المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Codabar
11-2-2016
Samuel Giuseppe Vito Volterra
27-3-2017
الرينين Renin
22-6-2016
بيان أحوال الناس في القبر وعالم البرزخ
9-08-2015
صور الرقابة الإدارية
2024-07-03
أنواع العينات- العينة العشوائية
27-8-2022


عزة النفس والمحيط الإجتماعي  
  
1190   09:28 صباحاً   التاريخ: 2023-11-09
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص264ــ266
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-2-2017 2175
التاريخ: 17-11-2020 3128
التاريخ: 12-2-2017 5683
التاريخ: 18-4-2016 2989

المجتمع: إن احترام شخصية الفرد وكرامته في المجتمع الذي يعتبر دليلاً على الوعي العام هو من الأركان الأساسية لسعادة المجتمع ورقيه. كما أن عدم احترام شخصية الفرد وكرامته يعتبر دليلاً على التخلف والإنحطاط العام وسبباً في شقاء المجتمع ، وتعاسته.

وبالرغم من أن السلوك الأسروي والتربية المدرسية لهما الأثر الكبير في تنمية أو كبت الميل في العزة والكرامة عند الأبناء، إلا أن نظام الحكم في أي بلد كان ونهج قادته ومسؤوليه لهما دور مؤثر أيضاً في إحياء أو كبت عزة النفس والكرامة في المجتمعات.

دور النظام في إحياء الكرامة:

كل بلد يكون له قوانينه العادلة التي تحدد حقوق الناس وحدود وصلاحيات المسؤولين ولا تسمح لأحد بانتهاك حقوق الآخرين أو تجاوز حدوده ، وتحترم كافة طبقات الشعب وتمنحهم الحرية والأمن ضمن حدود القانون ، يكون الجو العام السائد في ذلك البلد مناسبا جدا لتنمية عزة النفس والكرامة في نفوس الناس ، حيث يعيشون دون قلق أو اضطراب وبعيدين عن الذل والعبودية ويتمتعون بثقة عالية بالنفس وبراحة البال في ظل القوانين التي تحمي حقوقهم.

أما في البلد الذي يحكمه نظام استبدادي وليست فيه قوانين عادلة وثابتة ، فلا يشعر أي فرد من أفراد الشعب بالأمن والإستقرار وراحة البال ، إذ يكون معرضاً في كل الأوقات لانتهاكات تطال حياته وماله، وفي مثل هذا المحيط الفاسد ليس هناك مفهوم لعزة النفس والكرامة والفضيلة، بل قد يلجأ الإنسان أحياناً إلى التملق والتزلف والمداهنة أو قد يرتكب أعمالاً رذيلة لاعتقاده بأنها طريقة إلى الخلاص ولو بشكل مؤقت.

الكراهة والقانون:

«يقول «مونتسكيو»: إن الكرامة ليست أساس الحكومة الإستبدادية ، فالناس في ظل حكومة كهذه عبيد متساوون. إن الكرامة لها قوانينها وقواعدها الخاصة ولا يمكنها أن تخضع لقوانين وضوابط اخرى . ومن هذا المنطلق فإن الكرامة لا مفهوم لها إلا في البلدان التي يكون لها أساس ثابت وقوانين راسخة لا تتغير بتغير الأيام . فكيف يمكن للكرامة أن تخضع للإستبداد؟ ، فالكرامة لها قوانين ثابتة وأهداف منتظمة ومعينة، بينما المستبد لا يمكن أن يلتزم بقاعدة ثابتة ، لأن أهواءه فوق كل القواعد والمقررات، وهو من أجلها يطمح إلى تدمير الآخرين.

إن الكرامة التي لا تجد لها في الغالب اسماً حتى في البلدان التي تحكمها أنظمة استبدادية تكون في البلدان التي تحكمها نظم دستورية هي الحاكمة وهي التي تمنح القوة لكل الجماعات السياسية والقوانين فيها.

إن طبيعة الحكم في الأنظمة الاستبدادية تستوجب نوعاً من الطاعة اللامحدودة. وحالما تبرز إرادة المستبد ينبغي أن يبرز أثرها فوراً. وفي مثل هذه الأنظمة تكون إرادة المستبد مطلقة وغير قابلة للتغيير.

وأيضاً في ظل مثل هذه الأنظمة ليس هناك مجال لتغيير الأوامر الصادرة أو تبديلها أو تعديلها أو المساومة عليها أو التفاوض بشأنها ، فالأوامر يجب أن تنفذ دون اقتراح أي بديل».

الحياة في ظل النظام الإستبدادي:

«يعيش الإنسان في ظل النظام الإستبدادي حياة أشبه ما تكون بحياة الحيوانات ، فهو لا يعرف إلا الغريزة والطاعة والعقاب ، ولا طائل من الحديث أمامه عن بعض الأحاسيس الطبيعية كاحترام الأبوين وحب الزوجة والإبن والكرامة وما شابه، فهو لا يعرف غير الإمتثال للأوامر الصادرة دون جدل أو نقاش»(1).

_________________________

(1) روح القوانين، ص 32. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.