أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-08
195
التاريخ: 2024-04-20
785
التاريخ: 13-6-2017
1929
التاريخ: 26-9-2018
1623
|
لا تقتصر العبادة في الإسلام ولا تنحصر بالصلاة والصوم فقط بل تتعدى ذلك، فإن الإنسان المؤمن عندما يقوم بأي عمل خالصٍ لله يطلب مرضاته فهو عبادة. والزواج من الأمور التي تسهب وتمهد الطريق للابتعاد عن الرذائل وبالتالي مرضاة الله تعالى، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إذا تزوج العبد فقد استكمل نصف دينه فليتق الله في النصف الآخر) (1)، ومن هنا فإن العابد العازب يسعى شوطاً طويلاً ودرباً شائكاً ليصل إلى هذا المقام بينما المؤمن الذي يتزوج ينال ذلك مباشرة. فالله تعالى تكرم علينا وهدى الإنسان المتزوج هذه الهدية، وفي حديث آخر يدل على عظمة المتزوج عنه (صلى الله عليه وآله): (المتزوج النائم أفضل عند الله من الصائم القائم العزب) (2)، أليس هذا الفضل يعتبر عبادة لدى الله تعالى؟ وإلا لما فضله على عبادة العازب القائم؟ لذا ينبغي على جميع المتبتلين السالكين أن يتزوجوا ليقطعوا المسافات ويصلوا إلى مرامهم. جاء في الحديث الشريف عن النبي (صلى الله عليه وآله): (أحب من دنياكم ثلاث: النساء والطيب وقرة عيني الصلاة) (3)، عندما ندقق ونتمعن في هذا الحديث ترد إلى عقولنا أفكار وأسئلة عدة:
أولاً: لماذا أحب النبي النساء؟
والجواب طبعاً (والله العالم) لأن النساء هن الزوجات والطرف الآخر الذي يكمل الله تعالى بهن نصف الدين، ولا ننس أن صلاة المتزوج بسبعين.
ثانياً: لماذا أحب الطيب؟
والجواب، لأن صلاة المتعطر بسبعين.
ثالثاً: لم أحب الصلاة وجعلها قرة عينه؟
كيف لا؟ وهي عمود الدين.
وعليه فالزواج مهم للسالك لأهمية عبادة المتزوج وفضلها وعظمتها عند الله تعالى.
يقول روح الله (قدس): (حضن المرأة معراج الرجل) كيف لا يكون ذلك والمرأة هي منبع الأنس ومصدر العطف والرأفة وملاذ الرجل، وسكنه الهادئ ومأواه الأمين كما قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21]، وكأن الباري (جل وعلا) يخاطب السالكين: أيها العابد السالك أنت محتاج للزواج ففيه ما تحتاجه عبادتك وهما شرطان أساسيان السكينة والطمأنينة، عندها تحظى بالرضا وتفوز، وتخمد نيران الشهوات، وتطوي المسافات للوصول إلى ساحتي المقدسة ومن منا لم يسمع بتلك القصة العظيمة والجواب العظيم من أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما سأله النبي (صلى الله عليه وآله) قائلاً: كيف وجدت أهلك؟ فقال (عليه السلام): نعم العون على طاعة الله. وجميعنا سمع بتلك الزوجة الطاهرة التي سلكت درب الزهراء (عليها السلام) وهي زوجة العلامة الطبطبائي (قدس) حيث كانت توقظه لصلاة الليل، والله هكذا تكون النساء وهذه التي توصل إلى حضرته تعالى. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من أحب أن يلقى الله طاهراً مطهرا فليلقه بزوجة) (4)، وكما علمنا فإن عبادة المتزوج خير من عبادة العازب القائم الصائم كما قال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): (ركعتان يصليهما متزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متزوج) (5).
ومن هنا تتضح أهمية الزواج وعظمته وخاصة للسالك نحو حضرة الملكوت الأعلى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ البحار، ج 103، ص 219.
2ـ مستدرك الوسائل، ج 14، ص 155.
3ـ المحجة البيضاء، ج 3، ص 68.
4ـ البحار، ج 103، ص 220.
5ـ المصدر السابق، ص 219.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|