المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16661 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
العمرة واقسامها
2024-06-30
العمرة واحكامها
2024-06-30
الطواف واحكامه
2024-06-30
السهو في السعي
2024-06-30
السعي واحكامه
2024-06-30
الحلق واحكامه
2024-06-30

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (275) من سورة البقرة  
  
1622   03:58 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص121-126 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2014 1406
التاريخ: 2023-08-04 918
التاريخ: 27-11-2014 2677
التاريخ: 27-11-2014 1372

 قال تعالى : { الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }[ البقرة : 275] .

تفسير الآية

( الرِّبا ) : الزيادة كما في قولهم رَبا الشيء يربو إذا زاد ، والربا هو : الزيادة على رأس المال ، فلو أقرضَ أحد أحداً عشرة إلى سنة فأخذ منه في نهاية الأجل أكثر ممّا دفع ، فهو ربا إذا شرطه في العقد .

و ( التخبّط ) : والخبط بمعنى واحد ، وهو المشي على غير استواء ، يقال : خبطَ البصير إذا اختلّت جهة مشيه ، ويقال للذي يتصرّف في أمر ولا يهتدي فيه : هو يخبط خبطة عشواء ، أي يضرب على غير اتساق .

وعلى هذا ، فالمراد من قوله : { يَتَخَبَّطهُ الشَّيْطان } أي يخبطه الشيطان ويضربه ، وبالتالي يصرعه .

و ( السَلَف ) : أي الماضي يقال : سَلف يسلف سلوفاً ، ومنه الأُمم السالفة أي الماضية .

وأمّا قوله : { مِنَ المَسّ } : فالظرف متعلّق بـ( يقوم ) ، أي : لا يقومون إلاّ كما يقوم المصروع من المسّ .

وحاصل معنى الآية : أنّ آكِل الربا لا يقوم إلاّ كقيام مَن يخبطه الشيطان فيصرعه ، فكما أنّ قيامه على غير استواء فهكذا آكل الربا .

فالتشبيه وقعَ بين قيام آكل الربا وقيام المصروع من خبط الشيطان ، فيُطرح هنا سؤالان :

الأول : ما هو المراد من أنّ آكل الربا لا يقوم إلاّ كقيام المصروع ؟

الثاني : ما هو المراد من كون الصرع من مسّ الشيطان ؟

أمّا الأول : فقد اختلفَ فيه كلمة المفسّرين على وجوه :

1. ذهبَ أكثرهم إلى أنّ المراد قيامهم يوم القيامة قيام المتخبّطين ، فكأنّ آكل الربا يُبعث يوم القيامة مجنوناً ، وذلك كالعلامة المخصوصة بآكل الربا ، فيعرفه أهل الموقف أنّه آكل الربا في الدنيا .

وعلى ضوء هذا ، فيكون معنى الآية : أنّهم يقومون مجانين كمَن أصابه الشيطان بمسٍّ .

2. إنّهم إذا بُعثوا من قبورهم خرَجوا مسرعين لقوله : { يَخْرُجُونَ مِنْ الأَجْدَاثِ سِرَاعاً } إلاّ آكلة الربا فإنّهم يقومون ويسقطون ؛ لأنّه سبحانه أرباه في بطونهم يوم القيامة حتى أثقلهم ، فهم ينهضون ويسقطون ويريدون الإسراع ولا يقدرون .

ويؤيدهُ : ما رويَ عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) أنّه قال : ( لمّا أُسريَ بي إلى السماء رأيتُ رجالاً بطونهم كالبيوت فيها الحيّات تُرى من خارج بطونهم ، فقلت : مَن هؤلاء يا جبرئيل ؟ قال : هؤلاء آكِلة الربا ) .

3. إنّ المراد من المسّ ليس هو الجنون ، وإن كان المسّ يُستعمل فيه ، بل المراد : مَن تبعَ الشيطان وأجاب دعوته ، كما هو الحال في قوله سبحانه : { إِنَّ الّذينَ اتَّقَوا إِذا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُون }[ الأعراف : 201] ؛ وذلك لأَنّ الشيطان يدعو إلى طلب اللّذات والشهوات والاشتغال بغير الله ، فهذا هو المراد من مسّ الشيطان ، ومَن كان كذلك كان في أمر الدنيا متخبّطاً ، فتارة يجرّه الشيطان إلى اتّباع النفس والهوى ، وتارة تجرّه الفطرة إلى الدين والتقوى فتضطرب حياته ويسودها القلق .

فلا شكّ أنّ آكل الربا يكون مُفرطاً في حبّ الدنيا متهالكاً عليها ، ولذلك تكون حياته الدنيوية حياة غير منظّمة وعلى غير استواء .

وهناك وجه رابع ذكره السيد الطباطبائي وهو :

إنّ الإنسان الممسوس الذي اختلّت قوّته المميّزة لا يفرِّق بين الحسن والقبيح ، والنافع والضار ، والخير والشر ، فهكذا حال المرابي في أخذه للربا ؛ فإنّ الذي تدعو إليه الفطرة أن يعامِل بمعاوضة ما عنده من المال ، الذي يستغني عنه ممّا عند غيره من المال الذي يحتاج إليه .

وأمّا إعطاء المال وأخذ ما يماثله بعينه مع زيادة ، فهذا شيء ينهدم به قضاء الفطرة وأساس المعيشة ؛ فإنّ ذلك ينجرّ من جانب المرابي إلى اختلاس المال من يد المَدين وتجمّعه وتراكمه عند المرابي ، فإنّ هذا المال لا يزال ينمو ويزيد ، ولا ينمو إلاّ من مال الغير ، فهو بالانتقاص والانفصال من جانب ، والزيادة والانضمام من جانب آخر .

وينجرّ من جانب المَدين المؤدي للربا إلى تزايد المصرف بمرور الزمان تزايداً لا يتداركه شيء مع تزايد الحاجة ، وكلّما زاد المصرف ـ أي نما الربا بالتصاعد ـ زادت الحاجة من غير أمر يجبر النقص ويتداركه ، وفي ذلك انهدام حياة المَدين .

فالربا يضادّ التوازن والتعادل الاجتماعي ، ويُفسد الانتظام الحاكم على هذا الصراط المستقيم الإنساني الذي هَدته إليه الفطرة الإلهية .

وهذا هو الخبط الذي يبتلي به المرابي كخبط الممسوس ؛ فإنّ المراباة تضطرّه أن يختل عنده أصل المعاملة والمعاوضة فلا يفرِّق بين البيع والربا ، فإذا دُعي إلى أن يترك الربا ويأخذ بالبيع ، أجاب : إنّ البيع مِثل الربا لا يزيد على الربا بمزيّة ، فلا موجِب لترك الربا وأخذ البيع ، ولذلك استدلّ تعالى على خبط المرابين بما حكاه من قولهم : { إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا } (1) .

وهناك سؤال : وهو أنّه لماذا قيل البيع مثل الربا ، بل كان عليهم القول بأنّ الربا مثل البيع ؛ لأَنّ الكلام في الربا لا في البيع ، فوجبَ عليهم أن يشبّهوا الربا بالبيع ، لا على العكس .

والجواب : إنّهم شبّهوا البيع بالربا لأجل المبالغة ، وهو أنّهم جعلوا حِلّية الربا أصلاً ، وحلّية البيع فرعاً ، فقالوا : إنّ البيع مِثل الربا .

هذا كلّه حول الأمر الأول .

وأمّا الأمر الثاني ـ وهو كون الجنون معلولاً لوطأة الشيطان ومسّه ـ فنقول :

إنّ ظاهر الآية أنّ الجنون نتيجة تصرّف الجنّ في المجانين ، مع أنّ العلم الحديث كشفَ علّة الجنون وهو حدوث اختلالات في الأعصاب الإدراكية ، فكيف يُجمع بين مفاد الآية وما عليه العلم الحديث ، وهذا من قبيل تعارض النقل والعقل ؟

وأجابَ عنه بعض المفسّرين : بأنّ هذا التشبيه من قبيل المجاراة مع عامّة الناس في بعض اعتقاداتهم الفاسدة ، حيث كان اعتقادهم بتصرّف الجن في المجانين ، ولا ضير في ذلك ؛ لأنّه مجرّد تشبيه خال عن الحُكم حتى يكون خطأً غير مطابق للواقع .

فحقيقة معنى الآية هو : أنّ هؤلاء الآكلين للربا حالهم حال المجنون الذي يتخبّطه الشيطان من المسّ ، وأمّا كون الجنون مستنداً إلى مسّ الشيطان فأمر غير ممكن ؛ لأَنّ الله سبحانه أعدل من أن يسلّط الشيطان على عقل عبده ، أو على عبده المؤمن  (2) .

وأجابَ عنه السيد الطباطبائي : بأنّ الله تعالى أجلّ من أن يستند في كلامه إلى الباطل ، ولغو القول بأيّ نحو كان من الاستناد إلاّ مع بيان بطلانه وردّه على قائله ، وقد قال تعالى في وصف كلامه :{ وَإِنَّهُ لكِتابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ }[ فصّلت : 42] .

وقال تعالى : { إِنَّهُ لَقَولٌ فَصْلٌ * وَما هُوَ بِالْهَزْلِ }[ الطارق : 13ـ 14] .

وأمّا أنّ استناد الجنون إلى تصرّف الشيطان وذهاب العقل ينافي عدله تعالى ، ففيه : أنّ الإشكال بعينه مقلوب عليهم في إسنادهم ذهاب العقل إلى

الأسباب الطبيعية ، فإنّها مُستندة أخيراً إلى الله تعالى مع إذهابها العقل (3) .

وهناك كلام آخر للسيد الطباطبائي ولعلّه يقلع الشبهة : إنّ استناد الجنون إلى الشيطان ليس على نحو الاستقامة ومن غير واسطة ، بل الأسباب الطبيعية كاختلال الأعصاب والآفة الدماغية أسباب قريبة وراءها الشيطان ، كما أنّ أنواع الكرامات تستند إلى المَلَك مع تخلّل الأسباب الطبيعية في البين ، وقد وردَ نظير ذلك فيما حكاه الله عن أيوب ( عليه السلام ) إذ قال : { أنّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ }[ ص : 41] ، وإذ قال : { أَنّي مَسَّنِيَ الضُرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ }[ الأنبياء : 83] ، والضرّ هو : المرض وله أسباب طبيعية ظاهرة في البدن ، فنسبَ ما به من المرض المستنِد إلى أسبابه الطبيعية إلى الشيطان (4) .

_____________

1 ـ الميزان : 2/411 .

2 ـ نَقَلهُ في الميزان : 2/413 ولم يذكر المصدر ؛ وفي تفسير المنار : 3/95 ما يقرب من ذلك ، نَقلهُ عن البيضاوي في تفسيره .

3 ـ الميزان : 2/412 .

4 ـ الميزان : 2/413 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .