المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16420 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
معنى تحاجوني
2024-05-12
معنى بازغ
2024-05-12
تحتمس الرابع يرى بوالهول في رؤيا صادقة.
2024-05-12
تحتمس الرابع ومغزى اللوحة.
2024-05-12
تحتمس الرابع في طفولته.
2024-05-12
مكان «تحتمس» المختار للراحة بعد الصيد.
2024-05-12

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير سورة البقرة  
  
2344   02:48 صباحاً   التاريخ: 2023-10-09
المؤلف : تحقيق د. اقبال وافي نجم
الكتاب أو المصدر : تفسير ابن حجام
الجزء والصفحة : ص17-32
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

[ 1 ] ([2]) الأَعلَام ، وقال لآدم : قُم يا آدم واخرج ([3]) ، فخرَج به يوم التَّروية  وأمره أن يغتسِلَ ويُحرِم .

ويُقال ([4]) : أُخرِجَ مِنَ الجنَّة أوَّل يومٍ مِن ذي القِعدَة ، فلمَّا كان الثَّامِن ([5]) مِن ذي الحجَّة ، أخرجَه جبرئيل الى مِنى ، فباتَ بها ، فلمَّا أصبح أخرجه الى عرفات فلمَّا زالت الشَّمس ، وقد كان عَلَّمهُ حين أخرجه مِن مكَّة الإِحرام ، وأمرهُ ([6]) بالتَّلبيَة .

فلمَّا زالت الشَّمس يومَ عَرفَة قَطَعَ التَّلبيَة وأمره أن يغتسلَ فلمَّا صلَّى العصر وقفه ([7]) بعرَفات وعلمَّه الكلمات الَّتي يلقى بها ([8]) ربَّه، وهي : سُبحانك اللَّهُمَّ وبِحمدِكَ ، لا إله إلَّا أنت ([9]) ، خير الغافرين ، لا إله إلَّا أنت ، سبحانك وبِحمدِك ، عَمِلتُ سُوءَاً ، وظلمتُ نفسي واعترفتُ بذنبي فاغفر لي ، إنَّك أنت التَّوابُّ الرَّحيم.

فبقي إلى أن غابت الشَّمس رافعاً يديه الى السَّماء يَتضرَّع ويبكي ([10]) ، فلمَّا غرُبت ([11]) الشَّمس ردَّه الى المَشعَرِ  وبات به ([12]).

فلمَّا أصبحَ ، قام [2] على المَشعَرِ([13]) فدعا الله وتاب إليه بالكلمات، بعد أفاضَ الى مِنى([14]) ، وأمره جبرئيل أن يَحلِقَ الشَّعرَ الَّذي عليه فحَلَقَهُ .

ثُمَ ردَّه الى مكَّة ([15]) ، وطافَ بالبَيتِ اسبُوعاً ؛ ابتدأ مِن الرُّكن الَّذي فيه الحجَر ، وكلَّما صار في المُستجَار أمره جبرئيل أن يُعيدَ الكلمات ويلصقَ بطنهُ بالبَيتِ .

 فلمَّا طاف سبعةَ أشواطٍ وصلَّى في المقام رَكعَتينِ ، أخرجه الى الصَّفا، وأمره أن يقفَ عليها ويَحمِدَ اللهَ ويَتوبَ إليه ، فلمَّا نزلَ مِن الصَّفا عَرَضَ له إبليس ، فغدا في طلبه الى موضِع السَّعي ، فغاب عنه .

 فأمره جبرئيل أن يقف على المروَّة ، فيحمِدَ اللهِ ويُسبِّحهُ ويُهلِّلهُ ، ويَتوبَ إليه ، ففعلَ ذلك سَبعَ مرَّاتٍ يبدأُ بالصَّفا ، ويَختِمُ بالمرَوَّة.

 فلمَّا فَرَغَ ، قال له جبرئيل : قد تابَ اللهُ عَليكَ يا آدم وبقي عليك طوافٌ آخر ، لِتَحلَّ لكَ زَوجَتُكَ ، فطاف [ 3 ] سبعةَ أشواطٍ ، وصلَّى عِندَ بابِ الكَعبةِ رَكعتَينِ في أوَّلِ الطَّوافِ وفي الطَّوافِ الثَّاني .

ثُمَّ قال له : قد حلَّت لكَ زَوجتُكَ .

وعن مُقاتل بن سُليمان ([16]) قال سألتُ أبا عبد الله (عليه السلام) : كم كان طُول آدم وحواء حين أُهبِطَا الى الأَرض ؟ قال :

( وَجَدنَا في كِتابِ عَليٍّ (عليه السلام)  أنَّ آدَم حِينَ أَهبطَهُ اللهُ الى الأَرضِ ، كَانَت رِجلَاهُ عَلى ثنيَة الصَّفَا ، ورَأسُه دُونَ أُفُقِ السَّمَاءِ ، وإِنَّه شَكَا الى اللهِ مَا يُصيبُه مِن حَرِّ الشَّمسِ .

فَأوحَى اللهُ الى جَبرَئيل : إنَّ آدَم شَكَا مِن حَرِّ الشَّمسِ ، فَأتِه فَاغمِزهُ غَمزَةً فَأَمَاءَ فَغَمَزَهُ غَمزَةً فَصَيَّر طُولَه سَبعِينَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِهِ ، وَغَمزَ حَوَاءَ فَصَيَّر طُولهَا خَمسٌ وَثَلَاثِينَ ذِرَاعَاً بِذِرَاعِهَا ) ([17]).

