أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2016
2329
التاريخ: 2023-12-07
839
التاريخ: 27/10/2022
1571
التاريخ: 2024-05-06
799
|
التعزية هي تفعلة من العزاء أي الصبر، يقال: عزّيته أي صبّرته، والمراد بها طلب التسلّي عن المصائب والتصبّر عن الحزن والانكسار بإسناد الأمر إلى الله ونسبته إلى عدله وحكمته، وذكر ما وعد الله على الصبر مع الدعاء للميت والمصاب لتسليته عن المصيبة وهي مستحبة إجماعاً ولا كراهة فيها بعد الدفن عندنا (1).
بل إنّها تكون بعد الدفن فعن الإمام الصادق (عليه السلام): (التعزية الواجبة بعد الدفن) (2).
والتعزية هي نوعٌ من التضامن الاجتماعيّ بين المؤمنين، وهي من الواجبات الاجتماعيّة لدى أغلب المجتمعات البشريّة، أما في الإسلام فلها أسلوب خاص أراده الله تعالى وعلّمنا إيّاه الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فما هو فضل التعزية وكيف نعزّي الآخرين؟.
فضلُ التعزية
ورد عن رسول الله الأكرم (صلى الله عليه وآله): (من عزّى مصاباً كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيء) (3).
وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من عزّى حزيناً كُسي في الموقف حلّة يحبر بها) (4).
وكلّنا يعلم ما في الصبر على المصيبة من أجرٍ كبيرٍ وعظيمٍ عند الله عزَّ وجلَّ، فبمجرّد ذهاب الإنسان المؤمن للتعزية بفقيد، فإنّ أجر الصبر على المصيبة الّذي كُتب لصاحب العزاء، سيكتب للمعزّي أيضاً من دون أن ينقص من أجر صاحب المصيبة.
كيف نعزّي؟
إنّنا كأتباع لشريعة الإسلام، ننظر كيف كان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وأهل البيت (عليهم السلام) يعزّون، لنستنّ بسنّتهم، ونكون لهم من المتّبعين.
ففي الرواية أنّه لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدق به أصحابه فبكوا حوله، واجتمعوا، فدخل رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطّى رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: (إنّ في الله عزاء من كلِّ مصيبة، وعوضاً من كلِّ فائت، وخلفاً من كلِّ هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا، ونظره إليكم في البلاء فانظروا، فإنَّ المصاب من لم يؤجر).
فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟ فقال عليّ (عليه السلام): (نعم، هذا أخو رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ الخضر ـ عليه السلام ـ) (5).
وقد عزّى الإمام الصادق (عليه السلام) قوماً فقال لهم: (جبر الله وهنكم، وأحسن عزاكم، ورحم متوفاكم) (6).
الإمام الرضا (عليه السلام) في تعزيته للحسن بن سهل: (التهنئة بآجل الثواب أولى من التعزيّة على عاجل المصيبة) (7).
وفي الرواية أنّه كتب الإمام الجواد (عليه السلام) إلى رجل: (ذكرت مصيبتك بعليّ ابنك وذكرت أنّه كان أحبّ ولدك إليك وكذلك الله عزَّ وجلَّ إنّما يأخذ من الوالد وغيره أزكى ما عند أهله ليعظّم به أجر المصاب بالمصيبة فأعظم الله أجرك وأحسن عزاك وربط على قلبك إنّه قدير وعجّل الله عليك بالخلف، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله تعالى) (8).
وفي رواية أخرى: عزّى الإمام الصادق (عليه السلام) رجلاً بابن له فقال (عليه السلام): (الله خير لابنك منك، وثواب الله خير لك من ابنك، فلمّا بلغه جزعه بعد عاد إليه فقال ـ عليه السلام ـ له: قد مات رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ فما لك به أسوة؟ فقال: إنه كان مرهقاً فقال ـ عليه السلام ـ: إنَّ أمامه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلّا الله، ورحمة الله، وشفاعة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ، فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله) (9).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الكافي، الشيخ الكليني، ج 3، ص 203.
2ـ المصدر السابق، ص 204.
3ـ المصدر السابق، ص 205.
4ـ المصدر السابق.
5ـ ميزان الحكمة، محمدي الريشهري، ج 3، ص 1972.
6ـ المصدر السابق.
7ـ المصدر السابق.
8ـ الكافي، الشيخ الكليني، ج 3، ص 205.
9ـ المصدر السابق، ص 204.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|