليهم كما يحكم أحد الناس فيهم ، ويدنى ويقترب منه ويكلم كما يفعل ذلك أحدهم مع غيره ثم يختفي منه بالابتعاد والغيبة فلا يرى البعيد الغائب كما يرى القريب الحاضر ، وبالجملة فحاله حال إنسان أرضي من جميع الجهات غير أنه نافذ الإرادة إذا أراد ، ماضي الحكم إذا حكم ، وعلى هذا الأساس يبتنى جميع تعليمات التوراة والإنجيل فيما يبثان من التعليم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ولازم القصة التي فيها : أن البشر كان يعيش يومئذ على حال المشافهة والحضور عند الله سبحانه ، ثم احتجب عن قايين أو عنه وعن أمثاله وبقي الباقون على حالهم مع أن البراهين القاطعة قائمة على أن الإنسان نوع واحد متماثل الأفراد عائش في الدنيا عيشة دنيوية مادية وأن الله جل شأنه متنزه عن الاتصاف بصفات المادة وأحوالها ، متقدس عن لحوق عوارض الإمكان وطوارق النقص والحدثان ، وهو الذي يبينه القرآن.
وأما القرآن فإنه يقص القصة على أساس تماثل الأفراد غير أنه يذيل قصة القتل بقصة بعث الغراب فيكشف عن حقيقة كون الإنسان تدريجي الكمال بانيا استكماله في مدارج الكمال الحيوي على أساس الحس والفكر.
ثم يذكر محاورة الأخوين فيقص عن المقتول من غرر المعارف الفطرية الإنسانية وأصول المعارف الدينية من التوحيد والنبوة والمعاد ، ثم أمر التقوى والظلم وهما الأصلان العاملان في جميع القوانين الإلهية والأحكام الشرعية ، ثم العدل الإلهي في مسألة القبول والرد والمجازاة الأخروية.
ثم ندامة القاتل بعد صنعه وخسرانه في الدنيا والآخرة ، ثم يبين بعد ذلك كله أن القتل من شآمة أمره أن الذي يقع منه على نفس واحدة كالذي يقع منه على الناس جميعا وأن من أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.
__________________________
1- نقل من التوراة العربية المطبوعة في كمبردج سنة 1935.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|