العلاقات الخارجية لدول الحوض

مما لاشك فيه أن لطبيعة العلاقات الدولية الخارجية لبلدان الحوض الدولي تأثيرا مهما على درجة الصراع المحتمل وحدته على استهلاك المياه في ذلك الحوض. إذ أن الاتفاقيات المتعلقة باستخدامات الموارد المائية وتوزيعها وتنميتها بشكل ملائم للجميع تتأثر إلى حد بعيد بالعلاقات بين دول الحوض بعضها مع البعض الآخر كذلك فأن العلاقات الخارجية هي الأخرى تتأثر بمدي التعاون فيما بين هذه الدول بخصوص مياهها الدولية، لما لها من المردودات الايجابية على الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وغيرها بشكل قد يساعد على تحسين العلاقات بين الدول المتجاورة في الحوض الدولي. ومن العوامل المخففة لحدة الصراع واحتمالية حدوثه مدى الوعي السياسي لدول ذلك الحوض المتمثل في رغبتها مجتمعة أو منفردة من إقامة علاقات طيبة مع جاراتها الأخرى، أو في بناء علاقات سياسية أو اقتصادية حسنة معها، والعكس بالعكس.

ومن المسائل المهمة الأخرى ذات الصلة بالعلاقات الدولية هي وجهة النظر التي تتبناها دول الحوض حول القانون الدولي، ففي ظل غياب السلطة المركزية الفاعلة التي يمكن أن تفرض القانون على المستوى الدولي، وتضع قواعد و ترتيبات مقبولة وملزمة للجميع، فأن الشعوب قد تهمل أو تختار تلك المبادئ أو القواعد التي تراها منسجمة مع مصالحها الخاصة أو التي تلحق أقل الأضرار الممكنة بهذه المصالح، كما أنها قد تتمسك بالمبادئ القانونية التي تؤكد مصالحها في ذلك الحوض أو تؤيدها, وبالمقابل و انطلاقا من مبدأ عدم معارضة القانون الدولي فأننا نلحظ التزام دولة من دول الحوض بالمبادئ القانونية التي قد لا تتفق مع وجهة نظرها، كي لا تفقد مصداقيتها وسعد المجتمع الدولي مما يكون له أثره الايجابي على الصراع بين دول الحوض, ومن ناحية أخرى فإن توقع قيام الحروب عند خرق القانون الدولي، أو ارتباط دول الحوض بعلاقات تاريخية مستقرة أو بمعاهدات وأحلاف سياسية أو عسكرية يمكن أن يؤدي هو الاخر الى تقليل احتمالية نشوب الصراع بين هذه.