أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26
883
التاريخ: 2023-10-14
1117
التاريخ: 2023-10-25
1002
التاريخ: 2023-10-26
1103
|
وقضت هذه المطامع السياسية الإيطالية عينها بوجوب التفاهُم بين رئاسة الكنيسة في الغرب وبين الرئاسة في الشرق، ومما زاد في رغبة باسيليوس في إزالة الانشقاق في الكنيسة، أَنَّ أنصار إغناطيوس، مناظر فوطيوس، كانوا لا يزالون كثرًا في القسطنطينية وما جاورها، وأن باسيليوس كان يكره فوطيوس ويخشى نُفُوذَه في الأوساط العلمية والعالية. وهكذا، فإننا نرى باسيليوس يخلع فوطيوس عن العرش البطريركي المسكوني في الثالث والعشرين مِن تِشْرين الثاني سنة 767، ويُعيد إليه إغناطيوس نفسه ويطلب إلى البابا أَنْ يُعيد توحيدَ الصفوف وأَنْ يُرسل إلى القسطنطينية مَنْ يمثله في مجمع مسكوني يعقد لهذه الغاية (1)، ووافق البابا أدريانوس الثاني (867–872) وأرسل رُسُله إلى القسطنطينية، فوصلوا إليها في السنة 868، واستُقبلوا فيها بحفاوةٍ فائقة. وفي الخامس من تشرين الأول سنة 869، التأم مائة أسقف في مجمعٍ عدَّ مسكونيًّا وروقب مراقبة شديدة من قبل الفسيلفس، فطلب أعضاؤُهُ فوطيوس للمثول أمامهم، ففعل، فطُلب إليه أن يجيب عما وُجِّهَ إليه مِنَ انتقادٍ فرفض بعزة وأنفة وكبر، فقُطع هو وجميعُ أتباعِهِ وكُسرت قرارات بطريركيته، وفرض رسل البابا الطاعة على الشرقيين (2). ولم يدم هذا الانتصار إلا قليلًا، ففي غد اليوم نفسه الذي انتهت فيه أعمال هذا المجمع (28 شباط 870) تقدم بوغوريس ملك البلغار بطلبٍ إلى المجمع؛ يرجو فيه البَتَّ فيما إذا كانت الكنيسةُ البلغاريةُ تابعةً لرومة أو للقسطنطينية، فعقد أعضاء المجمع اجتماعًا خاصًّا لهذه الغاية، ووجد رسل رومة أن باسيليوس وإغناطيوس لم يكونا أقل تمسكًا بالكنيسة البلغارية وبوجوب دوام خضوعها لكرسي القسطنطينية من برداس وفوطيوس، وعلى الرغم من احتجاج رسل البابا، فإن باسيليوس أقر خضوع الكنيسة البلغارية لسلطة البطريرك المسكوني، وأسرع إغناطيوس فسام عليها رئيس أساقفة يونانيًّا يعاونُهُ عشرةُ أساقفة يونانيين أيضًا، واضطر الكهنة الرومانيون ورؤساؤُهُم أن يغادروا بلغاريا. ولدى وفاة إغناطيوس البطريرك المسكوني في السنة 877 طلب باسيليوس إلى فوطيوس أن يخلفه، وكان فوطيوس قد نجا من المنفى وعاد إلى القسطنطينية؛ ليهذب أولاد الفسيلفس، وفي السنة 879 عاد الفسيلفس فطلب إلى حليفه في السياسة البابا يوحنا الثامن (872–882) أن يشترك في مجمع مسكوني يُعقد في القسطنطينية للنظر في قضية فوطيوس البطريرك، فأوفد يوحنا الثامن من مثَّله في هذا المجمع، والتأم لهذه الغاية واحدٌ وثمانون رئيس أساقفة «متروبولبيت» ومئتان وسبعون أسقفًا. واحتج فوطيوس احتجاجًا شديدًا على قرارات المجمع السابق، فوافق المجمع الجديد على براءة فوطيوس مما نسب إليه، وكسر قرارات مجمع السنة 869-870، وأعلن فوطيوس رئيسًا للكنيسة الشرقية، واعتبره ممثلو البابا «صاحب قداسة»، وفي يوم عيد الميلاد من السنة 879 قدم فوطيوس الذبيحة الإلهية يعاونُهُ جميعُ أعضاء المجمع، وأصدر المجمع قوانين ثلاثة أهمها: أن البطريرك فوطيوس يحرم من يحرمه البابا يوحنا من رجال إكليروسه أو أبناء رعيته المقيمين في آسية أو أوروبة أو أفريقيا، وأن البابا يوحنا يقابله بالمثل، وأن «التقدُّم» الذي للكنيسة الرومانية يبقى على حاله بلا إحداثٍ ولا تغييرٍ إن في الحاضر أو المستقبل، وعقدت الجلسة السادسة قبل الأخيرة في الثالث من آذار سنة 880 في البلاط لا في آجيا صوفيا، وحضرها الفسيلفس وأولادُهُ، ونصح الفسيلفس أن يكتب دستور إيمان عام، فأجاب نائب بطريرك أنطاكية «أن دستور الإيمان في كل المسكونة هو هو لا يتغير والمجمع الحاضر يصدق عليه.» ثم قال نواب رومة: إنه يجب أن لا يسنَّ قانون جديد بل إن يصدق على دستور الإيمان القديم النيقاوي، فأمر البطريرك فوطيوس رئيس الكتاب الشماس بطرس أن يقرأ اعتراف الإيمان، ففعل. وكان يُقال فيما مضى: إن رومة لم تعترف بقرارات هذا المجمع المسكوني الثامن، وإن البابا يوحنا الثامن — لَدَى اطلاعه على قرارات هذا المجمع المسكوني الثامن — أرسل مارينوس سفيرًا إلى القسطنطينية؛ ليقنع الفسيلفس والبطريرك بوجوب تعديل بعض قرارات هذا المجمع وإنه أَخفق في هذا، فصعد على الآمبن وفي يده الإنجيل ونادى: «كل من لا يعتبر فوطيوس المفروز بحكمٍ إلهيٍّ كما تركه الباباوان نيقولاووس وأدريانوس القديسان ليكن أناثيما؛ أي مفروزًا»، وإن الفسيلفس غضب فألقاه ثلاثين يومًا في السجن (3) ، ولكن جمهرة العلماء اليوم — وبينهم الكاثوليكيون أمثال دوفورنك وغرومِّل — يرون أن هذا كله كان ضربًا من الدعاوى الإغناطيوسية التي اختُلقت اختلاقًا في أيام البابا فورموسيوس (891–896) وأن كل ما نعلمه عن علاقات فوطيوس بالبابا يوحنا الثامن يكذب هذه الدعاوى تكذيبًا (4) ، وأنه لم يقم بين خلفاء البابا يوحنا الثامن وحتى انتهاء بطريركية فوطيوس الثانية في أيام لاوون السادس؛ مَنْ قطع علاقاته مع هذا البطريرك العالم التقي العظيم (5).
...............................................
1- Mansi, Sacrorum Conciliorum Nova et Amplissima Collectio, XVI, 47ff.
2- Mansi, Op. Cit., XVI, 16–207.
3- Patrologia Graeca, Vie d’Ignace Patriarche de Const. Vol. 105
4- Dvornik, F., Pretendue Condamnation de Photius, Byzantion, 1933, 426ff; Grummel, R. P., Y a-t-il un second schisme de Photius?, Rev. Sc. Th., 1933.
5- Fliche, A., et Martin, V., Histoire de l’Eglise, (1937–1944)، VI, 497-498; Diehl et Marçais, Monde Oriental, 442–444.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|