قوله : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } [البقرة : 40] .

 سَأَلَ رجُلٌ الصَّادق (عليه السلام)  : إنَّ اللهَ يَقولُ : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } ([18]) وإنَّا نَدعُو فَلَا يُستَجَابُ [ 4 ] ؟ .

فقال : ( إنَّكُم لَا تُوفُونَ للهِ بَعَهدِهِ ، إنَّ اللهَ يَقُولُ : { أَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } وَاللهِ ، لَو وَفيتُم للهِ لَوفَى لَكُم ) ([19]).

قوله : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ } [البقرة : 44].

 قال : ( هُم الخُطَبَاءُ وَالقُصَّاصِ ) ([20]) .

 قوله : { وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ}  [البقرة :  45]

يعني : ( الصَّوم وَالصَّلَاة ، وَإنَّها تَعنِي الصَّلَاة ) ([21]).

قوله :  {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}  [البقرة : 46]

الظَّنُّ : على وجهين ؛ فمنه يقينٌ ، مثل هذا الموضع ، ومنه شكٌّ ، كقوله : { إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنّاً}  ([22]) وقوله { وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ} ([23]) .

قوله : { فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ }[ البقرة : 47]

 أي : عالَمَي زمانِهم بأشياء ، مثل : العصا ، وفَلقِ البحر ، والحَجَر الَّذي انفجرَ منه الماء ، وما أَنزَلَ عليهم مِن المَنِّ والسَّلوى ، وما أظلَّ عليهم مِن الغَمام .

قوله : { وَاتَّقُواْ يَوْماً }[ البقرة : 48]

أي : يومَ القِيامَة .

قوله : { عَدْلٌ  } [البقرة : 48]

 يعني : فِدَاءٌ ([24]) .

قوله : { وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ }  [ البقرة : 49]

فإِنَّ فرعون بلَغَه عن بني إسرائيل [ 5 ] أَنَّهم يقولون : إِنَّ الله يَبعثُ مِنَّا رَسُولاً يَكونُ هَلَاكُ فرعون وأَصحابه على يده ، فقال : لأَقتُلَنَّ أبناءهم حتَّى لا يكون ذلك الَّذي يقولون ، فكان يقتُلُ الذُّكور، ويَدَعُ الإِناث ([25]).

قوله : { وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}  [ البقرة :51]

هي : ذو القعدة ، وأوَّلُ عشرٍ مِن ذي الحجَّة ([26]) .

فقال موسى (عليه السلام)  لأصحابه : إنَّ اللهَ قد وعدني أن يُنزِلَ عليَّ التَّوراة والأَلواح الى ثلاثين يوماً ، وأمره الله أن لا يقول لهم أربعين ، فتضيقُ صُدورَهُم ([27]).

قوله : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ ... } [البقرة : 54 ]

فإنَّه : لمَّا رَجعَ مِن المِيقَاتِ وقد عَبدُوا العِجلَ قال لهم ذلك فقالوا : وكيفَ نقتُلَ أنفسنا ؟ فقال موسى (عليه السلام) : اغدوا وكُلُّ واحدٍ منكم معه سكِّين أو سيف الى بيت المقدس ، فإذا صعدتُّ أنا المنبر ، فكونوا مُتلَّثمين ، ولا يعرفُ واحدٌ منكُم صاحِبَه ، ويقتُل بعضُكم بعضَاً .

 فاجتَمعَ [ 6 ]  ثلاثون ألفاً مِمَن عَبدَوا العِجل ، ورُوي : سبعون ألفاً الى بيت المقدِس ، فلمَّا صلَّى بهم ، صعدَ المنبر ، أقبلَ بعضهُم يقتلُ بعضَاً حتَّى نزول جبرئيل ، فقال : قُل لهُم يا موسى (عليه السلام)  يرفعوا القتلَ ، فقَد تابَ اللهُ عليكُم ([28]) .

قوله : { وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}  ، [البقرة : 55] .

هُم السَّبعون رَجُلاً الَّذين اختارهُم موسى (عليه السلام) للمِيقَاتِ ،  فأخذتهُم الصَّاعقةُ وماتُوا ثُمَّ أحياهُم الله ([29]) .

 قوله : { وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ}  [البقرة : 55 ].

 لمَّا عَبرَ بهم موسى (عليه السلام)  البَحرَ ، نزَلوا في مفازةٍ ، فقالوا لموسى (عليه السلام)  : أهلكتَنا وأخرجتنا مِن عُمرانٍ الى خراب .

فكانت تجيءُ بالنَّهارِ غمَامةٌ تُظلُّهُم ، وينزِلُ عليهِم باللَّيل المنُّ فيأكلون ، وبالعشيِّ طائرٌ مَشويٌّ يقعُ على موائدهم ، فإذا أكلوها وشبِعُوا طارَت ومرَّت .

وكان لموسى (عليه السلام)  حجرٌ وضعه في وسط العَسكَر ثُمَّ يضرِبه بعصَاه فيَنفجِرُ منه اثنتَا عشرة عَينَاً فتذهبُ [ 7 ] كُلُّ عينٍ الى سبطٍ .

فلمَّا طال عليهم الأمد قالوا : يا موسى : { لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ }الآية ([30]) فقال : { اهْبِطُواْ مِصْراً } ([31]) قالوا : { إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ } ([32]) الآية ([33]) .

قوله : { وَقُولُواْ حِطَّة}  [البقرة : 58 ].

أي : حُطَّ عنَّا ذُنوبَنا حِطَّةً ، فقال اللهُ : فنُذِلُّ الَّذين ظَلموا الآية ([34]) .

قوله : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} [ البقرة : 62 ].

الصَّابئين ([35]) : قوماً لا مجوس ، ولا يهود ، ولا نصارى ، يعبدون الكواكب ([36]) .

 قوله : { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ}  [البقرة : 63 ].

لمَّا رَجعَ موسى (عليه السلام)  الى بني إسرائيل ومعه التَّوراة لم يقبلوها ، فرَفعَ اللهُ جبلَ طُورِ سَينَاء فوقهم ، فقال لهم موسى (عليه السلام)  : إن لم تقبلوها ليَسقُطَنَّ عليكُم ، فنَكسُوا رؤوسهم وقالوا : نقبلها ([37]) .

 قوله : { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً}  [البقرة : 67] . 

فإنَّ رجُلاً مِن خيار بني إسرائيل ([38]) خطبَ امرأةً منهم ، فأنعمت ([39]) وخطَبهَا ابنُ عمِّ [ 8 ] ذلك الرَّجُل ، وكان فاسِقاً ([40]) ولم ينعَم ([41]) فحسَدهُ ، فقتَله غيلةً .

ثُمَّ حملَهُ الى موسى (عليه السلام)  وقال : هذا ابنُ عمِّي قد قُتِلَ ، قال : مَن قتلَهُ ؟ قال : لا أدري .

وكان فيهم رجلٌ له بقرةً ، وكان له ابنٌ بارٌّ به ، وكان عند ابنه سِلعَةٌ ، فجاء قومٌ يطلِبونَ سلعتَهُ ، وكان مفتاحُ حانوته تحت رأس أبيه ، وكان أبوه نائماً ، فذهَبَ القوم ولم يشتروا السِّلعة ، وانتبه أبوه ، وعرَفَ القِصَّة وشَكرَهُ ، وقال : خُذ هذه البقرة عِوضَاً ([42]) .

قوله : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ } [البقرة : 84 ]. 

[ وإنَّما نزَلَت في أبي ذرّ رحمه الله وعثمان بن عفان ، وكان سبب ذلك : لمَّا أمر عثمان بنفي أبي ذرّ الى الرَّبذة ، دخل عليه أبو ذرّ ، وكان عليلاً يتوكأ على عصاه ، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم قد حصلت إليه مِن بعض النَّواحي ، وأصحابه حوله ينظرون إليه ويطمعون أن يقسِمهَا فيهم .

 فقال أبو ذر لعثمان : ما هذا المال ؟ فقال عثمان : مائة ألف درهم حصلت إليَّ من بعض النَّواحي ، أُريدُ أن أضمَّ إليها مثلها ثُمَّ أرى فيها رأيي .

 فقال أبو ذرّ : يا عثمان ، أيَّهما أكثرُ مائة ألف درهم أو أربعةُ دنانير ؟ فقال عثمان : بل مائة ألف درهم ، قال : أما تذكر أنا وأنت قد دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )  عشيَّاً فرأيناه كئيباً حزيناً ، فسلَّمنا عليه فلم يردَّ علينا السَّلام ، فلمَّا أصبحنا أتيناه فرأيناه ضاحكاً مُستبشراً فقلنا له : بآبائنا وأُمهاتنا ، دخلنا إليك البارحة فرأيناك كئيباً حزيناً ، ثُمَّ عُدنا إليك اليوم فرأيناك فرِحاً مُستبشِراً .

فقال : نعم ، كان قد بقي عِندي مِن فيء المُسلمين أربعة دنانير لم أكُن قسمتها وخِفتُ أن يُدركني الموت وهي عِندي ، وقد قسَّمتها اليوم واسترحت منها .

فنظر عثمان الى كعب الأحبار ، وقال له : يا أبا إسحاق ، ما تقول في رجلٍ أدَّى زكاة ماله المفروضَة ، هل يجب عليه فيما بعد ذلك شيئاً ؟ فقال : لا ، ولو اتخذ لَبِنَةً من ذهب ، وآنيةً مِن فِضَّةً ما وجب عليه مِن شيءٍ .

فرفع أبو ذرّ عصاه فضرَبَ بها رأس كعب ، ثُمَّ قال له : يابن اليهوديَّةِ الكافرة ، ما أنت والنَّظر في أحكام المُسلمين ، قول الله أصدقُ مِن قولك حيثُ قال : ] ([43]){  {الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ  يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ }  ([44]) .

فقال عثمان : يا أبا ذرّ ، إنَّك شيخٌ قد خَرِفتَ ، وذَهبَ عقلُكَ ، فلولا صُحبَتُكَ لرِسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم )   لقتلتُكَ ، فقال : كَذِبتَ يا عثمان ، أخبرني رسول اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم )   فقال : يا أبا ذرّ ، لن يَفتِنوكَ ، ولن يَقتُلوكَ ، أمَّا عقلي ، فقد بَقيَ منهُ ما أحفَظُ حَديثَاً سَمِعتَهُ مِن [ 9 ] رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )   فيكَ وفي قومِكَ .

قال : ومَا سَمِعتَ مِنهُ ؟ قال : سَمِعتَهُ يقولُ : ( إِذَا بَلَغَ آلُ أَبِي العَاص ثَلَاثُونَ ([45]) رَجُلاً صَيَّروُا مَالَ اللهِ دوَلَاً ، وَكِتَابَ اللهِ دَغَلَاً ، وَالفَاسِقِينَ حِزبَاً ، وَالصَّالِحينَ حَربَاً).

فقال عثمان  : معشر المُهاجرينَ والأنصار ، هل سَمِعَ أحدٌ مِنكُم هذا مِن رسوُلِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم )   ؟ فقالوا : لا ، فقال عثمان : ادعوا عليَّاً ، فجاء عليٌّ (عليه السلام) .

 فقال : يا أبا الحسن (عليه السلام) اسمَع ما يقولُ هذا الشَّيخُ الكذَّاب ؟! فقال أميرُ المؤمِنين (عليه السلام) :

( لَا تَقُل كَذَّاب ؛ فَإنِّي سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)يَقولُ : مَا أَظَلَّتِ الخَضرَاءُ ، وَلَا أَقَلَّتِ الغَبرَاءُ عَلَى ذِي لَهجَةٍ أَصدَقُ مِنْ أَبِي ذَرّ) ([46]) .

فقال كُلُّ مَن حَضرَ : قد سَمِعنَا ذلكَ مِن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)فبكى أبو ذرّ ، وقال : ويحكُم ، كُلُّكم قد مَدَّ عينه الى هذا المال ، أظننتم أنِّي أُكذِبُ على رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم).

فقال عثمان : يا أباذر ، أسألك بحقِّ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)إلَّا ما أخبرتني عن شيءٍ أسألُك [ 10 ] عنه ؟ فقال : أو لم تسألني ايضاً بحقِّ رسول الله  (صلى الله عليه واله وسلم)لأُخبرك ، قال : أخبرني أيُّ البلادِ أحبُّ إليكَ أن تكونَ فيها ؟ قال : مكَّة ؛ حرم اللهِ ، وحرم رسوله ، أعبُد اللهَ فيه حتَّى يأتيني الموت ، قال : لا ، ولا كرامةَ لك .

 قال : فالمدينة ؛ حرمُ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قال : لا ، ولا كرامةَ لكَ .

 قال : فأيُّ البلاد أبغضُ إليك ؟ قال الرَّبذة ؛ التي كُنتُ فيها على غير دين الإسلام ، قال عثمان : سِر إليها .

فقال أبو ذرّ : سألتني فصدقتُكَ ، وأنا أسألُكَ فاصدقنِي ؟ قال : نعم ، قال : أخبرني ، لو بعثتني في بعثٍ الى المشركين فأسروني ،  فقالوا لا نفديه إلَّا بثُلثِ ما تملِك ، قال :

لست ([47]) أفديك ، قال : فإن قالوا : لا نفديه إلَّا بنصفِ ما تملِك، قال : لست ([48]) أفديك ، قال : فإن قالوا : لا نفديه إلَّا بكُلِّ ما تملِك ، قال : لست ([49]) أفديك ، قال أبو ذرّ : اللهُ أكبر ، صدَق رسولُ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)أخبرني [11] حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)قال :

( كَيفَ أَنْتَ إِذَا قِيلَ لَكَ : أَيُّ البِلَادِ أَحَبُّ إلَيكَ ... ) تمامُ الخبر .

فقلتُ : يا رسول الله ، وإنَّ هذا لكائنٌ ؟ فقال : ( إي ، وَالَّذِي نَفسِيَ بِيَدِهِ ، إنَّهُ كَائِنٌ ) فقلتُ : يا رسول اللهِ ، أفلا أضعُ سيفي على عاتقي، وأضرِبُ به قُدمَاً ؟ فقال :

( لَا ، اسمَعْ وَاسكُتْ ، وَلو بِعَبدٍ حَبَشِيٍّ ، وَقَد أنزَلَ اللهُ فِيكَ وَفِي عُثمَانَ آيَةً ) فقلتُ : ما هي ؟ قال : فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)قوله : {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ } الآية ([50]) .

 فقوله : {وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ} ([51])  يعني : أبا ذرّ.

قال : فنفاهُ الى الرَّبذة ، فشيَّعه أميرُ المؤمنين والحسن والحسين (عليه السلام) ([52]) .

 قال عديّ بن حاتم الطَّائي ([53]) : حججنا أيَّام عثمان وقد كان نفى أبا ذرّ الى الرَّبذة ، فقلنا : نجعلُ طريقنا على أبي ذرّ ، ونُسلِّمُ عليه ، فوصلنا فبلغنا الرَّبذة ، فنظرنا الى خباءٍ رثٍّ فقصدناه فإذا امرأة فيه  [ 12] وصبيَّة .

فقلنا : أين أبا ذر ؟ فقالت لنا : هو في غُنيمات له يرعاها ، فقصدناه، فإذا رجلٌ لا يرفعُ قدماً مِن الأرض ولا يضعها إلَّا ذكَرَ اللهَ خُشوعاً ، فسلَّمنا عليه فردَّ علينا السَّلام ، ثُمَّ قال : مَن أنتم ؟ فقُلنا : نحنُ قومٌ مِن إخوانك أردنا الحجَّ ، فأحببنا أن نُسلِّم عليك .

فقال : قَبِلَ اللهُ ذلك منكم ، أما إنِّي سَمِعتُ حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقولُ :

( مَنْ نَوَى الحَجَّ احتِسَابَاً للهِ لَا لِغَيرِه فَلَم تَرفَعُ نَاقَتَهُ خُفَّاً ، إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهِ حَسَنَةً ، وَرَفَعَ لَهُ دَرَجَةً ، فَإِذَا دَخَلَ الحَرَم تَحَاتَتّ الذُّنُوبُ عَنهُ كَمَا يَتَحَاتّ الوَرَقُ مِن الشَّجَرِ ، فَإِذَا طَافَ بِالبَيتِ وَسَعَى بَينَ الصَّفَا وَالَمروَةِ ، غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ ، فَإِذَا وَقَفَ بِالمَوقِفِ بَعَثَ اللهُ مَلَكَاً فَضَرَبَ بَينَ كَتِفَيهِ ، وَقَالَ لَهُ : استَأنِف العَمَلَ ، أمَّا مَا تَقَدَّمَ [ 13 ] مِنْ ذَنبِكَ فَقَد غُفِرَ لَهُ فَليَدعُ لإخوَانِهُ بِظَهرِ الغَيبِ ، فَإِنَّ مَنْ دَعَا لِإِخوَانِه بِظَهرِ الغَيبِ استَجَابَ اللهُ مِنهُ فِي نَفسِهِ سَبعِينَ ضِعفَاً ) .

قال : فودَّعناه وخرجنا ، فلمَّا حججنا ، لم يكن لنا همَّةٌ إلَّا الرُّجوع إليه فوافينا الرَّبذة ، فإذا الخباءُ مهدومٌ وإذا بنت أبي ذرّ جالسةٌ وحدها .

فقلنا لها : أين أبو ذرّ ؟ قالت : مات ، قُلنا : وكيف كان ؟ قالت : لمَّا فارقتمونا ماتت غُنيمتنا في داءٍ ، ثُمَّ ماتت أُمي ، فبقيت أنا وأبي ، فأصابنا الجوع ، فقال أبي : يا بُنيَّة ، قومي بنا الى الرَّمل نطلِبُ الفتَّ ؛ وهو نبتٌ له حَبٌّ ، فأتينا الرَّمل فلم نجد شيئاً .

 فجمع أبي رملاً ، ووضع رأسه عليه ، ورأيتُ عينيه قد أثقلتا ، فبكيتُ وصُحتُ فقلتُ : يا أبه ، كيف أصنعُ بكَ إن مُتَّ وأنا وحيدةٌ ؟ فقال : يا بُنيَّة لا تحزني ، فإذا مِتُّ فمُدِّي [ 14 ] الكساء على وجهي واقعُدي على الطَّريقِ ؛ طريقِ العراق ، فإذا أقبلَ رَكبٌ مِن العراق ، فقولي لهم : هذا أبو ذرّ قد تُوفِّي ، فإنَّهم يكفونَكِ أمري ، فإنَّه أخبرني حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)في غزوة تبوك ، فقال لي :

( يَا أَبَا ذَرّ ، تَعِيشُ وَحدَكَ ، وَتَموتُ وَحدَكَ ، وَتُبعَثُ وَحدَكَ ، وَتَدخُلُ الجَنَّةَ وَحدَكَ ، يَسعدُ بِكَ قَومٌ مِنْ أَهلِ العِرَاقِ ، يَتَولَّونَ غَسلَكَ وَتَجهِيزَكَ وَدَفنَكَ ) ([54]) .

قالت : فلمَّا ماتَ ، مددتُّ الكِساء على وجهه ، ثُمَّ قعدتُّ على طريقِ العِراق ، وإذا رَكبٌ أتوا ، فقمتُ إليهم ، فقلتُ لهم : هذا أبو ذرّ صاحِبُ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم)قد تُوفِّيَ ، فنزلوا ومشوا إليه بسكُونٍ ، فغسَّلوه وكفَّنوه ودفنوه ، وكان فيهم الأشتر ، فقال : كفنته بحُلَّةٍ كانت معي ، قيمتها أربعة ألاف درهم .

قالت ابنته : فكنتُ أُصلِّي بصلاته وأصوم بصيامه ، فبينما أنا ذاتَ  [ 15 ] ليلةٍ نائمةٌ ، إذ سَمعتُهُ يَتهجَّدُ بالقرآن ، كما كان يَتهجَّدُ في حياته ، فقلتُ له : يا أبه ، ماذا فعلَ بِك ربُّك ؟ فقال : يا بُنيَّة ، قَدِمتُ على ربٍّ كريمٍ ، رَضي عنِّي ورضيتُ عنه وحباني وأكرمني ، فاعملوا ولا تفتروا  ([55]) .

قوله : {فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ } [البقرة : 94] .

لأنَّ في التَّوراة : أنَّ أولياء الله يتمنَّون الموت .

قوله : {قُلْ مَن كَانَ عَدُوّاً لِّجِبْرِيلَ}  الآية ، [البقرة : 94 ].

نزلت في اليهود ، قالوا : إن لنا مِن الملائكة أصدقاءُ وأعداء ،  فجبرئيل عدوُّنا لأنه يأتي بالعذاب ، وميكائيل صديقنا لأنه يأتي بالرَّحمة ، فإن كان ميكائيل نزَلَ عليك آمنا بك ([56]) .

قوله : {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}  الآية ، [البقرة : 102] .

سُئل الباقر (عليه السلام) عن هاروت وماروت ؟ فقال :

( إنَّ المَلَائكَة كَانُوا يَنزِلُونَ مِن السَّمَاءِ الى الأَرضِ فِي كُلِ يَومٍ وَلَيلَةٍ ، يَحفَظُونَ أَعمَالَ ([57]) أَهلِ الأَرضِ مِن وُلدِ آدَم وَالجِنِّ ، فَيَكتُبونَ [ 16 ] أَعمَالَهُم ، وَيَعرُجُونَ بِها الى السَّمَاءِ ، فَيَضُجُّ ([58]) أَهلُ السَّمَاءِ مِن مَعَاصِي أَهلِ الأَرضِ .

فَتَذَامَرُوا بَينَهُم مِمَا يَسَمَعُونَ وَيَرونَ مِن افتِرَائهم الكَذِبَ عَلى اللهِ وَجَرأتِهم عَلَيهِ ، وَنَزَّهُوا اللهَ مِمَا يَقولُ فِيهِ خَلقُهُ ، فَقَالَ طَائفَةٌ مِن المَلَائكَةِ : يَا رَبَّنَا ، مَا تَغضَب مِمَا يَقُولُ ([59]) خَلقُكَ في أرضِكَ ، وَمِمَا يَصِفُونَ فِيكَ مِنَ الكَذِبِ وَالزُّورِ ([60]) وَيَركَبُونَ في المَعَاصِي وَهُم في قَبضَتِكَ وَقُدرَتِكَ ؟! .

فَأحَبَّ اللهُ تَعَالَى أَن يُرِيَ المَلَائكَةَ قُدرَتَهُ ، وَنَافِذَ أَمرِهِ فِي جَمِيعِ خَلقِهِ، وَيُعَرِّفَ المَلَائكَةَ مَا مَنَّ بِه عَلَيهِم ، وَمِمَا عَدلَه عَنهُم مِن صَنِيعِ خَلقِهِم ، وَمَا طَبعَهُم عَلَيهِ مِن الطَّاعة ، وَعَصَمَهُم مِن الذُنُوبِ .

قَالَ : فَأوحَى اللهُ الَى المَلَائكَة ؛ أن أَنزِلُوا ([61]) مِنكُم مَلكَينِ ، حَتَّى أُهبِطَهُمَا الَى الأَرضِ ، وَأَجعَلَ فِيهِمَا مِن طَبَائعِ المَطعَمِ ، وَالمَشرَبِ ، وَالحِرصِ ، وَالشَّهوَةِ ، وَالأَملِ ، مِثلَمَا [ 17 ] جَعَلتُهُ فِي وُلدِ آدَم ، ثُمَّ أَختَبِرُهُمَا فِي الطَّاعَةِ لِي .

قَالَ : فَنَدَبُوا لِذَلِكَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ، وَكَانَا مِن أَشَدِّ المَلَائكَةِ قَولاً فِي العَيبِ لِبَنِي آدَم ، فَأوحَى اللهُ إِلَيهِمَا : أَن اهبِطَا الَى الأَرضِ ، فَقَد جَعَلتُ فِيكُما مَا جَعَلتُهُ فِي وُلدِ آدَم .

ثُمَّ أَوحَى اللهُ إليهِمَا : انظُرَا ، أَن لاَ تُشرِكَا بِي شَيئَاً ، وَلَا تَقتُلَا النَّفسَ الَّتِي حَرَّمتُ ([62]) وَلَا تَزنِيَا ، وَلَا تَشرَبَا الخَمرَ .

قَالَ : ثُمَّ كَشَفَ ([63]) عَن السَّمَاوَاتِ السَّبعِ ؛ لِيُريَهُمَا قُدرَتَه ، ثُمَّ أهبَطَهُمَا الى الأَرضِ فِي صُورَةِ البَشَرِ وَلِبَاسِهُم ، فَهَبَطَا نَاحِيَة بَابِل ، فَرُفِعَ لَهًم بَنَاءُ قَصرٍ ([64]) فَأقبَلَا نَحوَهُ ، فَإِذَا بِحَضرَتِه إمرَأةٌ جَمِيلَةٌ حَسنَاءٌ ، مُتزَيَّنةٌ عَطِرَةٌ مُسفِرِةٌ ، مُقبِلَةٌ نَحوَهُمَا .

فَلمَّا نَظَرَا إِلَيهَا ، وَنَاطَقَاهَا وَتَأمَّلَاهَا ، وَقَعَت فِي قُلوبِهِمَا مَوقِعَاً شَدِيدَاً ، فَرَاوَدَاهَا عَن نَفسِهَا ، فَقَالَت لَهُمَا : إنَّ لِي دِينَاً أَدِينُ بِه ِ، وَلَستُ أقدِرُ فِي دِينِي أَن أُجِيبَكُمَا الى مَا تُرِيدَانِ إلَّا أَن تَدخُلَا [ 18 ] فِي دِينِيَ ، فَقَالَا : وَمَا دِينُكَ ؟ قَالَت : لي إلَهٌ مَن عَبدَهُ وَسَجَدَ لَهُ كَانَ السَّبِيلُ الَى أَن أُجِيبَهُ الَى كُلِّ مَا سَألَنِي ، فَقَالَا لهَا : أَرِنَا ([65]) إلهُكِ ؟ قَالَت : إلَهيَ هَذَا الصَّنَم .

قَالَ : فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا الَى صَاحِبِهِ ، قَالَا : هَاتَانَ الخِصلَتَانِ مِمَا نُهينَا عَنهُمَا ؛ الشِّركُ وَالزِّنَا .

قَالَ : فَغَلَبَتهُمَا الشَّهوَةُ ، فَقَالَا : إنَّا نُجِيبُكِ لمِا سَألتِ ، فَقَالَت : فَدُونَكُمَا فَاشرَبَا هَذَا الخَمرِ ؛ فَإِنَّهُ مَا تَشرَبَانِ فَإِنَّهُ قُربَانٌ لَكُمَا عِندَهُ ، وَتَصِلَانِ الَى مَا تُرِيدَانِ .

قَالَ : فَشَرِبَا الخَمرَ ، وَعَبدَا الصَّنَمَ ، وَسَجَدَا لَهُ ، ثُمَّ رَاوَدَاهَا عن نَفسِهَا ، فَلمَّا تَهَيأت لهُمَا ، وَتَهيئا لهَا ، دَخَلَ عَلَيهُمَا سَائلٌ يسَألُ ، فَلمَّا رَأيَاهُ فَزِعَا مِنهُ ، فَقَالَ لهُمَا : إِنَّكُمَا لَامرِءانِ ذَعِرانِ ، قَد خَلَوتُمَا بِهَذِهِ المَرأَةِ ، إنَّكُمَا لَرَجُلَا سُوءٍ ، فَخَرَجَ عَنهُمَا ، فَقَالَت المَرأةُ لهما : لَا وَإلَهِيَ مَا أَصِلُ الى أن ([66]) تَقرَبَانِي ، وَقَد اطَّلَعَ هَذَا الرَّجُلُ عَلَى حَالِكُمَا ) ([67]) .

 

 


[1] ما بين المعقوفتين من المحقق للترتيب .

[2] هذه الرواية نقلها المُصنِّف عن تفسير القمي : 1 /43 كما صرح في مواضع كثيرة في الكتاب ، وبما ان المخطوطة منقوصة البداية ، نورد هنا بداية الرواية ، وهي في تفسير قوله تعالى : Pفَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ Oالبقرة : 37 ، عن أبي عبد الله j قال : ( ان آدم j بقي على الصفا أربعين صباحاً ساجداً يبكي على الجنة وعلى خروجه من الجنة من جوار الله عز وجل فنزل عليه جبرئيل j فقال : يا آدم ما لك تبكي ، فقال : يا جبرئيل ، ما لي لا أبكي وقد أخرجني الله من الجنة من جواره وأهبطني الى الدنيا ، فقال : يا آدم ، تب اليه ، قال :وكيف أتوب ؟ فأنزل الله عليه قبة من نور فيه موضع البيت ، فسطع نورها في جبال مكة ، فهو الحرم ، فأمر الله جبرئيل أن يضع عليه الأعلام ... ) . 

[3] كلمة : ( واخرج ) غير موجودة في المصدر .

[4] كلمة : ( ويُقال ) غير موجودة في المصدر .

[5] في المصدر : ( يوم الثامن ) .

[6] في المصدر : ( وعلمه ) .

[7] في المصدر : ( أوقفه ) .

[8] في المصدر : (الكلمات التي تلقاها من ربه) .

[9] في المصدر بعد هذا : ( عملت سوءاً وظلمت نفسي واعترفت بذنبي ، فاغفر لي انك انت الغفور الرحيم ، سبحانك اللهم وبحمدك ، لا اله الا انت ، عملت سوءاً ، وظلمت نفسي ، واعترفت بذنبي ، فاغفر لي انك خير ... ) .

[10] في المصدر: ( يتضرع ويبكي الى الله ) .

[11] في المصدر: ( غابت ) .

[12] في المصدر: ( فبات بها ) .

[13] في المصدر: ( المشعر الحرام ) .

[14] في المصدر: ( فدعا الله تعالى بكلمات وتاب اليه ثم أفضى الى منى ) .

[15] بعد هذه العبارة اختلفت عبارة المصدر ، وهي : ( فاتى به عند الجمرة الأولى ، فعرض له إبليس عندها ، فقال : يا آدم ، أين تريد ؟ فأمره جبرئيل أن يرميه بسبع حصيات فرمى ، وأن يكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ، ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثانية ، فأمره أن يرميه بسبع حصيات فرمى ، وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ثم ذهب فعرض له إبليس عند الجمرة الثالثة ، فأمره أن يرميه بسبع حصيات عند  كل حصاة تكبيرة ، فذهب إبليس لعنه الله ، وقال له جبرئيل : إنك لن تراه بعد هذا اليوم أبداً ، فانطلق به الى البيت الحرام وأمره أن يطوف به سبع مرات ففعل ، فقال له إن الله قد قبل توبتك وحلَّت لك زوجتك ، قال : فلما قضى آدم حجه لقيته الملائكة بالأبطح ، فقالوا : يا آدم برَّ حجُّك ، أما إنَّا قد حججنا هذا البيت بألفي عام ) .

[16] البجلي ، وقيل : البلخي ، من أصحاب الإمامين الباقر والصادق c بتريٌّ ، وقيل عاميٌّ ، ينظر : الرجال ، البرقي : 46 ، الرجال ، الطوسي : 146 ( 1618 ) خلاصة الأقوال ، العلامة الحلي : 410 ( 1 ) .

[17]الكافي ، الكليني : 8/233 ح 308 ، عنه بحار الأنوار ، المجلسي :11/127.

[18] غافر : 60 .

[19] تفسير القمي : 1/46 ، عنه التفسير الصافي ، الفيض الكاشاني : 1/224 .

[20] تفسير القمي : 1/46 ، عن الإمام الصادق j وفيه : ( نزلت في القصَّاص والخطباء ) .

[21] تفسير القمي : 1/46 ، تفسير العياشي : 1/43 ح 40 ، عن الإمام الصادق j .

[22] الجاثية : 32 .

[23] الفتح : 12 .

[24] أي فداء مكانها تُمات وتترك هي ، الصافي ، الفيض الكاشاني : 1/95 .

[25] تفسير القمي : 1/47 بتفاوت يسير .

[26] في المصدر : ( وهو ذو القعدة وعشرة من ذي الحجة ) .

[27] تفسير القمي : 1/47 .

[28] تفسير القمي : 1/48 بتفاوت .

[29] تفسير القمي : 1/48 بتفاوت .

[30] البقرة : 61 .

[31]البقرة : 61 .

[32] المائدة : 22 .

[33] تفسير القمي : 1/48 بتفاوت .

[34] تفسير القمي : 1/48 بتفاوت .

[35] في المصدر : ( الصابئون قوم ) وهو الصحيح .

[36] في المصدر : ( الكواكب والنجوم ) تفسير القمي : 1/49 .

[37] تفسير القمي : 1/49 بتفاوت .

[38] في المصدر : ( وعلمائهم ) .

[39] في المصدر : ( فأنعمت له ) .

[40] في المصدر : ( فاسقاً ردياً ) .

[41] في المصدر : (فلم ينعموا له ) .

[42] تفسير القمي : 1/50 عن أبي عبد الله j بتفاوت وتفصيل أكثر .

[43] ما بين المعقوفتين سقط من الأصل فأكملناه من تفسير القمي .

[44] التوبة : 34 ـ 35 .

[45] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( ثلاثين ) .

[46] وهو من الروايات المتفق على صحتها ، ينظر : معاني الأخبار ، الصدوق : 178 ، مسند أحمد بن حنبل : 2/223 .

[47] في المصدر : ( كنت ) .

[48]في المصدر : ( كنت ) .

[49] في المصدر : ( كنت ) .

[50] البقرة : 84 .

[51] البقرة : 85 .

[52] تفسير القمي : 1/51 .

[53] من الصحابة المعروفين ، ومن السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين j الرجال ، الطوسي : 73 ( 676 ) ، الرجال ، أبو داود : 133 ( 993 ) ، نقد الرجال ، التفريشي : 3/199 ( 3396 ) .

[54]الخصال ، الصدوق : 183 .

[55] تفسير القمي : 1/296 بتفاوت واختلاف في عباراته .

[56] تفسير القمي : 1/54 بتفاوت .

[57] في المصدر : ( أوساط ) .

[58] في المصدر : ( فضج ) .

[59] في المصدر : ( يعمل ) .

[60]في المصدر : ( ويقولون الزور) .

[61] في المصدر : ( انتخبوا ) .

[62] في المصدر : ( التي حرم الله ) .

[63] في المصدر : ( كشط ) .

[64] في المصدر : ( مشرف ) .

[65] هكذا في الأصل ، والصحيح : ( أرينا ) .

[66] في المصدر : ( لا تصلان إليَّ إلَّا أن ) .

[67] تفسير القمي : 1/55 باختصار واختلاف .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



بالصور: ستفتتحه العتبة الحسينية الاسبوع المقبل.. شاهد ما يحتويه مستشفى الثقلين لعلاج الاورام في البصرة من اجهزة طبية
صممت على الطراز المعماري الإسلامي وتضم (16) قبة.. تعرف على نسب الإنجاز بقاعة علي الأكبر (ع) ضمن مشروع صحن عقيلة زينب (ع)
عبر جناحين.. العتبة الحسينية تشارك في معرض طهران الدولي للكتاب
بالفيديو: بحضور الامين العام للعتبة الحسينية وبالتعاون مع جامعتي واسط والقادسية.. قسم الشؤون الفكرية والثقافية يقيم المؤتمر العلمي الدولي الثالث تحت عنوان (القرآن الكريم والعربية آفاق و إعجاز)