المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24



لمحة عن الإسكندر المقدوني !  
  
4596   02:00 صباحاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص 546-551 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة ذي القرنين وقصص أخرى /

لعلّك تتساءل : ما هو السبب في شيوع القول بأنّ ذا القرنين المذكور في القرآن ، هو الإسكندر المقدوني ( اليوناني ) ، وقد شاع وصف سدّ ذي القرنين بالسدّ الإسكندري ؟!

قد تكرّرت آراء مَن يرى ـ من المفسّرين وبعض أهل التأريخ ـ أنّه الإسكندر في عدّة مراجع :

وأَوّل من وجدناه ذَكر ذلك من أهل التأريخ ، هو أحمد بن داود الدينوري ( ت282هـ ) في كتابه ( الأخبار الطوال ) ، ذكر فتوحاته في الهند والصين ، وكرّ راجعاً إلى بلاد يأجوج ومأجوج ، وبنائه السدّ ، حيث قصّ اللّه خبرهم في القرآن (1) .

وبعده العلاّمة المؤرّخ الجغرافي أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي ( ت345هـ ) في كتابه ( التنبيه والإشراف ) . قال فيه : وأخبار الإسكندر وسيره ومسيره في مشارق الأرض ومغاربها وما وطئ من الممالك ولقى من الملوك وبنى المدائن ورأى من العجائب ، وأخبار الردم ... (2)

ومن المفسّرين الكِبار الإمام الفخر الرازي ( ت606هـ ) في تفسيره الكبير ، استناداً إلى أنّ إنساناً هذا شأنه ، قد مَلك المشرق والمغرب وطاف البلاد ، لابدّ أن يبقى ذِكره خالداً غير مطموس ولا مغمور ، ولا أحد من ملوك العالم ـ فيما سجّله التأريخ ـ يعرف بهذا الوصف سِوى الإسكندر اليوناني...

ثُمّ يعترض على هذا الرأي بأنّ الإسكندر هذا كان تلميذ أرسطاطاليس الحكيم وكان على مذهبه ، فتعظيم اللّه إيّاه يُوجب الحكم بأنّ مذهب أرسطاطاليس حقّ وصدق... وذلك ممّا لا سبيل إليه... قال : وهو إشكال قوي... (3)

وتبعه على ذلك المتأثّرون بتفسيره ، منهم : نظام الدين الحسن بن محمّد القمي النيسابوري ( ت728م ) في تفسيره ( غرائب القرآن ) ، قال فيه : وأصحّ الأقوال أنّ ذا القرنين هو الإسكندر بن فيلقوس ـ ولكنّه وصفه بالرومي ، خطأً ـ واستدلّ بما استدلّ به الرازي ، وأجاب عن الإشكال بأن ليس كلّ ما ذهب إليه الفلاسفة باطلاً ، فلعلّه أخذ منهم ما صفا ، وترك ما كدر... (4)

وعلاّمة بغداد أبو الفضل شهاب الدين السيد محمود الآلوسي ( ت1270هـ ) في

تفسيره ( روح المعاني ) يسرد الأقوال بشأن شخصية ذي القرنين ، وينتهي أخيراً بأنّه الإسكندر المقدوني ـ الموصوف تارةً باليوناني وأُخرى بالرومي ـ يقول : وكأنّي بك بعد الاطّلاع على الأقوال ، ومالها وما عليها ، تختار أنّه إسكندر بن فليقوس الذي غلب ( دارا ) مَلِك فارس وأنّه كان مؤمناً لم يرتكب مُكفّراً من عقد أو قول أو فعل... أمّا تَلمذته على أرسطو فلا تمنع من ذلك ، فقد تتلمذ الأشعري على المعتزلة ، كما خالف أرسطو أُستاذة أفلاطون في كثير من المسائل ... هذا وقد ذكر الفيلسوف صدر الدين الشيرازي أنّ أرسطو كان حكيماً عابداً موحّداً قائلاً بحدوث العالم ودثوره... (5) .

وسبقهم إلى ذلك أصحاب التفسير بالمأثور :

جاء في تفسير مقاتل بن سليمان البلخي ( ت150 ) : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ} [الكهف: 83] يعني : الإسكندر قيصر ! ويُسمّى الملك القابض على قاف ، وهو جبل محيط بالعالم ، وذو القرنين ؛ لأنّه أتى قَرنَي الشمس : المشرق والمغرب... (6) .

وفي تفسير أبي جعفر الطبري ( ت310 ) : ( كان شابّاً من الروم ، فجاء وبنى مدينة الإسكندريّة ) ! (7) .

وفي تفسير الماوردي أبي الحسن علي بن محمّد البصري ( ت450 ) : ( قال معاذ بن جبل : كان روميّاً اسمه الإسكندروس . قال ابن هشام : هو الإسكندر ، وهو الذي بنى الإسكندرية ) (8) .

