أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-21
1011
التاريخ: 2023-11-02
1021
التاريخ: 2023-10-27
949
التاريخ: 2023-11-08
949
|
وكان رومانوس من كبار رجال الجيش وأصحاب الأملاك الواسعة في قبدوقية، وكان محبوبًا محترمًا من الجُند شجاعًا قويًّا، ولكنه كان يُحِبُّ السُّلْطة، فَاستأثر بها، فأغضب إفذوكية بعد مرور شهرين فقط على زواجهما، فخَرَجَ من القصر وأقام في آسية عبر البوسفور بعد حملة عسكرية شنها على الأتراك السلاجقة (1). وكانتْ أحوالُ الروم قد ساءتْ في البلقان وفي إيطالية، فالمجر عَبَرُوا الدانوب وحاصروا بلغراد ثلاثةَ أَشْهُر في السنة 1064، وكان الغز أبناء عم السلاجقة قد نزحوا من شمالي قزوين إلى جنوبي روسية، فأَجْلَوُا البتشناغ عن مراعيهم ودفعوا بهم إلى مصب الدانوب، فعبر هؤلاء الدانوب في السنة 1065 وأوغلوا في البلقان حتى ثيسالونيكية وثيسالية، ولَمْ تَقْوَ الجيوشُ على صَدِّهِم، فسمح قسطنطين العاشر ببقائهم في مقدونية على أن ينخرطوا في خدمة الدولة (2). وأدى النزاع في إيطالية بين البابا نيقولاووس الثاني والبابا بندكتوس العاشر في السنة 1059 إلى تفاهُم وتحالُف بين نيقولاووس الثاني والنورمنديين، فأقر البابا نيقولاووس شرعية مطالبة هؤلاء بكابوة وكلابرية، وانطلق روبر غيسكار وأخوه روجه فأخضعا كلابرية، فأنفذ قسطنطين العاشر حملةً إلى إيطالية الجنوبية، فعاد روبر من صقلية؛ حيث كان يعاون أخاه روجه في إخضاع هذه الجزيرة ليحافظ على ممتلكاته الجديدة في جنوبي إيطالية، وبدأتْ بذلك حربٌ بين الروم والنورمنديين انتهت بسقوط باري في السادس عشر من نيسان 1071 وخروج الروم من إيطالية الجنوبية بعد حُكْم دام ثلاثةَ قُرُون متتالية، ولم يُجْدِ قسطنطين العاشر نفعًا تدخلُهُ في سياسة الكنيسة الرومانية وتأييدُهُ للبابا أونوريوس الثاني مناظر ألكسندروس الثاني (3). وكان طغرل بك زعيم الأتراك السلاجقة قد تُوُفي في السنة 1062، فخلفه السلطان أَلب أرسلان واستولى على آني Ani الأرمنية في السنة 1064 فذبح ونَفَى، ثم قام إلى الرها فَصَدَّهُ عنها دُوق أنطاكية في السنة 1065، (4) وفي ربيع السنة 1067 هاجم أَلب أرسلان الروم من الشرق والجنوب في آن واحد، فدخلت جيوشه البونط وقيليقية، ووصل إلى قيصرية قبدوقية فخرَّبها (5). واستوى رومانوس على العرش، فتولى مهمة صد الأتراك السلاجقة، وقاد إلى الميدان كل رجل استطاع أن يجنده في أوروبة وآسية، فطردهم من البونط أولًا وأنزل بهم هزيمةً كبيرةً عند تفريقية، ثم قام إلى سورية الشمالية فأحرز نصرًا مبينًا في العشرين من تشرين الثاني سنة 1069 عند هيرابوليس «منبج»، وكان السلاجقةُ قد توغلوا في غلاطية فعاد رومانوس إليها وحَرَّرَها، وفي السنة 1070 حاصر أَلب أرسلان مدينة الرها دون جدوى. وجاءت السنة 1071 فأعاد رومانوس تنظيم جيشه، وقام في منتصف آذار إلى الجبهة الشرقية الجنوبية، فوصل إلى منزيكرت «ملاذكرد» على الفرات الأعلى، فوجد نفسه وجهًا لوجه، ليس أمام جيشٍ واحد من جيوش السلاجقة فحسب، بل أمام قوة السلطنة السلجوقية كلها، وأمام ألب أرسلان نفسه، وكان قد حلَّ بجيش الروم شيءٌ من الارتباك بسبب السير الطويل، وكان الفسيلفس قد أرسل فرقةً كاملة إلى روسل دي بايول القائد النورمندي الذي كان قد اتجه نحو بحيرة وان. وعلى الرغم من هذا كله بقي الفسيلفس متلهفًا إلى القتال، شاعرًا أن السلاجقة لم يُتيحوا له من قبل ميدانًا صالحًا للقتال مثل هذا، متيقنًا من أن جنوده المدرعين سيقضون قضاءً مبرمًا على الفرسان السلاجقة مهما بلغ عددهم، وكان ألب أرسلان قد زاد خصمه وثوقًا من نفسه بأن أرسل إليه تقارير كاذبة تفيد أن السلاجقة عازمون على الرحيل متجهين إلى بغداد. وفي السادس والعشرين من آب سنة 1071 انبرى ألب أرسلان لقتال الروم، فأبلى فرسان الروم المدرعون بلاءً حسنًا وظلوا يومًا كاملًا يخترقون خطوط أعدائهم، ولكن هؤلاء كانوا دائمًا يسدون الثُّلُمات بسرعة وبجموع جديدة كانت تفد باستمرار، وفي المساء كان القتال لا يزال مائعًا، وفي أثناء الليل رأى رومانوس أن يسحب جنوده إلى المعسكر، فأساء بعضُهُم فَهْمَ الأوامر، فانقلب التراجع المنظم إلى فرار مستعجل، وأصبح القسم الذي قاده الفسيلفس محاطًا بالعدو من جميع النواحي، وجرح رومانوس نفسه وسقط عن حصانه ووقع أسيرًا (6). وسِيقَ رومانوس إلى خيمة عدوه واستُقبل بحفاوة، ثم تفاوض الكبيران في الصلح فاتفقا على أن يدوم خمسين سنة، وعلى أن يدفع الروم في كل سنة ثلاثمائة وستين ألف قطعة ذهبية، وعلى أن يفدي رومانوس نفسه بمليون ونصف مليون من هذه القطع عينها، وتصدعت جبهةُ الروم واختلَّ نظامُهُم الدفاعي في هذا القطاع، ثم اندلعت نيرانُ حرب أهلية مكنت السلاجقة من الدخول إلى آسية الصغرى والاستقرار فيها (7).
...............................................
1- Psellus, M., Discours, II, 159.
2- Cedrenus, G., Synopsis, II, 384-385; Dolger, F., Regesten, 955.
3- Bréhier, L. Byzance, 278-279.
4- Matthieu d’Edesse, Chronique, 91.
5- Michel d’Attalie, 94; Cedrenus, G., Synopsis, II, 389; Laurent, J., Byzance et les Tures Seljoucides, 25
6- أومان، الإمبراطورية البيزنطية، ص198.
7- Psellus, M., Chron., II, 161-162; Michel d’Attalie, 159ff; Laurent, J., Op. Cit., 1–44; Dolger, F., Regesten, 972; Ostrogorsky, G., Gesch. Des Byz. Staates, 243-244
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|