أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-07
222
التاريخ: 12-10-2018
2160
التاريخ: 2024-03-23
765
التاريخ: 12-10-2018
2339
|
إنّ الرؤية الإسلاميّة النابعة من كتاب الله سبحانه وسنّة النبيّ وآله (عليهم السلام) واضحة الدلالات في حثِّها وترغيبها، بل في إعطائها للزواج مكانة قلّ نظيرها حتّى ورد عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ما بُني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من التزويج) (1) راسماً في مبادئه وأعماله وأهدافه خطوطاً هي الضرورات في عالم الدنيا كما الآخرة، حيث لا رهبانيّةَ في الإسلام، وعلى العكس تماماً ممّا حاوله الواهمون. ولذلك كان مشروع بناء لمؤسَّسة عظيمة يديرها الزوج الّذي سيصبح أباً، وتعاونه الزوجة الّتي ستصبح أمّاً تهزّ المهد بيمينها وتهزُّ العالم بيسارها، ومدرسة يترعرع في كنفها جيل صالح، تغذِّيه المبادىء والفضائل على أساس التكامل في الأدوار والوظائف الملقاة على عاتق كلٍّ من الشريكين في سير حياة هذه العلاقة ضمن قناتها الصحيحة. ولكي يتحقق ذلك لا بدَّ أن يكون أساس البناء قائماً على التقوى، وهو يتمّ مع معرفة كلٍّ من الشريكين للحقوق المتوجِّبة عليه، وضوابط العلاقة مع شريكه، والآداب الّتي ينبغي أن يتحلّى بها، ولم يترك الإسلام العزيز شيئاً يرتبط بهذا الشأن إلا وبيّنه بشكل تفصيليّ واضح لا يترك العذر لمخالفه على الإطلاق.
فالزواج رابطة شرعيّة تربط بين الرجل والمرأة، يحفظ بها النوع البشريّ. ولقد أجازتها الشرائع السماويّة المتقدِّمة بأجمعها، وأكّد الإسلام عليها وندب إليها الشارع هكذا في كلِّ تشريعاته.
وبناء على ما للزّواج من خطورة ومكانة مهمّة في النظام الاجتماعيّ، تولّى الشارع المقدَّس رعايته بدقّة وتفصيل، حيث فصّل قواعده، وحدّد أحكامه منذ اللحظات الأولى للتفكير فيه حتّى إتمامه، حيث يتمُّ الاستمتاع لكلٍّ من الزوجين مع شريك حياته.
ثمّ أولاه عناية فائقة، وأحاطه بالاهتمام البالغ من بدايته حتّى ينتهي بالموت أو بغيره.
ولم يفسح الشارع المقدَّس المجال للناس، ليضعوا له ما شاؤوا من أنظمة وأحكام، ويقيموا له ما يرتضون من قواعد وأصول.
بل تولّاه الشارع تفضُّلاً منه، وتحنُّناً على العباد، فوضع له أصوله ونظم أحكامه، علماً منه بأنّ العباد عاجزون عن أن يضعوا له التصميم الصالح، الّذي يبتني عليه الكيان الاجتماعيّ الرصين، الّذي لا يداخله ضعف، ولا يعتريه وهن، ليكتسب الزواج بهذه الرعاية المقدَّسة والحماية ما يُشعر الزوجين بأنّهما يرتبطان برباط مقدَّس يشمله الدين بقدسيَّته في كلِّ لحظة من مراحله، فيسكن كلٌّ منهما إلى صاحبه عن رضىً واختيار، ويطبِّقان عليهما أحكامه بطيب نفس وارتياح بال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم: 21].
كما ورد في المأثور عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): (ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسرُّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله) (2).
مكانة الزوج
يُعتبر الزوج ربّ الأسرة الّذي إن يكن حائزاً على مواصفات عالية، كما أراده الإسلام، كان إنجاحها واستمرارها صنيعَه وحليفَه وإلّا فلا. لذلك تدخّل الدين القيّم في تحديدها وأسّس الاختيار في ضوئها بغية الإعداد لمجتمع سليم، مع الأخذ بعين الاعتبار لموقعه في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34].
ومن جانب آخر، كان لرضاه الأثر الأهمّ في آخرة المرأة إضافةً إلى أُولاها حيث رُوي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (لا شفيعَ للمرأة أنجحُ عند ربّها من رضا زوجها(3).
مكانة الزوجة
إنّها خير فائدة بعد التقوى أن يستفيدها الرجل زوجة صالحة تعينه على شؤون دينه ودنياه، وهي خير متاعها أيضاً، ومن أعظم أسباب السعادة حيث لم يكن دورها مقصوراً في النظرة الإلهيّة، يوماً، على العلاقة الخاصّة. وإنّما هي ركن الأسرة وسيِّدتها الّتي تعاون الرجل وتسانده ليصلا معاً إلى الغاية الّتي أرادها الله تعالى لهما، ولذلك عبّر عنها النبيّ (صلى الله عليه وآله) قائلاً: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عزَّ وجلَّ خيراً له من زوجة صالحة) (4).
وعن الإمام الصادق عليه السلام: (إنّما المرأة قلادة فانظر ما تتقلّد) (5).
وهذا بيان لموقعها ودعوة إلى عدم التسرُّع في الاختيار، بل التأنّي مليّاً قبل اتخاذ القرار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 3.
2ـ الكافي، ج 5، ص 327.
3ـ ميزان الحكمة، ج 2، ص 1184.
4ـ كنز العمال، 44410.
5ـ معاني الاخبار، ج 1، ص 144.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|