وأخرج ابن عبد الحَكَم في فتوح مصر عن قتادة : الإسكندر هو ذو القرنين .

وعن وهب بن منبّه : كان ذو القرنين رجلاً من الروم ، وكان اسمه الإسكندر ، وإنّما سُمّي ذا القرنين ؛ لأنّ صفحَتي رأسه كانتا من نُحاس !

وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر عن السدّي والحسن : كان أنف الإسكندر ثلاثة أذرع ، وعن عبيد بن يعلى : كان له قَرنان صغيران تورايهما العمامة ! (9)

وللحافظ إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي ( ت774 ) هنا محاولة غريبة : (10) عمد إلى الجمع بين الروايات المختلفة بشأن الإسكندر ، وأنّه شخصان ، هو في أحدهما روميّ ، وفي الآخر يونانيّ مقدونيّ .

أخرج بإسناده إلى إسحاق بن بشر عن سعيد بن بشير عن قتادة ، قال : إسكندر هو ذو القرنين ، وأبوه أَوّل القياصرة ، وكان من وُلد سام بن نوح .

فأمّا ذو القرنين الثاني فهو اسكندر بن فيلبس من ذريّة إسحاق ، قال : كذا نَسبه ابن عساكر في تأريخه ، المقدوني اليوناني المصري باني الإسكندريّة ، وكان متأخّراً عن الأَوّل بدهر طويل ، كان هذا قبل المسيح بنحوٍ من ثلاثمِئة سنة ، وكان أرسطاطاليس الفيلسوف وزيره ، وهو الذي قتل دارا وأَذلّ ملوك الفرس وأوطأ أرضهم .

قال : وإنّما نبّهنا عليه ؛ لأنّ كثيراً من الناس يعتقد أنّهما واحد ، وأنّ المذكور في القرآن هو الذي كان أرسطاطاليس وزيره ، فيقع بسبب ذلك في خِطاءٍ كبير وفساد عريض طويل كثير !!

فإنّ الأَوّل كان عبداً مؤمناً صالحاً ومَلِكاً عادلاً وكان وزيره الخضر ، وقد كان نبيّاً على ما قرّرناه قبلُ... وزاد في التفسير : أنّه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل وأَوّل ما بناه وآمن به وأتبعه .

وأمّا الثاني فكان مشركاً وكان وزيره فيلسوفاً ، وقد كان بين زمانيهما أزيد من ألفي سنة ، فأين هذا من هذا ، لا يستويان ولا يشتبهان إلاّ على غبيٍّ لا يعرف حقائق الأُمور !! (11) .

ولعلكّ أيّها القارئ النبيه ، في غنىً عن التدليل على مواضع الضعف من هذه الأوهام والتي هي أشبه بالخيال من الحقيقة ! فإنّ التناقض والتهافت فيما تلوناه عليك بادٍ بعيان من غير حاجة إلى البيان .

وللدكتور عبد العليم عبد الرحمان خضر تفصيل وتبيين عن مواضع الإسكندر المقدوني ، والتي لا تدع مجالاً لاحتمال كونه ذ القرنين المذكور في القرآن ، ولا احتمال أن يكون هناك إسكندران : روميّ ويونانيّ ـ كما حسبه البعض ـ لأنّ القضية تعود إلى وثائق التأريخ وليس هناك عبث في الكلام... (12)

ومن المعاصرين ، ذهب الأُستاذ محمّد جمال الدين القاسمي ( ت1322هـ ) إلى أنّ ذا لقرنين الذي جاء ذِكره في القرآن ، هو الإسكندر الكبير المقدوني (13) .

يقول : اتّفق المحقّقون على أنّ اسمه ( ذا القرنين ) الإسكندر الأكبر ابن فيلبس باني الإسكندريّة بتسعمئة وأربعة وخمسين سنة ( 954 ) قبل الهجرة ، وثلاثمئة واثنين وثلاثين ( 332 ) سنة قبل ميلاد المسيح ( عليه السلام ) .

وردّ على ابن القيّم ابن الجوزيّة في زَعمه : أنّه سبق هذا الإسكندر بقرون كثيرة...

قال ابن قيّم ـ في كتابه ( إغاثة اللهفان ) في الكلام على الفلاسفة ـ : ومن ملوكهم الإسكندر المقدونيّ وهو ابن فيلبس ، وليس بالإسكندر ذي القرنين الذي قصّ اللّه تعالى نَبأه في القرآن ، بل بينهما قرون كثيرة ، وبينهما في الدين أعظم تباين ، فذو القرنين ـ في القرآن ـ كان رجلاً صالحاً موحّداً للّه تعالى ، يُؤمن باللّه تعالى وملائكته وكُتبه ورسله واليوم الآخر ، وكان يغزو عُبّاد الأصنام ، وبلغ مشارق الأرض ومغاربها ، وبنى السدّ بين الناس وبين يأجوج ومأجوج .

وأمّا هذا المقدونيّ فكان مشركاً يعبد الأصنام هو وأهل مَملكته ، وكان بينه وبين المسيح نحو ألف وستمِئة سنة (!!) (14) والنصارى تؤرّخ له . وكان أرسطاطاليس وزيره وكان مشركاً يعبد الأصنام ...

وهنا يأتي القاسمي ليردّ عليه قائلاً : إنّ المرجع هم أئمّة التأريخ ، وقد أطبقوا على أنّه ( أي ذي القرنين ) هو الإسكندر الأكبر ابن فيلبس باني الإسكندرية ، وقد أصبح ذلك من الأوّليّات عند علماء الجغرافيا .

... وأمّا ما جاء في وصفه في القرآن ، فلعلّه لخصال حسان لا تمسّ جانب عبادته

للأوثان... بل لعلّه من المحتمل أنّه خالف شعبه وتبع أُستاذه في التوحيد ، كما قيل (15) .

وهكذا ذكر الأُستاذ محمّد فريد وجدي : لا ينافي أن يكون المقصود بذي القرنين هو الإسكندر المقدوني ، على ما كان فيه من الشذوذ في بعض الأُمور (16) .

هذا وإنّا لنستغرب صدور مثل هذا الكلام من مثل القاسمي والوجدي وقد عاشا القرن العشرين ودرسا أساليب النقد التأريخي الصحيح ، وعرفا من الإسكندر المقدوني ذلك الطاغية الذي عاش حياته القصيرة في الترف والزهو وقد أَبطرته النعمة وأطغته العظمة ، فعلا في الأرض واستكبر وأفسد فيها وأَهلك الحرث والنسل وحاول إبادة الحضارات والثقافات وأُصول الديانات وأحرق المكتبات ، وانهمك على اللذّات واللهو العارم ، فأنشأ لنفسه سرايا على نسق ملوك الشرق المبطرين ، وأحاط نفسه بالنُدمان وأهل الخلاعة ، وتغلغل في متاهات الغلوّ ، حتّى ادّعى أنّه هو وحده يرجع إليه الفضل في تلك الفتوحات ، ثُمّ تنمّر حتّى ادّعى أنّه ابن الإله ( جوبة ) ودعا إلى عبادته (17) .
__________________ 

(1) الأخبار الطوال ، ص37 .

(2) التنبيه والإشراف ، ص100 ( ط دار الصاوي ، القاهرة ، 1357هـ/1938م ) .

(3) التفسير الكبير ، ج21 ، ص163 ـ 165 .

(4) تفسير غرائب القرآن ورغائب الفرقان ، بهامش جامع البيان ، ج16 ، ص18 .

(5) روح المعاني : ج16 ، ص28 .

(6) تفسير مقاتل بن سليمان ، ج2 ، ص599 .

(7) جامع البيان ، ج16 ، ص7 .

(8) تفسير الماوردي ( النكت والعيون ) ، ج3 ، ص337 .

(9) الدرّ المنثور ، ج5 ، ص438 ـ 439 .

(10) على غِرار ما سبق عن زميله ابن قيّم ابن الجوزيّة ( ت751هـ ) ، هما رضيعا ثدي واحد ( تلميذا ابن تيميّة ) وكان هائماً  في تخيّلاته ، وهكذا أثّر على أعقابه وأتباعه !

(11) البداية والنهاية ، ج2 ، ص105 ـ 106 ؛ وراجع تفسيره أيضاً ، ج3 ، ص100 .

(12) راجع ما كتبه بهذا الشأن ، في كتابه القيّم ( مفاهيم جغرافيّة في القَصص القرآني ) ، ص50 ـ 130 . فإنّه جيّد دقيق !

(13) تفسير القاسمي ، ج5 ، ص54 .

(14) لقد اشتبه الأمر عليه كثيرة ؛ إذ الإسكندر المقدوني كان قبل المسيح بثلاثمئة وثلاثين سنة ، نعم ذكروا أنّ الفصل الزماني بين ذي القرنين الذي جاء ذكره في القرآن والذي كان على عهد إبراهيم الخليل ـ حسبما زعموا ـ هو نحو هذا العدد ( 1600 سنة ) !

(15) تفسير القاسمي ، ج5 ، ص58 .

(16) دائرة معارف القرن العشرين ، ج1 ، ص325 .

(17) راجع : البحر الزاخر ، في تأريخ العالم وأخبار الأوائل والأواخر لمحمود فهمي المهندس ، ج2 ، ص136 ـ 137 و 150 ـ 151 . ( محمّد خير رمضان ، ص146 ـ 147 ) .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .