المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

خطوات يجب أن تتبع في إجراء أية تجربة تجريبية
10-3-2022
binding (adj./n.)
2023-06-14
Microalgal Lipids
7-2-2019
تفسير الآية (69-104) من سورة الشعراء
24-8-2020
تركاي ، جون
16-8-2016
الحركات أيام الهادي
12-3-2018


الإمام علي (عليه السلام) وارث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)  
  
1230   05:07 مساءً   التاريخ: 2023-12-07
المؤلف : السيد محمد هادي الميلاني
الكتاب أو المصدر : قادتنا كيف نعرفهم
الجزء والصفحة : ج1، ص397-399
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى الخوارزمي باسناده عن الناصر للحق في حديث طويل ، قال : " لما قدم علي عليه السّلام على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بفتح خيبر ، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : لولا أن تقول فيك طائفة من أمّتي ما قالت النصارى في المسيح ، لقلت اليوم فيك مقالا لا تمرّ بملأ إلاّ أخذوا التراب من تحت قدميك ومن فضل طهورك يستشفون به ، ولكن حسبك أن تكون منّي وأنا منك ، ترثني وأرثك وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي ، وإنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي ، وإنك غداً في الآخرة أقرب الناس مني ، وإنك أوّل من يرد عليّ الحوض ، وأول من يكسى معي ، وإنك أول من يدخل الجنة من أمتي ، وإن شيعتك على منابر من نور ، وإن الحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك "[1].

وروى النسائي باسناده عن ربيعة بن ناجذ : " أنّ رجلا قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ، لم ورثت دون أعمامك ؟ قال : جمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أو قال : دعا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بني عبد المطلب فصنع لهم مداً من الطعام . فأكلوا حتى شبعوا ، وبقي الطعام كما هو كأنّه لم يمسّ ، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنّه لم يمس ، أو لم يشرب ، فقال : يا بني عبد المطلب ، إنّي بعثت إليكم خاصّة والى الناس عامة ، وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم ، وأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي ؟ فلم يقم اليه أحدٌ ، فقمت إليه وكنت أصغر القوم ، فقال : اجلس ، ثمّ قالها ثلاث مرات كلّ ذلك أقوم اليه فيقول : اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ثم قال : فبذلك ورثت ابن عمي دون عمّي "[2].

قال الشنقيطي : " أخرج الحافظ أبو القاسم الدمشقي في الأربعين الطوال حديث مؤاخاة الصحابة مطولا وفي آخره : فقال علي : لقد ذهبت روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة . فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : والذي بعثني بالحق ما اخترتك إلا لنفسي ، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير انّه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي قال : وما أرث منك يا نبي الله ؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي قال : وما ورثته الأنبياء من قبلك ؟ قال : كتاب ربهم وسنّة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ، ثم تلا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : ( إِخْوَاناً عَلَى سُرُر مُّتَقَابِلِينَ ) وهم المتحابون في الله ينظر بعضهم إلى بعض "[3].

وروى ابن عساكر باسناده عن أبي إسحاق ، قال : " قيل لقثم : بأي شئ ورث علي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ قال : كان أوّلنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً ، فقلت : فأي شئ معنى ورث علي ؟ قال : لا أدري إلاّ أن عيسى بن يونس حدّثنا وذكر حديث مجالد بن سعيد . المراد بالميراث ها هنا العلم بدليل أن العبّاس أقرب منه قرابة ، غير أنّ علياً كان ألزم للنبي وأقدم له صحابة "[4].

دلالة الحديث

إنّه بعد أنْ ثبت أنّ عليّاً عليه السلام وارث رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فإنْ المراد من ذلك أنّه قد ثبت له ما كان ثابتاً للنبي من العلوم والمنازل والمناصب ، وذلك لأنّه - كما قال قثم - كان أشدّ الناس اتّصالاً ولصوقاً بالنبي ، أمّا إرثه للعلم فقد نصّ عليه كبار الأئمة الحفّاظ في كتبهم ، كالحاكم النيسابوري في مستدركه وابن عساكر الدمشقي[5] بذيل الحديث عن قثم بن العباس ، بل نصّ الحاكم على أنه اجماعي حيث قال بعده : " فقد ظهر بهذا الاجماع أن علياً ورث العلم من النبي دونهم "[6] ومن الواضح أنّ الأعلمية  توجب الأفضلية لقوله تعالى ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) وقوله : ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات ) والأفضليّة توجب الإمامة والولاية العامة . . . وأمّا الآخرون ، الذين كان يلهيهم الصفق بالأسواق عن الحضور عند النبيّ والتعلّم عنه ، فقد كانوا يرجعون إلى الإمام عليه السلام في المسائل المختلفة ، وهذا هو الثابت في الواقع والمعترف به من قبل علماء القوم في كتبهم المعتمدة .

 

[1] المناقب الفصل الرابع عشر ص 96 .

[2] الخصائص ص 18 .

[3] كفاية الطالب ص 35 .

[4] ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 12 و 14 ، وانظر الخصائص للنسائي ص 28 .

[5] تاريخ دمشق ج 42 ص 393 .

[6] المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 125 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.