لا أجمل من القمر إذا كان بدرا الشمس أبهى منه وأسطع نورًا ولكن نورها يبهر العين ويُؤذيها فلا تستطيع التحديق فيها، ويزيد البدر بهاءً إذا دارت حوله هالة من النور كأنها جند تحيط بملك عزيز الشأن تحرسه ولا تستطيع الدنو منه مهابة.

وتحدث الهالة إذا كان في الهواء بلورات صغيرة من الثلج أو الجليد فإنَّ النور الذي يمرُّ فيها ينكسر وينحرف على زاوية تعدل نحو 22 درجة فيصل إلى عين الرائي كأنه أشعة صادرة من نقط حول القمر بعيدة عنه نحو 22 درجة فتظهر هذه الأشعة في دائرة حول القمر قطرها نحو 44 درجة؛ لأننا إنما نرى ما نراه في المكان الذي تجتمع فيه أشعة النور الواصلة إلى عيوننا، وكما تحدث الهالة حول القمر تحدث حول الشمس أيضًا، وقد يكثر عدد الهالات لاختلاف أشكال البلورات التي يمر النور فيها أو ينعكس عنها فتتولد منها دوائر مختلفة الأشكال والأوضاع حتى لقد يتولد منها قرنان على قرص الشمس كالقرنين اللذين يريان في النقوش المصرية القديمة على رأس دائرة تمثل الشمس، كأنَّ المصريين الأقدمين رأوا هذه الحادثة الجوية فأثرت في نفوسهم ورسموها ونقشوها وعلَّقوا عليها شأنا دينيًا كبيرًا، وقد تتكوّن للشمس هالات كثيرة في وقت واحد وتتقاطع فيكون منها شكل كالصليب أو بقع منيرة كالشموس.